بسم الله الرحمن الرحيم و لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن في تعاطي السحر وإتيان السحرة جمع بين الكفر بالله تعالى والإضرار بالناس والإفساد في الأرض، فكم في كثير من المجتمعات من محترفي السحر ممن يعملون ليلا ونهارا من أجل إلحاق الضرر بالناس مقابل مبلغ زهيد يتقاضونه من ضعاف النفوس وعديمي الضمائر الذين أكل الحسد قلوبهم، فتراهم يتفرجون على إخوانهم المسلمين ويتشفّون برؤيتهم وهم يعانون آثار السحر الوخيمة، فلا براحة يهنؤون ولا باستقرار يسعدون، حتى حقق هؤلاء السحرة والمشعوذون رواجا كثيرا وانتشارا كبيرا، فتعاظم خطرهم واستفحل شررهم واستشرى فسادهم، فكم من بيوت هدمت وعلاقات زوجية تصرمت وحبال مودة تقطعت وجنايات حصلت بسبب هؤلاء التعساء ، وكم من عداوات زرعت بسبب هؤلاء الأشقياء.
من هنا يأتي الواجب في تكثيف الجهود من أجل القضاء على هذه الفئة الضالة لما تمثله من خطر على الأمة وإخلال بأمن المجتمع وإفساد لعقائد الناس واستهانة بعقولهم وابتزاز لأموالهم. ولن تنجح هذه الجهود إلا إذا قام كل واحد منا بدوره على أكمل وجه، فالعلماء عليهم بالتوعية والإرشاد والتحذير من إتيان السحرة، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: " من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد "، ويقول أيضا: " من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوما "، وعامة الناس عليهم بالإبلاغ عن السحرة والمشعوذين.