سمعت قصة جميلة عن الإيثار وتفضيل الغير على النفس
في إحدى خطب الجمعة ذات مرة ملخصها ما أسرده هنا حتى أحصل على النص الصحيح لها
بإذن الله قريبا فأضيفه إلي القاريء الكريم لمزيد من الفائدة
============
يروى أن جماعة مؤمنة انقطع بها الماء وهي في فلاة أو صحراء لا ماء فيها ولا زرع ولا نبات
في قيظ وحر شديد ، حتى كادوا أن يهلكوا جميعا من العطش
فمر بهم رجل مؤمن معه شربة ماء تكفي لواحد منهم فقط
فأراد أن يعطيها لأولهم ليشرب وينقذ حياته من الهلاك
لكن الذي مدها إليه قال له : أعطها لمن بعدي فهو أشد عطشا مني
وقال له الثاني : نفس ما قاله صاحبه الأول(أعطها لمن بعدي فهو أكثر حاجة إليها )
فأخذ يعرضها على أفراد المجموعة واحدا بعد الآخر فيؤثر آخر بها من الساقي
على نفسه ، حتى وصل إلى آخرهم وقدمها إليه فقال له :
عد بها يا أخي لأول عطشان في المجموعة فهو أحق بها منا
فرجع الساقي ليقدمها له فوجده قد فارق الحياة ولقي ربه
و ماتت المجموعة كلها ولم يتذوق أحدهم شربة الماء وآثر أن يشربها الأكثر حاجة إليها
فطوبي لهم جميعا وقد اطلع الله سبحانه وتعالى على قلوبهم المؤمنة ؛ الذين
يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، وهم يشربون من أنهار الجنة مصيرهم
الطيب الذي أعده لهم الخالق العالم بنوايا القلوب المؤمنة التي تحب الإيثار وتكره الأنانية .
البوابة 
رابطة محبي اللغة العربية 
اليوم في 5:43 pm
