الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على محمد سيد المخلوقات وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن الحسد هو مرض من أمراض القلوب وهو كراهية النعمة للغير وتمني زوالها.
وكفى بالحسد شؤما على صاحبه بأنه سبب أول معصية في السماء وهي حين رفض إبليس عليه لعنة الله السجود لأبينا آدم عليه السلام وما ذاك إلا حسدا وبغضا له، فكان مصيره الطرد من رحمة الله تعالى، وهو أيضا كان السبب في قتل قابيل لأخيه هابيل، فكان مصيره الندم والخسران.
يجب أن نعلم علم اليقين بأن الله تبارك وتعالى هو الرزاق، وقد قسم الأرزاق بين عباده، فلن تأكل نفس رزق غيرها، فما قدره الله كائن لا يتغير، فمن الجهل أن يعمل الإنسان على إزالة النعمة عن أخيه لاستجلابها لنفسه، فإنها إن لم تكتب له فلن يحصل عليها مهما فعل، وإن كتبت له فلابد أن يستوفيها ولن ينتزعها منه أحد.
لذا فلا ينبغي للإنسان أن يشغل قلبه وتفكيره بما في يد الناس، وليرض بما قسمه الله له، فالله عز وجل هو أعلم بما يصلح لعباده وبما ينفعهم، وإن لم يرض عاش حاقدا ساخطا هالكا لنفسه.