مما قيل في النحو

زائر

من أجمل ماقيل في النحو !
قد يختلف إثنان على إعراب الاسم الذي يلي اسم الفاعل مثل كلمة (كتاب) في قولنا: (ناشر كتاب) ؛هل هو منصوب على أنه مفعول به (ناشر كتابًا)؟ أم أنه مجرور على أنه مضاف إليه (ناشر كتابٍ)؟
والحق أن الوجهين جائزان بشرط التقيد بإثبات التنوين في الأول (ناشرٌ كتابًا) ، وحذف التنوين من الآخر (ناشرُ كتابٍ) ، ولكن ذلك يحتاج أيضا إلى تقيد بالدلالة الزمنية التي يراد للتركيب أن يحملها.
فـ(ناشرُ كتابٍ) ماضٍ تم وانتهى. أما (ناشرٌ كتابًا) فهو لم يتم وإنما يدل على المستقبل ، أي (سينشر كتابًا).
ولذلك طرفة من روائع طرف النحو العربي أبطالها ثلاثة ؛ الكسائي رحمه الله عالم النحو واللغة المشهور ، والقاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري ، وأحد الأمراء ...
القـصـة:
أجتمع أبو يوسف والكسائي يوما عند أحد الأمراء ، وكان أبو يوسف يرى أن علم الفقه أولى من علم النحو بالبحث والدراسة ، وأن علم النحو لايستحق بذل الوقت في طلبه. فراح ينتقص من علم النحو أمام الكسائي.
فقال له الكسائي: أيها القاضي .. لو قدّمت لك رجلين ، وقلت لك: هذا قاتلُ غلامِك . وهذا قاتلٌ غلامَك. فأيهما تأخذ؟
الأول بالضم بدون تنوين (قاتلُ) لإضافته للاسم بعده (غلامِك) المجرور على أنه مضاف إليه.
والآخر بتنوين الضم (قاتلٌ) وإعماله في الاسم بعده (غلامَـك) المنصوب على أنه مفعول به لاسم الفاعل.
فأي الرجلين سيأخذه القاضي بالعقوبة ويقيم عليه الحد؟
فقال أبو يوسف : آخذ الرجلين.
فقال الأمير: بل تأخذ الأول لأنه قتل ، أما الآخر فإنه لم يقتل.
فعجب أبو يوسف ، فأفهمه الكسائي أن إسم الفاعل إذا أضيف إلى معموله (قاتلُ غلامِك) دل عل الماضي ؛ فهو قتل الغلام. أما إذا نون فنصب معموله على أنه مفعول به (قاتلٌ غلامَك) فإنه يفيد المستقبل ؛ أي أنه سيقتل.
فاعتذر أبو يوسف ، وأقر بجدوى علم النحو وعهد ألا ينتقص منه أبدا.
__________________

الأستاذة أم بشرى

مساء الخيرات

تطوفين بإبداعاتك الجميلة وطرائفك الفريدة

حول علوم اللغة العربية

كأنك فراشة ترشفين من عطر كل فرع وتحميلنه إلى القاريء

فيقف معجبا مشدوها بجمال وروعة انتقاءاتك وتنسيق نظم كلماتك

فجزاك الله خيرا على تلك الطرفة التي أقرأها لأول مرة
على كثرة ما قرأت عن علم النحو وسيبويه والكسائي وغيرهما

وشكرا لك على قبولك الإشراف على قسم النحو في المنتدى

بما يحويه من ملحقات أخرى وعليك أن تتركي بصماتك الطيبة بها

تحياتي

زائر

ممنونة للإطلالة على هذه المشاركة التي أردت بها

الولوج إلى إمتاع المار من هنا بما لرواد اللغة والنحو

من مقدرة وبديهة في عالم اللغة تُعبّق الرّوح بطرافتها و تُصافح

المعرفة في ثوبها الأنيق .

طبتَ وطاب دبيبك على هذه الصفحة بهذا الرد الرائق

والمتابعة القيّمة أستاذنا الفاضل " محمد فهمي يوسف ".

» أشتات في النحو والصرف
» نزع الخافض : في قواعد النحو
» كلام في فوائد النحو
» قال الكسائي علي بن حمزة في النحو
» دور النحو في تقويم اللسان