انتشر الإسلام في كل بقاع العالم
وظهر لكل أمة أدبها الإسلامي الذي تأثر بأدب الشرق العربي
بعد أن عكف الناس زمانا على محبة القرآن الكريم وتلاوته
ودراسة الأحاديث الشريفة والسنة النبوية المطهرة
ثم عاد الشعر العربي بعد فترة إلى ازدهاره في العصر العباسي
وانتقلت روعة النغم العربي في أوزان القصائد التي وضعها الخليل بن أحمد
في بحور الشعر الستة عشر التي يعرفها الشعراء إلى بلاد الأندلس
فأحبوا أن يتميزوا بلونهم الثقافي في صياغة الشعر العربي
فألفوا فنا جديدا أطلق عليه العلماء ( الموشحات الأندلسية )
ومن أصحاب هذا الفن الجميل :
الشاعر :أبو بكر بن زهر الأندلسي
يقول في فراق الأوطان :
ما للموله ............ من سكره لايفيق ..يا له سكران
من غير خمر .. ما للكئيب المشوق .. يندب الأوطان
هل تستعاد ......أيامنا بالخليج ........وليالينا
إذ يُسْتَفاد .... من النسيم الأريج .... مسك دارينا
وإذ يكاد .....حسن المكان البهيج ... أن يحيينا
نهر أظله ... .....دوح عليه أنيق .......مورق الأفنان
والماء يجري ... وعائم وغريق ..... من جنى الريحان
*********
ويتكون الموشح الشعري من :
مطلع مثل :
يا شقيق الروح من جسدي = أهوى بي منك أم كمم
ثم بيت أو أبيات موزونة :
ضعت بين العذر والعذل
وأنا وحدي على خبل
ما أرى قلبي بمحتمل
ثم يأتي قفل للمقطع :
ما يريد البين من خلدي = وهو لا خصم ولا حكم
ثم أبيات جديدة وقفل وتسمى ( أسماط ) وهي تشبه (مقاطع الأغنيات )
أيها الظبي الذي شردا
تركتني مقلتاك سدى
زعموا أني أراك غدا
وأظن الموت دون غد = أين مني اليوم ما زعموا
وهكذا يمضي الموشح متنقلا بين المعاني والموضوعات............
من ولي في أمة أمرا ولم يعدل = يعزل إلا لحاظ الرشأ الأكحل
جُرت في حكمك في قتلي يا مسرف
فانصف فواجب أن ينصف المنصف
وارأف فإن هذا الشوق لا يرأف
علَّ قلبي بذاك البارد السلسل = ينجل ما بفؤادي من جوى مشعل
إنما تبرز كي توقد نار الفتن
صنما مصورا في كل شيء حسن
إن رمى لم يخط من دون القلب الجنن
كيف لي ، تخلص من سهمك المرسل = فصل واستبقني حيا ولا تقتلِ
يا سنا الشمس ويا أبهى من الكوكب

شكرا أستاذة الزهرة أحمد
على إضافتك القيمة
عن الخرجة في نهاية كل موشح ت وانها كالمطلع في القصيدة العربية الشرقية
والحقيقة أنه كان للموشحة جانبان أحدهما موسيقي ، والآخر لغوي ؛
وفي الأول : تتنوع الأوزان والقوافي استجابة لحاجة الأندلس الفنية حين شاعت الموسيقا والغناء
وفي الآخر : تكون الموشحة فصيحة في فقراتها عامية في خرجتها وهو نتيجة للثنائية اللغوية المسببة عن الثنائية والعنصرية
ولنا مع تاريخ الموشحات لقاءات أخرى قادمة
وجزاك الله خيرا