رابطة محبي اللغة العربية
أهلاً وسهلاً
يشرفنا تسجيلكم لدينا
الكلمة مسئولية صاحبها
رابطة محبي اللغة العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
رابطة محبي اللغة العربية

مجلة تخصصية في علوم اللغة العربية ، لخدمة طلاب وأصدقاء لغتنا ، ونشر الخير والعطاء حفظا للغة القرآن الكريم
 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  التسجيلالتسجيل  دخول  
المواضيع الأخيرة
» متجر ساكورا للهدايا: تمتع بتجربة تسوق استثنائية
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyمن طرف محمد فهمي يوسفadmin السبت 27 أبريل 2024, 9:01 pm

» مسابقة محبة القرآن الكريم 1445هجرية
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyمن طرف محمد فهمي يوسفadmin السبت 13 أبريل 2024, 9:44 pm

» لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyمن طرف رشيد الخميس 21 مارس 2024, 12:07 am

» من أقوال السلف
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyمن طرف رشيد الأربعاء 20 مارس 2024, 11:59 pm

» إذا سألت الله فلا تقل إن شاء الله !
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyمن طرف رشيد الأربعاء 20 مارس 2024, 11:54 pm

» مسابقة محبة القرآن الكريم 1445هجرية
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyمن طرف محمد فهمي يوسفadmin الأربعاء 13 مارس 2024, 9:40 pm

» مسابقة محبة القرآن الكريم 1445هجرية
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyمن طرف محمد فهمي يوسفadmin الأربعاء 13 مارس 2024, 5:46 am

» القطار رقم 832 (راوية للكاتب : سيد الجهني )
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyمن طرف محمد فهمي يوسفadmin الجمعة 08 مارس 2024, 8:49 pm

» تهنئة بحلول شهر رمضان 1445ه
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyمن طرف محمد فهمي يوسفadmin الجمعة 08 مارس 2024, 3:51 pm

» متجرخولة لفن الحياكة و الكروشيه
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyمن طرف محمد فهمي يوسفadmin السبت 10 فبراير 2024, 2:07 pm

كلمة الإدارة
تتضرع إدارة المنتديات بالدعاء لله رب العالمين أن ينقذ مصرنا المحروسة من وباء الكورونا المستجد

 

 قصة قصيرة [ كدت أفعل ]

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سيد يوسف الجهني

سيد يوسف الجهني


قصة قصيرة [ كدت أفعل ] C13e6510
العراق
ذكر
عدد المساهمات : 23
تاريخ الميلاد : 31/12/1957
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 09/02/2023
الموقع : https://19570.forumegypt.net/
العمل : رئيس فنين متقاعد
المزاج : طيب
تعاليق : الحمد لله رب العالمين
ونسأل الله حسن الختام
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] 05c96310


قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة [ كدت أفعل ]   قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyالإثنين 20 فبراير 2023, 10:31 pm

:صلى الله عليه


[ كدت أفعل ]

زهى الحنين واخضر في قلب عباس ، فقد آن الأوان ليعود إلى مسقط رأسه ، لقد مضى أكثر من أربعون سنة في الغربة بعيداً عن أهله ، وما عادت سواعده تساعده أن يستمر في عمله الشاق ،فقد أتي إلى هذه المدينة صبيا يافعاً ،حين التحق كصبي في احد ورش السيارات ، تغطي وجهه وملابسه الزيوت والشحوم ، قاضيا معظم ساعات النهار وجزء من الليل تحت بطون السيارات ، ثم ينام من أربع خمس ساعات بمكانه الذي أعده له صاحب الورشة بها ، ثم لعب الحظ معه فجأة فاشترى تلك الورشة من ورثة صاحبها ، وباتت الورشة ملك له ، تدر عليه المال الوفير ، فقد استطاع أن يديرها بطريقة مختلفة جذبت إليه زبائن جدد ، زيادة على إتقانه لمهنته ،فاكتسب العديد من الصدقات والمعارف ، وتزوج عباس من بنت أحد أقرباءه الذين يسكنون معه في تلك المدينة ، حيث أنجبت له ثلاثة أولاد ، قام بتربيتهم مع أمهم وتعليمهم تعليما جيدا ، لكن شتان بين ما يريد المرء ويبتغي وبين خفايا الدهر له   ..! ، لقد فارقه أولاده الثلاثة وتفرقوا بعيدا عنه ، ثم ماتت زوجته  وبات وحيدا في الدار ، وقد تعدى عمره الستون واقترب من السبعين عاماً ، فأهمل الورشة وتدهورت حالتها ، كما تدهورت صحته أيضا بعد فارقته أم أولاده ، فلم يعد كما كان من قبل ،ومل الحياة وأحس بالضجيج يروم رأسه لأول مرة منذ أن وطئت قدماه المدينة ، وأحس بالضيق ينتاب صدره فقرر العودة إلى مسقط رأسه بأحد قرى الصعيد ، فقد ألب عليه قلبه وألبت عليه وجدانه أن يرحل بعيداً ، ويكفى ما قضاه في تلك المدينة وما تحصل عليه فيها ، فقد يجد هناك راحة نفسه ويقضي ما تبقى له من عمر هدوء وسكينة بعيداً عن ضجيج المدينة وسخطها ....

حينما توفت زوجته وأحس بالوحدة عباس ، نصحه بعض المقربين منه بالزواج من أخرى ترعاه وتقوم على خدمته ، فقد لاحت الفكرة في رأسه ولم يجد مفراً من تنفيذها .. سرعان ما أوقعة القدر مع تلك السيدة التي كانت عنه بخمسة وعشرين عاما ،قد سبق لها الزواج من غيره ثم طلقت ولم تنجب من زوجها الأول . عرفها عباس حين جاءت لتصلح عنده سيارتها[ اللادا ]   ، وقد حصل انسجام بينه وبينها ، فقد عرف عباس عنها الكثير بعدما فارقته ، تكررت زيارة نادية إلى ورشة عباس ، ثم فوجئ  عباس أنه يطلب يدها للزواج ،، تلقت نادية ما قاله عباس بترحاب وغبطة كأنها كانت تعد وتخطط لذلك الأمر .. سُرّ عباس بالأمر وسرعان ما تم الزواج بينهما ،، كان يتمنى عباس أن زواجه سوف يحل عن صدره الضيق ويسعده ، وتعود حياته إلى الأحسن ، لكن نادية كانت مختلفة تماما عن أم أولاده . كان يترك الورشة ويعود لبيته فيجدها غير موجودة به  وقد خرجت دون أن تستأذنه ، يستيقظ ويصلي الفجر وينتظرها أن تقوم من نومها كي تعد له كوباً من الشاي ،فيجد لا جدوى من الانتظار ، فيراها دائما كاسدة نائمة لا تألو بالاً بانتظاره  ، فيخرج من البيت إلى الورشة مكتئباً والدنيا ضاقت في عينيه كأنها خرم أبره ، حاول عباس كثيراً بأسلوبه أن يغير من سلوكها لم يجد جدوى معها ، يراها دائما تنظر إليه دون رد منها ،  في داخله يغلي مثل بركان مكتظ من الحميم ،يود لو انفجر ليخرج حممه في الخواء ، لكنه يمسك نفسه ويكظم ويتمالك خشية أن يعلو صوته فيسمعه الجيران ،وهو الذي  دائما محل تقدير وإعجاب واحترام بينهم ، أليس هو الذي كان يوفق بين المختلفين منهم ويصلح بينهم ، فلو أن أحد سمعه فينقل ما يدور بينه وبين زوجته إلى أحد من أولاده ،  لا يريد يضع أولاده في مشاكله أو يعلمهم بما بينه وبينها ،  ... حتى راودته رأسه في العودة إلى مسقط رأسه ، فقد يجد هناك الهدوء والراحة التي يبتغيها ، قد تكون عودته إلى مسقط رأسه مفتاح السعادة له ، هكذا توسم في أمره ، لم يفكر في غير هذا ، قد حبست بنات فكره وتقيدت ، حادثها عباس فيما ينوي فعله ، وراح يراودها ويحبذها للذهاب معه ومرافقته إلى بلدته ، رفضت نادية الفكرة رفضاَ باتاً ، أمهلها عباس بعض الوقت ، وراح يدبر أمور عودته ، تراقبه نادية كثب في تحركاته وبصمت منقطع النظير .. عقد عباس العزم وحدد يوم مغادرته المدينة الصاخبة ، قرر أن يطلقها ويعطها حقها في نفسه دون يبيح لها بذلك ، كانت الأمور تجرى بسرعة خلف ظهره ..

في اليوم المحدد خرجت للشارع يبتغي مصرف المدينة  الكائن في شارع التحرير ، ترجل من سيارته بعد ركنها في جانب الشارع ، ليعبر للجهة اليسرى منه  ، وطئت قدماه الشارع ... اندفعت سيارة تجاهه تريد دهسه بسرعة جعلته يلقي بنفسه بكل قواه ليتفاداها وينجو من قدر كان متربص به ، ذهل المارين بدهشة والتفوا حوله يباركون له نجاته من موت محقق ،  لا يدري عباس كيف نجا من الموت بأعجوبة ..!، انتصب وجلس على الرصيف يسترد أنفاسه ، ويستعيد وعيه وأوصاله ، راح الله على نجاته .. كان عباس قد قضى طلبه  من المصرف ثم عاد أدراجة بسيارته .. أمام أحد المراكز التجارية لمح عباس  نادية وهي تقف على شرفة المركز التجاري منزوية مع شاب ، يتبادلان الحديث عن قرب ،  حاول أن يكذب عينيه ، فرك عينيه بيديه .. حدق جيدا فيما رآه ، أحس بالنار تهب في جسده ، إنه لم يشك فيها أبداً ، والخيانة ليس من دأبه ولا طبعه ، جلد بالصبر نوازعه ، راح يستغفر الله وعيناه لا تفارقهما لحظة ، ..يبدو أن الحديث بينهما قد انتهى ..!، كانت الثورة التي اشتعلت به هدأت بعض الشيء حين انتحى بنفسه وجلس على أحد المقاهي .. حرك بنات فكره بعناية وهو يدير أمره ، قرر عباس بعد تفكير عميق ، أنه لا داعي بالاحتفاظ بتلك المرأة معه ، ولا داعي باستمرارها في حياته  .. سيمضي إلى مسقط رأسه وهناك سيطلقها ، اتخذ القرار وكان عليه أن يتحرك ، ما عليه أن يأخذ ملابسه وحقيبته التي أعدها من منزله ، سيعود لأخذها ثم ينصرف عنها للأبد .. كان عباس متيقن إنها عادت إلى المنزل قبله ، دائما يحتفظ بنسخة  من مفاتيح الباب ، أخرج المفتاح من جيبه كعادته ،وضعه في ثقب (الكالون ) لكنه لم يستجيب للدخول ، حاول عدة مرات لكنه لم يجد جدوى من ذلك ، طرق على الباب بغيظ شديد عدة طرقات حتى أن طرقاته على الباب وصلت للجيران الذين أطلوا برؤوسهم ليقفوا على الأمر ، بات عباس في وضع مزري أمام الجيران وهم يرونه يقف محتاساً وزوجته لا تريد أن تسمح له بالدخول .. غادر عباس المنزل وهو في قمة الغيظ وقرر أن يتخلص منها .. ذهب على أحد أصدقاءه ليبيت عنده ليلة واحدة حتى يتدبر أمره ، قضى عباس ليله في أرق لم ينم كما تعود وهو يضرب كفاً بكف .. في الصباح خرج على وجهه ، ذهب إلى هناك ، كان يعرف طرق ومسالك تعبرها نادية  دائما ، راح يتربص لها ويتحين لها اللحظة للتخلص منها ، ترجل من سيارته كي تراه ويجرها بعيداً عن الزحام ، اقترب منها وحاول أن يكلمها ، لكنها صرخت في وجهه بقوة وفظاعة ، انهالت عليه بوابل من السب والقذف .. اشتد غضب عباس وانهال عليها ضرباً أمام الناس  ، حمى الوطيس بينهما وتدخل الناسُ بينهما ، فرت نادية من تحت قبضة عباس لنجو بحياتها عابرة على الناصية الأخرى وقبل أن تصلها ..تدخل القدر يقوم بما كان ينوي عباس أن يقوم به ، فتأتي عربة طائشة لتلقي بها أرضاً وعباس على الضفة الأخرى من الشارع يشهد الموقف ...

        ====== بقلم : سيد يوسف مرسي ======
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد فهمي يوسفadmin

محمد فهمي يوسفadmin


مؤسس المنتدى
مصر
ذكر
عدد المساهمات : 2475
تاريخ الميلاد : 01/02/1945
العمر : 79
تاريخ التسجيل : 16/04/2013
الموقع : رابطة محبي اللغة العربية
العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش
المزاج : راضٍ
تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Jb129110
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Cd8fa1o18oz8
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Ebda3


قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Empty
مُساهمةموضوع: تدقيق ومراجعة لقصة ( كدتُ أفعل )   قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyالأربعاء 22 فبراير 2023, 9:29 pm

سيد يوسف الجهني كتب:
:صلى الله عليه


[ كدت أفعل ]

زهى الحنين واخضر في قلب عباس ، فقد آن الأوان ليعود إلى مسقط رأسه ، لقد مضى أكثر من أربعين سنة في الغربة بعيداً عن أهله ، وما عادت سواعده تساعده أن يستمر في عمله الشاق ،فقد أتى إلى هذه المدينة صبيا يافعاً ،حين التحق كصبي في أحد ورش السيارات ، تغطي وجهه وملابسه الزيوت والشحوم ، قاضيا معظم ساعات النهار وجزءً من الليل تحت بطون السيارات ، ثم ينام من أربع إلى خمس ساعات بمكانه الذي أعده له صاحب الورشة بها ، ثم لعب الحظ معه فجأة فاشترى تلك الورشة من ورثة صاحبها ، وباتت الورشة ملكا له ، تدر عليه المال الوفير ، فقد استطاع أن يديرها بطريقة مختلفة جذبت إليه زبائن جدد ، زيادة على إتقانه لمهنته ،فاكتسب العديد من الصداقات والمعارف ، وتزوج عباس من بنت أحد أقربائه الذين يسكنون معه في تلك المدينة ، حيث أنجبت له ثلاثة أولاد ، قام بتربيتهم مع أمهم وتعليمهم تعليما جيدا ، لكن شتان بين ما يريد المرء ويبتغي وبين خفايا الدهر له   ..! ، لقد فارقه أولاده الثلاثة وتفرقوا بعيدا عنه ، ثم ماتت زوجته  وبات وحيدا في الدار ، وقد تعدى عمره الستون واقترب من السبعين عاماً ، فأهمل الورشة وتدهورت حالتها ، كما تدهورت صحته أيضا بعد فارقته أم أولاده ، فلم يعد كما كان من قبل ،ومل الحياة وأحس بالضجيج يروم رأسه لأول مرة منذ أن وطئت قدماه المدينة ، وأحس بالضيق ينتاب صدره فقرر العودة إلى مسقط رأسه بأحد قرى الصعيد ، فقد ألب عليه قلبه وألبت ألب عليه وجدانه أن يرحل بعيداً ، ويكفى ما قضاه في تلك المدينة وما تحصل عليه فيها ، فقد يجد هناك راحة نفسه ويقضي ما تبقى له من عمر في هدوء وسكينة بعيداً عن ضجيج المدينة وسخطها ....

حينما توفت زوجته وأحس عباس بالوحدة  ، نصحه بعض المقربين منه بالزواج من أخرى ترعاه وتقوم على خدمته ، فقد لاحت الفكرة في رأسه ولم يجد مفراً من تنفيذها .. سرعان ما أوقعة القدر مع تلك السيدة التي كانت (تزيد أو تقل ؟)عنه بخمسة وعشرين عاما ،قد سبق لها الزواج من غيره ثم طلقت ولم تنجب من زوجها الأول . عرفها عباس حين جاءت لتصلح عنده سيارتها[ اللادا ]   ، وقد حصل انسجام بينه وبينها ، فقد عرف عباس عنها الكثير بعدما فارقته ، تكررت زيارة نادية إلى ورشة عباس ، ثم فوجئ  عباس أنه يطلب يدها للزواج ،، تلقت نادية ما قاله عباس بترحاب وغبطة كأنها كانت تعد وتخطط لذلك الأمر .. سُرّ عباس بالأمر وسرعان ما تم الزواج بينهما ،، كان يتمنى عباس أن زواجه سوف يحل عن صدره الضيق ويسعده ، وتعود حياته إلى الأحسن ، لكن نادية كانت مختلفة تماما عن أم أولاده . كان يترك الورشة ويعود لبيته فيجدها غير موجودة به  وقد خرجت دون أن تستأذنه ، يستيقظ ويصلي الفجر وينتظرها أن تقوم من نومها كي تعد له كوباً من الشاي ،فيجد لا جدوى من الانتظار ، فيراها دائما كاسدة نائمة لا تألو بالاً بانتظاره  ، فيخرج من البيت إلى الورشة مكتئباً والدنيا ضاقت في عينيه كأنها خرم إبره ، حاول عباس كثيراً بأسلوبه أن يغير من سلوكها لم يجد جدوى معها ، يراها دائما تنظر إليه دون رد منها ،  في داخله يغلي مثل بركان مكتظ من الحميم ،يود لو انفجر ليخرج حممه في الخواء ، لكنه يمسك نفسه ويكظم ويتمالك خشية أن يعلو صوته فيسمعه الجيران ،وهو الذي  دائما محل تقدير وإعجاب واحترام بينهم ، أليس هو الذي كان يوفق بين المختلفين منهم ويصلح بينهم ؟!، فلو أن أحدَا سمعه فينقل ما يدور بينه وبين زوجته إلى أحد من أولاده ،  لا يريد أن يضع أولاده في مشاكله أو يعلمهم بما بينه وبينها ،  ... حتى راودته رأسه في العودة إلى مسقط رأسه ، فقد يجد هناك الهدوء والراحة التي يبتغيها ، قد تكون عودته إلى مسقط رأسه مفتاح السعادة له ، هكذا توسم في أمره ، لم يفكر في غير هذا ، قد حبست بنات فكره وتقيدت ، حادثها عباس فيما ينوي فعله ، وراح يراودها ويحبذها للذهاب معه ومرافقته إلى بلدته ، رفضت نادية الفكرة رفضاَ باتاً ، أمهلها عباس بعض الوقت ، وراح يدبر أمور عودته ، تراقبه نادية عن كثب في تحركاته وبصمت منقطع النظير .. عقد عباس العزم وحدد يوم مغادرته المدينة الصاخبة ، قرر أن يطلقها ويعطيَها حقها في نفسه دون أن يبيح لها بذلك ، كانت الأمور تجرى بسرعة خلف ظهره ..
اقتباس :

في اليوم المحدد (خرجت) خرج للشارع يبتغي مصرف المدينة  الكائن في شارع التحرير ، ترجل من سيارته بعد ركنها في جانب الشارع ، ليعبر للجهة اليسرى منه  ، وطئت قدماه الشارع ... اندفعت سيارة تجاهه تريد دهسه بسرعة جعلته يلقي بنفسه بكل قواه ليتفاداها وينجو من قدر كان (متربص) متربصًا  به ، ذُهِلَ (المارين) المارون بدهشة والتفوا حوله يباركون له نجاته من موت محقق ،  لا يدري عباس كيف نجا من الموت بأعجوبة ..!، انتصب وجلس على الرصيف يسترد أنفاسه ، ويستعيد وعيه وأوصاله ، (راح) شكر الله على نجاته .. كان عباس قد قضى طلبه  من المصرف ثم عاد أدراجه بسيارته .. أمام أحد المراكز التجارية لمح عباس  نادية وهي تقف على شرفة المركز التجاري منزوية مع شاب ، يتبادلان الحديث عن قرب ،  حاول أن يكذب عينيه ، فرك عينيه بيديه .. حدق جيدا فيما رآه ، أحس بالنار تهب في جسده ، إنه لم يشك فيها أبداً ، والخيانة ليست من دأبه ولا طبعه ، جلد بالصبر نوازعه ، راح يستغفر الله وعيناه لا تفارقهما لحظة ، ..يبدو أن الحديث بينهما قد انتهى ..!، كانت الثورة التي اشتعلت به هدأت بعض الشيء حين انتحى بنفسه وجلس على أحد المقاهي .. حرك بنات فكره بعناية وهو يدير أمره ، قرر عباس بعد تفكير عميق ، أنه لا داعي للاحتفاظ بتلك المرأة معه ، ولا داعي لاستمرارها في حياته  .. سيمضي إلى مسقط رأسه وهناك سيطلقها ، اتخذ القرار وكان عليه أن يتحرك ، ما عليه إلا أن يأخذ ملابسه وحقيبته التي أعدها من منزله ، سيعود لأخذها ثم ينصرف عنها للأبد .. كان عباس (متيقن) متيقنًا  إنها عادت إلى المنزل قبله ، دائما يحتفظ بنسخة  من مفاتيح الباب ، أخرج المفتاح من جيبه كعادته ،وضعه في ثقب (الكالون ) لكنه لم (يستجيب ) يستَجِبْ للدخول ، حاول عدة مرات لكنه لم يجد جدوى من ذلك ، طرق على الباب بغيظ شديد عدة طرقات حتى أن طرقاته على الباب وصلت للجيران الذين أطلوا برؤوسهم ليقفوا على الأمر ، بات عباس في وضع مزري (مُزْرٍ) أمام الجيران وهم يرونه يقف محتاساً وزوجته لا تريد أن تسمح له بالدخول .. غادر عباس المنزل وهو في قمة الغيظ وقرر أن يتخلص منها .. ذهب إلى أحد أصدقائه ليبيت عنده ليلة واحدة حتى يتدبر أمره ، قضى عباس ليله في أرق لم ينم كما تعود وهو يضرب كفاً بكف .. في الصباح خرج على وجهه ، ذهب إلى هناك ، كان يعرف طرق ومسالك تعبرها نادية  دائما ، راح يتربص لها ويتحين لها اللحظة للتخلص منها ، ترجل من سيارته كي تراه ويجرها بعيداً عن الزحام ، اقترب منها وحاول أن يكلمها ، لكنها صرخت في وجهه بقوة وفظاعة ، انهالت عليه بوابل من السب والقذف .. اشتد غضب عباس وانهال عليها ضرباً أمام الناس  ، حمى الوطيس بينهما وتدخل الناسُ بينهما ، فرت نادية من تحت قبضة عباس لتنجو بحياتها عابرة على الناصية الأخرى وقبل أن تصلها ..تدخل القدر يقوم بما كان ينوي عباس أن يقوم به ، فتأتي عربة طائشة لتلقي بها أرضاً وعباس على الضفة الأخرى من الشارع يشهد الموقف ...

        ====== بقلم : سيد يوسف مرسي ======

خدمات رابطة محبي اللغة العربية 
محمد فهمي يوسف / مؤسس الرابطة 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabitaara.forumegypt.net
محمد فهمي يوسفadmin

محمد فهمي يوسفadmin


مؤسس المنتدى
مصر
ذكر
عدد المساهمات : 2475
تاريخ الميلاد : 01/02/1945
العمر : 79
تاريخ التسجيل : 16/04/2013
الموقع : رابطة محبي اللغة العربية
العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش
المزاج : راضٍ
تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Jb129110
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Cd8fa1o18oz8
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Ebda3


قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة [ كدت أفعل ]   قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyالأربعاء 22 فبراير 2023, 9:39 pm

أحداث متشابكة في سرد متميز يظهر قلما مبدعا حتى العقدة وبعدها يأتي الحل المنطقي لبطل القصة المؤمن الموقر الشخصية 
المتمسك بقيم المجتع الصعيدي المعروف ، تشد المتصفح حتى نهايتها ، الموحية بواقعية السرد القصصي ( قصة قصيرة )
تحياتي أستاذ سيد يوسف الجهني ، إلى مزيد من الإبداعات في أقسام رابطة محبي اللغة العربية
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] 3216199453
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabitaara.forumegypt.net
سيد يوسف الجهني

سيد يوسف الجهني


قصة قصيرة [ كدت أفعل ] C13e6510
العراق
ذكر
عدد المساهمات : 23
تاريخ الميلاد : 31/12/1957
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 09/02/2023
الموقع : https://19570.forumegypt.net/
العمل : رئيس فنين متقاعد
المزاج : طيب
تعاليق : الحمد لله رب العالمين
ونسأل الله حسن الختام
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] 05c96310


قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة [ كدت أفعل ]   قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyالسبت 04 مارس 2023, 8:04 pm

من لا يشكر الناس لا يشكر الله وعدم الشكر للمعروف جحود  ....
لذا اقدم شكري وامتناني وأثمن جهد أستاذنا عميدنا الأستاذ محمد فهمي يوسف

على ما قام به من تصويب وتمحيص لقصتي . داعيا المولى عز وجل أن يباركه

وينفع بخيره أهل اللغة ومحبيها ..
كل عام وحضرته بخير بلغنا الله وإياه وجميع المسلمين شهر رمضان بخير

وجعلنا وإياه من عباده المقبولين

مع تحياتي وتقديري له
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد فهمي يوسفadmin

محمد فهمي يوسفadmin


مؤسس المنتدى
مصر
ذكر
عدد المساهمات : 2475
تاريخ الميلاد : 01/02/1945
العمر : 79
تاريخ التسجيل : 16/04/2013
الموقع : رابطة محبي اللغة العربية
العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش
المزاج : راضٍ
تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Jb129110
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Cd8fa1o18oz8
قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Ebda3


قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة [ كدت أفعل ]   قصة قصيرة [ كدت أفعل ] Emptyالسبت 04 مارس 2023, 8:48 pm

الأخ الأستاذ / سيد يوسف الجهني 
جزاك الله خيرا ، ولا شكر على واجب لوجه الله تعالى 
محبة اللغة ــ وبخاصة لغة القرآن الكريم ـ فخر وشرف
ونحن دائما في خدمة محبي اللغة العربية 
خدمات رابطة محبي اللغة العربية 
محمد فهمي يوسف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabitaara.forumegypt.net
 
قصة قصيرة [ كدت أفعل ]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موجات قصيرة
» سلحفاة الحَظّ (عن فئة قصة قصيرة)
» [شعر] شعر فصحى قصيدة قصيرة
» هنادي [ قصة قصيرة ] في ثوب رواية
» مراجعة قصة قصيرة بعنوان : سقوط )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة محبي اللغة العربية :: منتدى الأدب العربي :: قسم فنون النثر الأدبي ( مقال ـ قصة ـ مسرح ـ خاطرة ..)(يوسف قبلان سلامة)-
انتقل الى: