بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن اللسان هو أداة للتواصل بين الناس، وهو في نفس الوقت نعمة ونقمة: فإن استعملنا اللسان فيما يرضي الله تعالى كان نعمة وقادنا إلى الجنة، وإن استعملناه فيما يغضب الله عز وجل كان نقمة وقادنا إلى النار والعياذ بالله.
إن نقل الكلام بين الناس بغرض الفتنة والإيقاع بينهم هو أمر خطير وذنب كبير، وقد سمى الله جل وعلا ناقل الكلام بين الناس بالفاسق وحذرنا من تصديق كلامه دون تثبت من صحة الخبر، وهذا حتى لا نظلم الناس أو نعتدي عليهم دون وجه حق، يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، ويقول أيضا: (ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشاء بنميم).
وكفى بالنميمة فتنة أنها تؤدي إلى التفريق بين الناس، وهذه فتنة عظيمة، يقول الله تعالى: (والفتنة أشد من القتل)، وكفى بالنميمة إثما عظيما أن صاحبها لا يدخل الجنة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة نمام"، وكفى بالنميمة شرا مستطيرا أن صاحبها يعذب في قبره، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما مر على قبرين: "إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة".