"لا تنتظر الشعوب الواعية من لغتها أن تصنع لها العباقرة و المفكرين، لأنها تدرك أن العقول هي التي تفكر باللغة و ليست اللغة هي التي تفكر بالعقول..." اهـ من كتاب "مفتاح اللغة العربية للدكتور الأستاذ أحمد بن نعمان، صفحة 160.

شدت انتباهي هذه الكلمة و أنا أتمعن في كتاب "مفتاح اللغة العربية" للدكتور أحمد بن نعمان و الصادر في طبعته الأولى عام 1997 عن دار الأمة للطباعة و النشر و التوزيع و قد أعيد طبعه مرة أخرى بعد ذلك،
و يضم الكتاب بين دفتيه مائتين و اربعين صفحة من مقاس 15x22 احتوت أهم قواعد النحو و الصرف و الإملاء و يدخل ضمن سلسلة المفتاح التي تصدرها هذه الدار نفسها كمفتاح اللغة الإسبانية و مجموع القواميس المختلفة و مزدوجة اللغة و الكتب المدرسية لمختلف المستويات.
و قد وضع الكتاب أساسا لتعليم اللغة العربية بطريقة مبتكرة روعيت فيها حسب المؤلف جميع الشروط النفسية و التربوية الخاصة بتعليم الكبار أو المتقدمين في السن.
و هو أداة توضع بين ايدي المعلمين و المتعلمين على حد سواء مبتدئين كانوا أو متقدمين في الدراسة.
فأما المبتدئون فبتلقينهم أهم قواعد اللغة العربية بطريقة تراعي الارتقاء من السهل إلى الصعب مازجة بين الدرس النظري و العمل التطبيقي ؛ و أما المتقدمون فبإعطائهم مرجعا سهلا يعودون إليه حين الحاجة للتذكر واسترجاع ما نسوه من قواعد اللغة و ذلك بتعيين أماكنها بنظرة سريعة في الفهرس المفصل تفصيلا، و قد دعم المؤلف بعض الدروس بأبيات من ألفية ابن مالك في النحو زيادة في الفائدة.
كما أن الكتاب وسيلة تعليمية ناجعة للمعلمين ذاتهم وذلك بما تضمنه من دروس ترتقي صعدا حسب طريقة تتسم بالمرونة إذ "يمكن للأستاذ أن يبدأ أية مرحلة تتجاوب مع مستوى الدارسين" كما يقول المؤلف.
و قد قسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء متفاوتة المواضيع (الدروس) و كل موضوع يشمل الدرس النظري فالتمارين فالتطبيق و هو نص محرر بإمعان بحيث يجعل الدّارس يمتحن ما حصل من قواعد و في الوقت نفسه يزوده بما يحمله من المفاهيم و الأفكار القيمة.
و الملفت للانتباه في الكتاب ما تزين به من جداول شاملة و لوحات ملخِّصة يسهل مطالعتها فيحصل الناظر فيها على مجموعة من المعلومات المفيدة بنظرة سريعة، و هذه إحدى ميزات هذا السفر الأنيق الصغير الحجم الخفيف المحمل الجم الفائدة.
و الميزة الثانية في ضبط المفردات في التمارين والتطبيقات ضبطا كاملا حتى تتم قراءتها قراءة سليمة وتسهل مطالعتها.
و الميزة الثالثة هي المنهاج الذي وضعه المؤلف في بداية الكتاب و هو يتضمن توضيحات وتوجيهات مفيدة حتى تكون الاستفادة تامة بالكتاب إذا ما روعيت,
و بهذا يصير الكتاب وسيلة تعليمية ناجعة لابد منها لمن أراد تحصيل قواعد اللغة العربية في مدة قصيرة تختصر عليه الوقت و توفر له الجهد الذي يمكن استغلاله في توسيع دائرة المعرفة بعد تحصيله على الأسس في اللغة.
إن طلاب اللغة العربية و معلميها الغيورين [الغُيُر] سوف يجدون لا محالة أداة فعّالة في "مفتاح اللغة العربية" و كيف لا و المكتبة تفتقر لمثل هذه الكتب المفيدة العلمية و العملية في الوقت نفسه.
غير أننا بعد مطالعة الكتاب مطالعة متمعنة لاحظنا خلوه من درس أو درسين في الجموع السالم منها و المكسور، و أوزان القياسي من هذا الأخير و السماعي (حسب الاستطاعة إذ لا يمكن حصرها جميعا) و بهذا يكون الكتاب شاملا فعلا لأهم القواعد و لمن أراد التوسع فعليه بالرجوع إلى المطولات، و لذا نأمل أن يستدرك المؤلف هذا النقص في الطبعات القادمة ؛ هذا وقد سبق لواضع "مفتاح اللغة العربية" تأليف كتاب آخر عام 1984 بعنوان "تعلم العربية بأحدث طريقة علمية".
و المؤلف هو الدكتور أحمد بن نعمان الغني عن التعريف [في الجزائر] و هو الباحث و المحاضر و المؤلف ذو الكتابات المتميزة و المتنوعة و التي بلغت ستة عشرة كتاب منها ما أعيد طبعه مرتين و منها ما هو تحت الطبع [كان هذا الكلام صحيحا عام 1997 عند نشر هذه المقالة على صفحات جريدة "العالم السياسي" الجزائرية].
هو أحمد بن محمد بن المحفوظ بن نعمان، من مواليد 1944 بتاورقة بولاية بومرداس حاليا، تزي وزو سابقا، و حاصل على ليسانس في الفلسفة من جامعة الجزائر سنة 1971 و على الماجستير في علم الاجتماع من جامعة القاهرة سنة 1978 و على الدكتوراه في "الإنثروبولوجيا النفسية" من جامعة القاهرة أيضا سنة 1982، و قد مارس التعليم منذ عام 1968 و لذا جاء كتابه ثمرة طيبة و طبيعية لسنوات عديدة من الممارسة الميدانية.
و وراء المؤلف رصيد معتبر من الخبرات في ميادين شتى و قد تقلد مناصب عديدة و زوال مسؤوليات متنوعة عرف فيها ما تعانيه اللغة العربية من مآس بتخاذل أبنائها و تخابث أعدائها داخليا وخارجيا، و لذا أوقف قلمه السيال دفاعا عن العربية فجاد بعدد من المؤلفات كان لها الصدى المرجو، و لذا فهو في كتابه هذا لا ينطلق من هواء و لا يصبو إلى هباء و لاسيما أن العربية تعرف هجمة شرسة من أبنائها الغافلين قبل أعدائها الماكرين فأصبح من الواجب ملء الساحة بما يعيد للغة العربية مكتنتها اللائقة في بلادها و قطع حجج المتقاعسين أو المحتجين بغياب الكتب التعليمية و العملية فكان "مفتاح اللغة العربية" هو الحجة القاطعة.

ــــــــــــــــــ
(_*) نشرت هذه المقالة على صفحات جريدة "العالم السياسي" الجزائرية، في العدد 432 ليوم الإثنين 29 شعبان 1418 الموافق لـ 29 ديسمبر 1997.
و هذا موقع الأستاذ الدكتور أحمد بن نعمان على الشبكة العنكبية لمن أراد الاطلاع على نشاطه المتنوع:

http://www.bennamane.net/index.php/2012-04-10-18-29-18?start=10

نعم أخي الفاضل الأستاذ حسين ليشوري
==================
جزاك الله خيرا
بادرة طيبة
أن تعطر صفحات موضوعات الثرية ، بما ذكرته عن عالم يحب اللغة العربية
ويؤلف في مفاتيحها التي تكشف مغاليق الظلام عن التائهين في البعد عن طريقها
الدكتور أحمد بن نعمان دخلت رابطك الذي أشرت إليه
ووجدته يستحق من كل زائر له أن يفخر بأمثاله في محبة لغتنا العربية
بجهده الذي نشره للمعرفة المنيرة للغة البيان الصافي
لغة القرآن الكريم هويتنا ومعشوقتنا نحن العرب
العرب المخلصين لدينهم ووطنهم وهويتهم ـ هؤلاء ـ هم الذين يعرفون قيمة التمسك
بصحة الكتابة والتحدث بلغة القومية التي توطد الروابط بين الأشقاء العرب في الوطن كله
تحيتي لك وأنتظر منك الكثير لخدمة أصدقاء لغتنا العربية غير المتخصصين في المنتدى
ودعاء لك بأن يجزيك الله خير الجزاء

السلام عليكم ورحمة الله 
الحق والحق أقول أننى سعيد بتواجدك بيننا وها هى الثمار والجنى 
                            

جزاك الله خيرا يا أستاذ حسين ونتمنى منك الكثير من العطـــــــــــــــــــــــــــاء 
فالكل فى حاجة لتلك الثمار وهذه القطـــــــــــــــــــاف