الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وقدوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن الإسلام يدعو إلى التخلق بالأخلاق الفاضلة والصفات النبيلة ويدعو إلى ترك الأخلاق السيئة والصفات المذمومة وهذا حتى يكون مجتمعا صالحا متماسك البنيان والأركان وتسوده المحبة والإخاء والرأفة.
ومن الأخلاق الفاضلة التي يدعو إليها الإسلام العفو والصفح وكظم الغيظ وعدم الرد على المسيء بإساءة مثلها، بل بالصبر عليه واحتساب الأجر من الله عز وجل، يقول الله تعالى: ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )، ويقول سبحانه وتعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين)، ويقول تبارك وتعالى: ( خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )، ويقول عز وجل: ( وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم، والله غفور رحيم )، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: " ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ".
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في حلمه وصفحه وعفوه عند المقدرة، وذلك حين صفح وعفا عن قريش يوم فتح مكة إذ قال لهم: " ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء "، وهذا بالرغم من كل ما قاساه منهم والأذى الذي لاقاه منهم.
اللهم جملنا بالأخلاق الفاضلة