بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن للإسلام منهاج في تحقيق العدالة الاجتماعية، وهو يختلف كل الاختلاف عن جميع المذاهب والنظريات والفلسفات والنظم التي تدعي المساواة والحرية وحقوق الإنسان، فما هو منهاج الإسلام في تحقيق هذه العدالة؟
للعدالة الاجتماعية دعائمها الثابتة في الإسلام، وذلك من خلال ما يكفله من:
1 - تكافؤ الفرص أمام جميع الأفراد، وذلك بما قررته الشريعة الإسلامية من مساواة في الحقوق والواجبات، ومن عدالة يعيش المجتمع في ظلها، وذلك كله منبثق من العقيدة الإسلامية التي تملأ القلوب بخشية الله تعالى ومراقبته في السر والعلن.
2 - الحياة الكريمة لكل فرد في المجتمع، وذلك بما أوجبته الشريعة الإسلامية من العمل والإنتاج لأنه سعي ونشاط وعبادة، أما العاجزون عن العمل والكسب فقد أوجبت الشريعة على المجتمع كفالتهم.
3 - تحقيق التوازن في المجتمع، وذلك بما قررته الشريعة الإسلامية من حق الملكية، وبما فرضته من قيود في التحصيل والإنفاق، وبما شرعته من رقابة المجتمع على تضخم الثروات بطريق غير مشروع، وبما جعلته ملكا عاما لجميع أفراد المجتمع من ثروات طبيعية لأنهم يتساوون جميعا في الحاجة إليها.