مقاييس نقد الأسلوب

لكل من يتعلم فن النقد الأدبي لأساليب الكتابة الأدبية
عليه أن يدرس كيف ينقد غيره وكيف يتعلم الكتابة الأدبية أولا
دراسة المفردات العربية المستخدمة في الأسلوب الذي ينقده :
1- دقة اللفظ
على الناقد أن يدقق في اختيار الكاتب لألفاظه المؤدية للمعنى المستهدف من العبارة ، مع ملاحظة الفروق الدلالية الدقيقة بين الكلمات
* أنظر مثلا لقول الشاعر :
بالله ربك إن دخلت فقل لها = هذا ابن هرمة قائما بالباب
والناقد يرى من خلال دراسته لضرورة الدقة في اختيار الألفاظ أنه كان على الشاعر أن يقول :( واقفا ) بدلا من ( قائما ) ليكون المعنى دقيقا
* وكذلك ما أخطأ فيه الشاعر الآخر حين قال :
لما تذكرت بالديرين أرقني = صوت الدجاج وقرع النواقيس
فدقة اختيار كلمة ( أرقني ) مع صوت الدجاج خطأ في الصياغة ؛لأن الأرق يكون أول الليل ، وصوت الدجاج يكون آخر الليل عند الفجر
* ومن عدم الدقة في استخدام المفردات أن يلجأ الكاتب أو الأديب إلى أبعد الطرق للتعبير عن المعنى الذي يقصده في الأسلوب
فيتعب المتلقي في البحث عن ترتيب كلماته التي كان يجب أن تكون عليه 
ومن أمثلة ذلك مثلا قول الشاعر :
وما مثله في الناس إلا مملكٌ = أبو أمه حيٌّ أبوه يقاربه
2- ومن مقاييس نقد المفردات : دراسة إيحاء الألفاظ :
* فقد أخطأ الشاعر في التعبير بكلمة ( بطن ) عن معنى ( النسل ) حين قال :
ولبطن عائشة التي = فَضُلَتْ أروم نسائها
فنسل أفضل من استخدامه لكلمة بطن في هذا المكان وكلمة نسل لا تخل بوزن البيت الشعري
* كما ينتقد الشاعر حين يمدح الحجاج بن يوسف الثقفي فيقول :
إذا ورد الحجاج أرضا مريضة = تتبع أقصى دارها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها = غلامٌ إذا هز القناة رواها
فإن إيحاء لفظة ( غلام ) في مدح خليفة كالحجاج لا يتناسب مع الغرض المستهدف من الأبيات
==========
وهكذا نتواصل ونستكمل مقاييس النقد العلمية لمهنة الناقد الأدبي البصير والماهر في تخصصه إن شاء الله