قصة مؤمن واقعية :
كان لي صديق اسمه (صلاح ) ، وكنا نسافر للعمل معا من مقر سكننا إلى مقر العمل ، تعرفت عليه
وتبادلنا الحديث عن وظيفة كل منا ، وبعد ذلك سألني عن رأيي الديني في عمله وكسبه منه ، وكنت
قد علمت منه أنه مهندس زراعي يعمل في مصنع نبيذ ( خمور العنب ، ونوى البلح ) وراتبه كبير ،
فقلت له على الفور : يا أخي هلا بحثت عن عمل غيره ، فإن فيه شبهة الحرام لما ينتجه من ضرر
على عقول البشر وأجسادهم ، أنا لست مفتيا وإنما هكذا تعلمت في كليتي التي تفقه في الدين واللغة العربية
فرد علي قائلا : أنا لست سعيدا في عملي وأشعر أني مذنب وآثم ، وأبحث عن عمل يرضي ربي .
فسررت من كلامه ، ودعوت له ، ثم افترقنا وتغيرت أماكن وظيفتي ولم ألقه عدة أعوام متتالية ، ثم
التقيته في أحد المساجد بالمدينة التي نقطنها سويا ، رأيته وقلت في نفسي لا بد أنه قد نسيني ، ولكنه
عندما لمحني من بعيد ، رفع يديه مشيرا إلي أن أنتظره بعد الصلاة ، وتلاقينا بأحر سلام وكأننا في شوق
لهذا اللقاء ، وأخذ يدعو لي كثيرا ويرجع الفضل لتغيير وظيفته إلى مشورتي المخلصة والتي التحق بها
بعد أن ترك مصنع الخمور والنبيذ ، فقد حج إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة ودعا هناك على عرفات من قلبه أن يرزقه
الله من عمل حلال يرضي الله تعالى ، ودعا كذلك في الروضة الشريفة بالمدينة المنورة أمام قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستجاب الله لدعوته فقد كان قد تقدم لأحدى الوظائف في
الإصلاح الزراعي بالإسكندرية ، وعندما عاد من الحج وجد رسالة تبشره بنجاحه وتطلبه لاستلام وظيفته
الجديدة كمتابع للجميعات الزراعية مرشدا لموظفيها في القرى إلى أفضل السبل في زيادة المحاصيل .
وكان هذا تخصصه الذي تخرج به ورقي بعدها ليعمل مساعدا لمدير مديرية الإصلاح بالإسكندرية وبارك
الله له في رزقه وأولاده وأسرته بالحلال الطيب . فحمد الله كثيرا وتقرب إليه بالطاعة والعبادة والشكر.