ذكر علماء البلاغة العربية ( فرع البيان )
في مجال التصوير البياني 
في فروع البلاغة العربية 
فن التشبيه وأكثروا فيه الحديث عن أنواعه ، وأركانه ، وأغراضه ، وأمثلته ، وتحليل كل تشبيه ، وأشهر الشعراء المغرمين بفن التشبيه في قصائدهم 
ولما كانت أنواعه قريبة إلى ذهن القاريء الكريم الذي يلم قليلا بعلوم البلاغة العربية معروفة 
مثل : التشبيه التام أو الكامل وهو ما ورد فيه جميع أركان التشبيه من ؛ مشبه ومشبه به وأداة التشبيه ووجه الشبه ؛ ويسمونه المفصل 
والتشبيه البليغ بأنواعه ؛ وهو ما حذف منه الأداة ووجه الشبه وذكر فيه الطرفان أو الركنان الأساسيان المشبه والمشبه به 
والتشبيه التمثيلي والمقلوب والمحسوس ، وما وضح فيه المحسوس المعنوي أو العكس أي تشبيه المحسوس بمحسوس أو المعنوي بمحسوس 
========
ونخص في هذا الموضوع الحديث عن أغراض التشبيه في البلاغة :

1- بيان أمكان المشبه ؛ وذلك حين يسند إليه أمرٌ مستغرب ، لا تزول غرابته إلا بذكر شبيه له 
نحو قول الشاعر :
وكمْ أبٍ قد علا بابن ذرا شرفٍ = كما علا برسول الله عدنان 
فكيف ارتفع شأن عدنان هنا ؛ بإسناد بنوة محمد صلى الله عليه وسلم إليه !! مع إمكانية علو المشبه بذريته بمثل محمد صلى الله عليه وسلم رفعته على الخلق
2- بيان حاله ؛ وذلك حينما يكون المشبه غير معروف الصفة قبل التشبيه ، فيفيده التشبيه الوصف المطلوب توضيحه 
وذك مثل قول ابن شهيد الأندلسي المتوفي بقرطبة سنة 426 هجرية يصف برغوثا :
وأسود زنجي أهلي وحشي ( ليس بوان ولا زُمّيل وكأنه جزءٌ لا يتجزأُ من ليل 
ومعنى ( أهليٍّ ) أي مستأنس ، و( وحشي ) متوحش ، زميل : ضعيف 
ثم يواصل وصف حال البرغوث قائلا :
( أو نقطة مداد ، أو سويداء فؤاد ، شُرْبُهُ عَبٌّ ، وَمَشْيُهُ وَثْبٌ ، يكمن نهاره ، ويسير ليله  ، لا يمنع منه أمير ، ولا تنفع فيه غيرة غيور ، وهو أحقر حقير 
شرُّه مبعوث وعهده منكوث )
3- وتشمل ما أضافه ابن شهيد الغرض الثالث وهو بيان مقدار حال المشبه إذا كان المشبه  معروف الصفة قبل التشبيه معرفة إجمالية وجاء التشبيه ليبين مقدار هذه الصفة
4- وأيذا يشمل الغرض الرابع وهو تقرير حال المشبه كما كان ما أسند إليه المشبه يحتاج إلى تثبيت وإيضاح بتكرار التشبيهات المبينة للمشبه 
ومن ذلك أيضا ما قاله صاحب كليلة ودمنة في تشبيه صاحب العلم حين قال :
( فضل ذي العلم وإن أخفاه كالمسك يستر ثم لا يمنع ذلك رائحته أن تفوح )
5- تزيين المشبه أو تقبيحه ؛ كما قال سعيد بن هاشم الخالدي من بني عبد القيس وكان أعجوبة زمانه في قوة الحافظة وله تصانيف في الأدب ودواوين الشعر توفي سنة 400 هجرية ؛ قال يصف خادما قاصدا تزيينه 
وما هو عبدٌ لكنه ولدٌ = خولنيه المهيمن الصمد
وشد أزري بحسن خدمته = فهو يدي والذراع والعضد
وعكس التزيين في هذا الغرض التقبيح للمشبه فمما ينسب إلى عنترة بن شداد قوله في ذلك :
وأنا ابن سوداء الجبين كأنها = ذئبٌ ترعرع في نواحي المنزل
الساق منها مثل ساق نعامة = والشعر منها مثل حب الفلفل
==============
وفي البيان التصويري في البلاغة ما يطول الحديث عنه 
والله أعلم