الأمثال كما جاء على لسان ابن عبد ربه:" وشي الكلام وجوهر اللفظ،وحلي المعاني".
وهي:" أبقى من الشعر وأشرف من الخطابة، ولم يسر شيء مسيرها، ولا عم عمومها،حتى قيل: أسير من مثل".
ولأنها مكون هام من مكونات تراثنا العربي الزاخر ورافد أساس من روافده،فسنعمل تحت هذا العنوان على اختيار جملة من الأمثال العربية السائرة من بطون أمهات الكتب العربية لنضعها بين يدي المتصفح الكريم.
وللإشارة فإن المثل المختار سيكون مشفوعا بسرد حكايته أي المناسبة التي قيل لأجلها هذا مع الإتيان بالشاهد الشعري الذي قد ورد فيه.

عرقوب هذا رجل من ساكنة يثرب،وعد رجلا ثمرة نخلة،فجاءه الرجل حين أطلعت،فقال:دعها حتى تصير بلحا،فلما أبلحت قال: دعها حتى تصير زهوا،فلما أزهت قال: دعها حتى تصير رُطبا، فلما أرطبت،قال: دعها حتى تصير تمرا،فلما أتمرت عمد إليها ليلا فجذها،ولم يعطه شيئا منها،فصار مثلا في الخلف وعدم الوفاء.
ومن الأبيات الشعرية التي أشارت إلى خلف عرقوب:
قال كعب بن زهير:

وقال الأشجعي:

" الدرة الفاخرة في الامثال السائرة" الأصبهاني

هو عجل بن لجيم بن صعب بن مالك بن علي بن بكر بن وائل وهو من الحمقى المنجبين، ومن حمقه أنه قيل له: ماسميت فرسك هذا؟ فقام إليه وفقأ إحدى عينيه وقال: سميته الأعور.
وقد جاء ذكره في قول جرثومة العنزي:

الشقراء فرس جمحت بصاحبها فأتت على واد وهمت أن تثبه فقصرت ووقعت فاندق عنقها وسلم صاحبها.فسُئِل عنها فقال: " إن الشقراء لم يعْدُ شرها رجليها"،أي لم يتجاوزها إلى غيرها.
وقد تمثل بذلك بشر بن أبي خازم الأسدي في هجاء عتبة بن جعفر بن كلاب:

حومل امراة من العرب كانت تجيع كلبة لها كانت تحرسها،فكانت تربطها بالليل للحراسة،وتطردها نهارا،وتقول: التمسي لنفسك لا ملتمس لك عندي،فلما طال ذلك أكلت ذنبها من الجوع.
قال الكميت بن زيد:

الدرة الفاخرة

ذكروا أن رجلا من العرب كان يرضع اللبن من حلمة شاته،ولا يحلبها خشية أن يُسمع وقع اللبن في الإناء،فيطلب منه.
قال رجل يصف إفراط ابن عمه في البخل :