الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
لقد حث الإسلام على الإحسان إلى الناس والسعي في إسعادهم ونفعهم، يقول الله تعالى: (وقولوا للناس حسنا)، وجعل ذلك من أحب الأعمال إلى الله تعالى، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا، ولَأَن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له، ثبّت الله قدميه يوم تزول الأقدام".
والإنسان بطبعه يميل إلى من يحسن إليه، ولكي يكسب المسلم قلوب الناس ومحبتهم عليه أن يعاشرهم بالحسنى، وأن يسعي في قضاء حوائجهم و خدمتهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، جاعلا نصب عينيه قول الرسول عليه الصلاة والسلام: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن يكون له خبيء من عمل صالح فليفعل"، وعليه أيضا أن يعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، لقول الله سبحانه وتعالى: (خُذِ العَفْوَ وَامُرْ بالعُرْف وَأَعرِض عن الجاهلين)، ولقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه