أسرتي في المنتدىتحية واحتراما كان لي مدونة على الشبكة أسميتها ( زرني أزورك )تتبع (مكتوبا) ثم تم نقل موضوعاتها إلى مدونتي الرئيسة ( غذاء الفكر وبقاء الذكر ) تتبع Blogger وقرأت تعليقا على موضوع الدرس النحوي الذي أعرضه :( أن تلك التسمية للمدونة زرني أزورك خطأ )فأحببت أن أبسط درسا في النحو عن الواو واستعمالاتها في اللغة العربية
واو الثمانية
زار شاعر الحمراء محمد بن ابراهيم ذات يوم أحد الطلاب إثر تخرجه
من كلية ابن يوسف و بدل أن يهيئه أجرى عليه امتحانا كان من جملة
أسئلته ماهي الواو التي تعرف بواو الثمانية... ؟
و لم يعرف الطالب السؤال ماهي هذه الواو ..
فطعن الشاعر في شهادته العالمية مستدلا بما
قاله علماء اللغة مستدلا بالآيات القرآنية
و الأحاديث النبوية و أبيات الشعراء
باب الواو اللغوية
قال أهل اللغة : الواو المفردة هي من حروف الهجاء و هي على أقسام
الواو العاطفة : تعطف الشيء على صاحبه
كقوله تعالى : ’ فأنجيناه و أصحاب السفينة ’
تعطف الشيء على سابقه كقوله تعالى : ’ وقد أرسلنا نوحا و ابراهيم
تعطف الشيء على لاحقه كقوله تعالى : ’ كذلك يوحي إليك و إلى الذين من قبلك ’
و الفرق بينها و بين الفاء أن الواو يُعطف بها جملة على جملة و لا تدل على الترتيب
في تقديم المقدم ذكره
قال زكريا يحي بن زياد من أبرع الكوفيين و أعلمهم بالعلم و النحو و اللغة
إذا قلت: زرت عبد الله و زيدا فأيهما شئت كان هو الأول بالزيارة و إن قلت : زرت
عبد الله فـزيدا ؛ كان الأول هو الأول ، و إذا قلت : قام زيد و عمرو احتمل ثلاث معان
المعية ، و مطلق الجمع ، و الترتيب
قال صلى الله عليه وسلم :( بعثت أنا و الساعة كهاتين ) أي مع الساعة و للترتيب كثير
و لعكسه قليل و يجوز أن يكون بين متعاطفيها تراقب أو تراخ ؛ كقوله تعالى:
"إنا رادوه إليك و جاعلوه من المرسلين"
فإن بين رد سيدنا موسى عليه السلام
إلى أمه و جعله رسولا زمانا متراخيا
و قد تخرج الواو عن الإفادة على ثلاثة أوجه
الوجه الأول
أن تكون بمعناها في التقسيم نحو الكلمة : اسم وفعل و حرف
أن يكون معناها في الإباحة كقوله : جالس الحسن و ابن عمرو
أن يكون معناها في التخيير كقوله :
قالوا نأت فاختر ... لها الصبر والبكا
إذ لا يجمع بين الصبر والبكا ، ويحتمل أن يكون الأصل من الصبر والبكا ، أو أحدهما
الوجه الثاني
أن يكون بمعنى باء حرف الجر كقوله :أنت أعلم و مالك أي بمالك
أن يكون بمعنى لام التعليل كقوله تعالى : يا ليتنا نرد و لا نكذب
أن تكون بمعنى واو الاستئناف كقوله : لا تاكل السمك و تشرب الماء
أن تكون بمعنى واو المفعول معه كقوله : نحو : سرت و النبل
أن تكون بمعنى واو القسم : و الله لقد كان كذا و قوله تعالى : و القرآن الحكيم
فإن تلثها واو أخرى كقوله تعالى : ’ و الطور و كتاب مسطور’
فالأولى للقسم و الثانية للعطف و إلا لا احتاج كل إلى جواب كقوله تعالى :
’ والتين و الزيتون و طور سنين ’
وأن تكون بمعنى واو رب ، وهذه لا تدخل إلا على منكر موصوف كقول الشاعر:
وبلد ليس بها أنيس ** إلا العصافير و إلا العيس
و أن تكون بمعنى الواو الزائدة كقوله تعالى :
’ حتى إذا جاءوها و فتحت أبوابها ’
و هي ما تسمى بواو الثمانية التي كانت مقصودة في سؤال الشاعر
وجاءت واو الثمانية في قول الأخفش:
فإذا وذلك ليس إلا ذكره وإذا مضى شيء كأن لم يفعل
وقول تميم بن أبي مقبل
فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن إلا كلمة حالم بخيال
و قال الإمام السهيلي في الروض . واو الثمانية في قوله تعالى :
’ سبعة و ثامنهم كلبهم ’ تدل على تصديق القائلين بانهم سبعة لأنها عاطفة
على كلام مضمر تقديره نعم و ثامنهم كلبهم .
و لو أن قائلا قال : إن زيدا شاعر فقلت له و فقيه كنت قد صدقته
كأنك قلت : نعم
و هناك كثير من الاستخدامات لحرف الواو :
منها واو الإعراب كقوله : لقيتك و أنت شاب و كقوله تعالى : ’و طائفة قد أهمتهم’
و هناك واو التكرار كقوله تعالى : ’حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى’
واو الحال كقوله :أتيتك و الشمس طالعة و قوله تعالى: ’ إذ نادى و هو مكظوم ’
واو عمرو .. واو الصلة .. واو القوافي .. واو الوقت .. واو الإشباع .. واو النسبة
واو النداء .. واو الصرف.. واو التكرار .. الواو الدائمة كقوله : زرني وأزورك
البوابة 
رابطة محبي اللغة العربية 
الجمعة 01 سبتمبر 2023, 12:03 pm
موضوع: واو الثمانية وأخواتها 
الإثنين 09 ديسمبر 2013, 1:42 pm
