بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عن الغيبة فقال: " أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته".
من هذا الحديث الشريف نستنتج أن الغيبة هي أن تذكر أخاك بما فيه في غيبته، أما البهتان فهو أن تذكر أخاك بما ليس فيه في غيبته.
والغيبة من المعاصي التي يتساهل فيها الكثير من الناس، فتراهم يتسامرون بها في مجالسهم ويمضون بها أوقات فراغهم وينهشون في أعراض بعضهم البعض، غير مبالين بخطرها وعظيم إثمها، وقد شبه الله سبحانه وتعالى الذي يغتاب الناس بالذي يأكل لحم الميت، يقول الله تعالى: ( ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه، واتقوا الله، إن الله تواب رحيم )، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه ".
والغيبة تكون بعدة أساليب منها:
- الكلام الصريح: وهي أن تذكر أخاك في غيبته باسمه الصريح وتسترسل في الكلام عنه.
- الإشارة: وهي أن تذكر أخاك في غيبته باسمه ثم تشير بيدك إشارة كأن تشير إلى أنه أعمى أو أصم أو مجنون أو أعرج أو قصير أو سمين أو نحيف أو إلى غير ذلك من الإشارات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها لما ذكرت صفية وأشارت بيدها ( إشارة تدل على أن صفية قصيرة ): " يا عائشة، لقد قلت كلمة لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ".
- التلميح: وذلك بأن تكون في مجلس ما و ذُكِر رجل في ذلك المجلس وكان هذا الرجل بخيلا مثلا فتقول أنت: أعوذ بالله من البخل، فهذا يعني تلميح منك إلى أن هذا الرجل بخيل، ففي هذه الحالة فقد اغتبت الرجل وإن لم تذكر اسمه.
- التقليد: وهي أن تقوم بتقليد حركة أو مشية أو كلام لفلان بغرض إضحاك الناس وتسليتهم.
- التظاهر بالثناء: وذلك بأن تثني في مجلس ما على رجل ذو سمعة سيئة فيكون ثناؤك عليه سببا في استفزاز الحاضرين في ذلك المجلس فيقوموا بغيبته والنهش في عرضه.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه