من صفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم في البسملة :
دعاء الاستفتاح
كان عليه الصلاة والسلام يستفتح القراءة ببعض الأدعية الثابتة عنه وهي كثيرة أشهرها :
( سٌبحانك الله وبحمدِك ، وتبارك اسمٌك وتعالى جدُّك ، ولا إله غيرك )
القراءةُ في صلاته :
كان يستعيذ بالله تعالى في بدء صلاته
بقوله تارةً : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ من همزه , ونفخه , ونفثه ) و( النفث ) هنا : الشعر المذموم
وتارة يقول : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان ... ) إلخ
ثم يقول - سراً - في الجهرية والسرية ( بسم الله الرحمن الرحيم)
ثم يقرأ سورة ( الفاتحة ) بتمامها - والبسملة منها - وهي ركنٌ ، لا تصح الصلاة إلا بها
والسنة في قراءتها أن يقطعها آيةً آيةً ، ويقف على رأس كل آية ، فيقول ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ثم يقف ، ثم يقول ( الحمد لله رب العالمين ) ثم يقف ثم يقول : ( الرحمن الرحيم ) ثم يقف ... ثم يقول :( مالك يوم الدين ) ويجوز قراءتُها ( مالكِ ) و ( ومَلِكِ) وهكذا إلى آخرها)
وهكذا كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كلها ، يقف على رؤوس الآي ، ولا يصلها بما بعدها ، و إن كانت متعلقة المعنى بها
ويسن أن يقرأ - بعد الفاتحة - سورة أخرى ، حتى في صلاة الجنازة ،
أو بعض الآيات في الركعتين الأوليين.
وتختلف القراءةُ باختلاف الصلوات فالقراءةُ في صلاة الفجر أطول منها في سائر الصلوات الخمس ، ثم الظهر ، ثم العصر والعشاء ، ثم المغرب غالباً
ويطيل القراءة بعد الفاتحة أحياناً ، ويُقَصَّرُها أحيانا ، لعارض سفرِ أو سعال أو مرض ، أو بكاء صبيًّ
والسنة إطالة القراءة في الركعة الأولى أكثر من الثانية
من كتاب تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم
تأليف العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
والقول في البسملة على اختلاف عند الفقهاء واختلافهم رحمة :
القول الأول
قالوا: هي آيةٌ من الفاتحة؛ لِتَرقيمها في المصحف على أنَّها آية من الفاتحة،
وهذا مذهب الشافعية، قالوا: وهي آية من كلِّ سورةٍ عدا سورة (براءة)، على الرَّاجح
في مذهبهم
والقول الثاني :
ورجح ابن عثيمين أن البسملة ليست في أوائل السُّور بآية،
لا من الفاتحة، ولا من غيرها، وهذا مذهب مالك وأبي حنيفة وداودَ الظاهريِّ
من:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عن ربِّ العالمين
قال: ( قسَمْتُ الصَّلاة بيْنِي وبين عبدي نصفَيْن، فإذا قال العبد: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ قال الله: حَمِدَني عبْدي، فإذا قال: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾، قال الله: أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾، قال الله: مجَّدني عبدي، فإذا قال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾، قال الله: هذا بيني وبين عبدي، ولِعَبْدي ما سأل، فإذا قال: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) رواه مسلم
والقول الثالث عند الإمام أحمد بن حنبل :
هي آيةٌ في أول الفاتحة، وليست بقرآنٍ في أوائل السُّوَر، وفي رواية عنه أنَّها ليست من الفاتحة.
وفي نهاية الفاتحة يسن التأمين بأن يقول الإمام والمؤتمون به والمنفرد، والمفترض والمتنفِّل، في الصلاة السرِّية والجهرية ( آمين )سرا مع السرية وجهرا في الجهرية ، لِما ثبت في الحديث أن النبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (إذا قال الإمام: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾، فقولوا: آمين)
رواه البخاري ومسلم .
والأمر الأخير بخصوص القراءة للقرآن في الصلاة من صفات صلاة النبي صلى الله عليه وسلم :
فإنه كان يقرأ في الركعتين الأولين بعد الفاتحة شيئا من القرآن الكريم غيرها
وكان إذا قرأ من أول السورة بدأ بالبسملة في السرية والجهرية ، و إذا قرأ من وسط السورة ففيه خلاف بين الفقهاء في البدء بالبسملة فبعضهم قال :
يستعيذ ثم يقرأ مباشرة ، والبعض الآخر قال : لا يقرأ البسملة .
والله تعالى أعلم