بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
لا يظن الإنسان أنه بموته فقد انقطع عمله سواء كان هذا العمل سيئا أو صالحا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا "، وقال أيضا: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ".
إذا فأعمال الناس لا تنقطع بعد موتهم وإنما تبقى جارية وتكتب في صحائف أعمالهم وذلك حسب ما قدم كل واحد من أعمال صالحة كانت أو سيئة وسواء كان هذا العمل كتابة كتبها في المواقع والمنتديات أو مقاطع فيديو نشرها أو كلمة قالها في قناة فضائية أو شارك في مسلسل أو غناء أو ألف كتابا أو حفر بئرا أو غرس زرعا أو شارك في بناء مسجد أو مهد طريقا إلى غير ذلك من الأعمال وما أكثرها.
لذا على الإنسان أن يحسب جيدا لما يترك من أعمال بعد وفاته، فكما توجد حسنات جارية توجد سيئات جارية، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم )، ويقول أيضا: ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم )، ويقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتابه إحياء علوم الدين: " طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة أو أكثر يعذب بها في قبره ويُسأل عنها إلى آخر انقراضها ".
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه