لايجوز ذبح الأضحية قبل صلاة العيد/سعاد عثمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-كنت ولعدة سنوات أقضي إجازة عيدالأضحى في –مصر الحبيبة-وذلك إستجابة لطلب الدولة ..من شعبها من السعوديين ومن سبق له الحج عدة مرات؛ان يُفسح المجال للإخوة المسلمين والقادمين للحج من الدول الأخرى
-ونحن لنا أقرباؤنا وأصدقاؤنا من المصريين أسعدهم الله
وكثيراً مانتلقى دعواتهم الكريمة منذأول يوم نصل فيه للقاهرة
-لكن لفت نظرنا كسعوديين بأن أغلب المصريين(وبناء على طلب الزوجات)أنهم يذبحون الأضحية –يوم الوقفة يعني يوم 9-يعني يوم الوقفة في عرفات-لكي يقطعوا اللحم ويرتبوه ويفرمون منه ..للإستعداد لحفل الغداء لإول يوم العيد وبذلك يتمكن من نظافة المنزل والراحة والإستعداد لدعوةالغداء أول يوم العيد
-وهنا يرتكب الإخوة والأخوات خطئين عظيمين
-الخطأ الأول بأن ذبح الخروف والدم والجزار والأطفال وتقطيع وتوزيع اللحم ..كل ذلك سوف يشغلهم تماما عن الدعاء والتعبد هذا اليوم
–بل سيشغلهم عن صيام يوم عرفات
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ". أخرجه الترمذى
أقوال وأحوال السلف يوم عرفة :
كان سلف الأمة من الصحابةرضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان حريصين أشد الحرص على استغلال هذا اليوم العظيم -يوم عرفة - والإفادة منه، فكانت أقوالهم - رحمهم الله - حاثة على شغل هذا اليوم بما هو جدير به من الأعمال الصالحة، وكانت أحوالهم وأفعالهم تطبيقًا لذلك،روى ابن أبي الدنيا عن علي رضي الله عنه قال نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار، وليس يوم أكثر فيه عتقًا للرقاب من يوم عرفة، فأكثر فيه أن تقول: اللهم أعتق رقبتي من النار، وأوسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الجن والأنس)،وكان حكيم بن حزام رضي الله عنه يقف بعرفة ومعه مئة بدنة مقلدة، ومئة رقبة - أي من العبيد الأرقاء - فيعتق رقيقه، فيضج الناس بالبكاء والدعاء، ويقولون: ربنا هذاعبدك قد أعتق عبيده، ونحن عبيدك فأعتقنا من النار، وروي عن الفضيل بن عياض أنه نظرإلى الناس وتسبيحهم وبكائهم عشية عرفة فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقا - يعني سدس درهم - أكان يردهم؟ قالوا: لا، قال: والله للمغفرة عندالله أهون من إجابة رجل لهم بدانق،
فلا يجوز ذبح الضحية قبل يومالعيد-ويعد صدقة ولا يعد أضحية-
وذبح الأضحية سنة مؤكدة
يقول أهل العلم أنها سنة مؤكدة لمن قدر لمن كان له سعة، والحجة في ذلك فعله صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يضحي كل سنة،فهي سنة من قوله وفعله عليه الصلاة والسلام ".
والأحوط للمسلم أن لا يترك الضحية إذا كان موسراً له قدرةعليها؛ اتباعاً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم : القولية والفعلية والتقريرية وبراءة للذمة، وخروجاً من الخلاف عند من قال بالوجوب .
متى يبدأ وقت ذبح الأضحية ؟
يبدأمن بعد صلاة عيد الأضحى وآخر وقت ذبح الأضاحي هو غروب شمس اليومالثالث من أيام التشريق على القول الراجح من أقوال أهل العلم فبذلك يكون ذبحالأضاحي أربعة أيام : يوم النحر، وأيام التشريق الثلاثة .
ما هي الشروط التي يجب توافرها في الأضحية ؟
1/ أن تكون الأضحيةملكاً للمضحي، ملكها بطريق شرعي، فلاتصح الأضحية بمغصوب، أو مسروق، أو مملوك بعقدفاسد، أو ما كان ثمنه خبيثاًمحرماً: كالربا وغيره .
2/ ينبغي للمسلم أن يختار الأضحية التي تجتمع فيها الصفات المستحبة؛ لأن ذلك من تعظيم شعائر الله تعالى .
3/ أن تكون الأضحية من الجنس الذي عينه الشارع وهو : الإبل، والبقر،والغنم : ضأنها ومعزها، وهي بهيمة الأنعام فقط .
4/ أن تبلغ الأضحية السن المعتبرة شرعاً، فلا يجزئ إلا الجذع من الضأن والثني من غيره .
والجذع من الضأن : ما له ستة أشهر ودخل في السابع .
وثني المعز : إذا تمت له سنة ودخل في الثانية .
والبقر: إذا صار لها سنتان ودخلت في الثالثة .
والإبل : إذا صار لها خمس سنين ودخلت في السادسة .
5/ أن تكون سالمة من العيوب المانعة من الإجزاء وهذه العيوب هي المذكورة في الحديث : " أربع لا تجوز في الأضاحي : العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين عرجها، والكسيرة التي لا تنقى ".
ويلحق بهذه الأربع : ما كان به عيب أعظم من هذه العيوب .
1. تجزئ الشاة عن الرجل وأهل بيته والبدنة والبقرة عن سبعة .
2. تتعين الأضحية بقول المسلم هذه أضحية، فتصير واجبة، أو بذبحها يوم العيدبنيةالأضحية، فإذا تعينت الأضحية تعلقت بها الأحكام التالية :-
أ.زوال ملكه عنها، فلا يجوز بيعها، ولا هبتها، ولا إبدالها إلا بخيرمنها، لأنه جعلها لله تعالى .
ب. لايتصرف فيها تصرفاً مطلقاً فلا يستعملها في حرث ولا يحلب من لبنها مافيه نقص عليها، أو يحتاجه ولدها المتعين معها، ولا يجز شيئاً من صوفها ونحوه إلا أن يكون أنفع لها، وإذا جزه فليتصدق بهأو ينتفع به والصدقة به أفضل، وإن ولدت ذبح ولدها معها-
-ج. إذا حصل لها عيب يمنع الإجزاء، فإن كان بتفريط منه لزمه إبدالها بسليمة، وإن كان بدون فعلمنه ولا تفريط فإنه يذبحها وتجزئه مالم تكن واجبةفي ذمته قبل التعيين ( كما لونذر أن يضحي ثم عين نذره فتعيبت دون فعل منه ولاتفريط لزمه إبدالها بسليمةلأن ذمته مشغولة بأضحية سليمة، فلا يخرج من الواجب إلابأضحية سليمة )
د. إذاضاعت أو سرقت بغير تفريط منه فلا ضمان عليه إلا أن تكون واجبة في ذمته قبل التعيين؛ لأنها أمانة عنده، والأمين لا ضمان عليه ما لم يفرط لكن متى وجدها أواستنقذها من السارق لزمه ذبحها، ولو فات وقت الذبح، أما إذاكان ضياعها أوسرقتها بتفريط منه لزمه إبدالها بمثلها أو أفضل والله أعلم .
هـ .لا يجوز بيع شيء من الأضحية، لا جلدها ولا لحمها ولا يعطي الجازر أجرته منها لكن إذا دفع للجازر شيء منها لفقره، أو على سبيل الهدية فلا بأس،والأفضل أن يعطيه أجرته كاملة أولاً، ثم يعطيه منها، لئلا تقع مسامحة في الأجرة؛لأجل ما يأخذه، فيكون من .المعارضة
و.يأكل من أضحيته ويتصدق .
واستحب كثير من العلماء للمضحي أن يقسم أضحيته أثلاثاً : ثلثاً للادخار،وثلثاً للصدقة، وثلثاً للأكل، لقوله صلى الله عليه وسلم : "فكلوا وادخروا وتصدقوا ".
واستحب بعضهم أن يقسمها أثلاثاً : يأكل ثلثاً، ويهدي ثلثاً، ويتصدق بثلث،للآثار في ذلك .
ماالآداب التي ينبغي مراعاتها في ذبح الأضحية ؟
1/ لايذبح الأضحية إلا المسلم المميز العاقل، أو الكتابي .
2/ ويقصدالمذكي التذكية، ولا يذبح لغير الله، ولا يهل لغير الله .
3/ يسمي عند الذبح أوالنحر .
4/ ويذكي ب آلة حادة غير سن ولا ظفر .
5/ وينهر الدم في موضعه .
6/ لا بدأن يكون المذكي مأذوناً في ذكاته شرعاً .
7/ الإحسان إلى الذبيحة، فيعمل كل ما يريحها عند الذكاة ومن ذلك : أن تكون السكين حادة، وأن يمرهاعلى محل الذبح بقوة وسرعة، ويكره أني حد السكين والبهيمة تنظر إليه وأن لا يذبح واحدة بحضرة الأخرى، ولايجرها إلى مذبحها .
إذامانت الضحية من الإبل نحرهاقائمة معقولة يدها اليسرى، فإن لم يتيسر له ذلك جاز له نحرها باركة إذا أتى بما يجب في الذكاة لحصول المقصود بذلك .
إذاكانت الضحية من غير الإبل ذبحها مضجعةعلى جنبها الأيسر، ويضع رجله على صفحة عنقها، ليتمكن منها فإذا كان الذابح لايستطيع أن يذبح بيمينه ويعمل بيده اليسرى عمل اليمنى وكان الأيسر له أن يضجعها على الجنب الأيمن فلا بأس أني ضجعها عليه، لأن المهم راحة الذبيحة .
أن يستقبت القبلة حال الذبح .
التسميةحال الذبح والنحر، وهي واجبة ويستحب التكبير ( الله أكبر ) مع التسمية .
من الآداب المستحبة أن يسمي عند الذبح الأضحية منهي له .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذبح كبشه : " بسم الله والله أكبر، هذا عني وعن من لم يضحي من أمتي ".
إنهارالدم شرط من شروط صحةالذكاة والأكمل استكمال قطع الحلق وموالمريء والودجين .
يدعوعند ذبحه بالقبول لما ورد في الحديث : " اللهم تقبل من محمد وآلمحمد ومن أمة محمد " وفي آخر : " اللهم منك ولك ". هذاوالله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيبالأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
سعاده