أعظم أركان العبادات بعد الشهادتين ( الصلاة )

بسم الله الرحمن الرحيم .

( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )

تعتبر الصلاة في مفهوم المسلم الحقيقي ؛ هي أعظم أركان الإسلام العملية والعبادة بعد الشهادتين ، كما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنه : ( بُني الإسلام على خمس..) فذكر الشهادتين ، ثم ثنى بإقامة الصلاة...) ومن فضائل الصلاة ومميزاتها أنها الصلة التي تقرب العبد من ربه تبارك وتعالى ، فكلما صلى العبد، وسجد لربه كلما اقترب منه وأجيب دعاءه ، وصلح حاله ، في الدنيا والآخرة ، وتولاه الله عز وجلَّ ودافع عنه . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ، وقال للذي سأله أن يرافقه في الجنة : ( أعِنِّي على نفسك بكثرة السجود ).

والصلاة هي ملجأ العبد إذا لمَّ به هَمٌّ أو حُزْنٌ أو فزعه أمر ؛ كما كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة .

وهي راحة العبد وسكنه وهدوء باله ؛لذلك كان صلى الله عليه وسلم يقول : ( ارحْنا بالصلاة يا بلال ) ، والصلاة المعينة في الشدائد والملمات لذلك يقول الله تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وأنها لكبيرة إلا على الخاشعين آ45 ، الذين يظنون أنهم ملاقوا ربِّهم وأنهم إليه راجعون 46 ) البقرة .

وكثيرا ما مدح الله عزَّ وجلَّ المؤمنين وبين أسباب فلاحهم فبدأ بالصلاة فقال سبحانه في أول سورة ( المؤمنون ): ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون .) 1، 2 ، وذكر عباد الرحمن وذكر من صفاتهم أنهم : ( يبيتون لربهم سُجَّدًا وقياما )الفرقان آية 64 .

ولما تحدث العلماء المسلمون والفقهاء في الدين الإسلامي عن منزلتها وعِظَمِ شأنها بين العبادات المفروضة في الدين لم يختلفوا في أن أكبر الكبار بعد الشرك بالله هو ترك الصلاة عمدا فعدُّوه من أعظم الذنوب ، وأن إثمه عند الله أعظم من قتل النفس وأكل الأموال ، ومن إثم الزنى ، والسرقة ، وشرب الخمر ، وأن فاعله ( أي تارك الصلاة عمدا ) متعرِضٌ لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة ؛ قال عبد الله بن شقيق : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تَرْكُهُ كفرًا إلا الصلاة ).

فاستفيقوا عباد الله ، وعودوا إلى طاعة ربكم وصلاتكم ، واعملوا أن نبيكم أخبركم وبلغكم رسالة ربه وقال : أنه يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار ، فيصبغ في النار صبغة ؛ فيقال له : هل رأيت نعيما قط ؟ فيقول : لا وعزتك ، ويؤتى بأشد أهل الدنيا بؤسا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة فيقال له : هل رأيت في الجنة بؤسا قط ؟ فيقول : لا وعزتك ؛ فاتقِ الله أخي ترك الصلاة ؛ هل ترضى أن يقال لك كَفَرْتَ ؟ هل ترضى أن يفتى أن يُفَرَّقَ بينك وبين زوجتك ؟ هل ترضى أن يفتى ألا تُدْفَنَ في مقابر المسلمين ؟ ...هل ترضى أن تُقْتل ؟ أما قرأت قول الله تعالى : ( فاقتلوا المشركين حيث وجدنموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم .)؟ التوبة 5 فقد أمر الله بقتلهم حتى يتوبوا وينقذوا أنفسهم من بين المشركين ــ وأنت مسلم ــ ستقتل مثلهم إن تركت الصلاة المأمور بها في دينك من ربك سبحانه وتعالى عمدا بدون سبب ، وقد شرع الدين أن تستتاب لترجع إلى زمرة أخوانك من المسلمين بالتوبة والعودة إلى أقامة الصلاة ، فيغفر لك الله إن شاء ، وتدخل مع إخوانك المؤمنين الذين نفذوا أوامر الله فيما فرض على المسلمين ؟.أما علمت ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم .وهو يأمرنوابه ورسله لادعوة إليها بعد الشهادتين فقال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه :( إنك ستأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه <شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؛فإن هم أجابوا لذلك فأعلمهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ،) وأنها أول ما يحاسب العبد عليه من عمله يوم القيامة ....

ولنا لقاء في مقال آخر عما جاء في الوعيد والنذير على تارك الصلاة .

مع دعائي لكم جميعا بالهداية والرشاد وإرضاء رب العباد ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ليشفع لنا أمته التي يخاف عليها من النار ، ويخشون دخولها بترك فرض الصلاة .

ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

آمين يا رب العالمين

بارك الله فيك أستاذنا الفاضل محمد فهمي يوسف وأحسن الله إليك

الأستاذ / رشيد
حياك الله وجزاك خيرا كثيرا ، نتمني لك التوفيق والسداد
ولا تنسنا من كلماتك الطيبة التي تضيف المزيد من العطاء ببيتك المتواضع في محبة اللغة العربية والقيم الإسلامية .

» كيف تعالج السرحان في الصلاة
» مكانة الصلاة في الإسلام
» تطبيق فقه العبادات على نظام الآيفون والأندرويد
» من فضل الصلاة على النبي
» فقهُ الدين في الصلاة