الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وقدوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
لقد حث الإسلام المسلم على اختيار الصحبة الصالحة والارتباط بأصدقاء الخير الذين إذا نسي ذكروه وإذا ذكر أعانوه، وحذره من سوء اختيار الصحبة وخاصة رفقاء السوء الذين إذا نسي لم يذكروه وإذا ذكر لم يعينوه، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة " ، وقال الإمام ابن الجوزي: رفيق التقوى رفيق صادق، ورفيق المعاصي غادر.
ومن آداب الصحبة الصالحة:
- التعارف قبل الصحبة وذلك بالسؤال عن اسمه واسم أبيه ومسكنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا آخيت أخا فسله عن اسمه واسم أبيه، فإن كان غائبا حفظته وإن كان مريضا عدته وإن مات شهدته ".
- الإكثار من التواصل والتناصح والتزاور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن رجلا زار أخا له في قرية فأرصد على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تَرُبُّها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه ".
- المحبة في الله ولله فقط، لأنه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
- الابتداء بالسلام والمصافحة كلما التقيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر الله لهما قبل أن يفترقا ".
- الاعتدال في المحبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما ".
- تبادل الهدايا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تهادوا تحابوا ".
ومن حقوق الصحبة الصالحة:
- عدم الهجر فوق ثلاث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ".
- التعاون والتناصح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه ".
- رد السلام والمشية في الجنازة وإجابة الدعوة والعيادة في المرض وقبول الهدية وقبول العذر والمغفرة في الزلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حق المسلم على المسلم خم: رد السلام وعيادة المريض وإتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس ".
- البدء بالسلام والتوسعة في المجلس والدعوة بأحب الأسماء، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وأن توسع له في المجلس، وأن تدعوه بأحب الأسماء إليه.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه