محمد فهمي يوسفadmin المدير العام (1)
مؤسس المنتدى عدد المساهمات : 2487 تاريخ الميلاد : 01/02/1945 العمر : 79 تاريخ التسجيل : 16/04/2013 الموقع : منتديات رابطة محبي اللغة العربية العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش المزاج : راضٍ تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
| موضوع: من البديع ( التورية ) الثلاثاء 28 يناير 2014, 10:55 pm | |
| فن البديع فيه ظرف عجيب ومن أنواعه في البلاغة ما يسمى ( التورية ) وهي ليست كذبا ، بل تخفي حرجا قد يقع فيه المتكلم أو الكاتب . لأن اللفظ فيها يحتمل معنيين أحدهما قريب إلى الذهن ، وهو غير مقصود والمعنى الآخر بعيد وهو المراد عند القائل أو الكاتب . وفيه لطف بلاغي ، ومن أجمل ما قرأت في ذلك : لمحمد إمام العبد: وهو شاعر مجيد طبع على المرح ، وكان حاضر البديهة . قابله ذات يوم الشاعر خليل مطران ، فقال له خليل مطران: يا محمد إمام ؛ لماذا لا تتزوج ؟! فأجاب على البديهة: يا خليلي وأنت خير خليل = لا تلم زاهداً بغير دليل أنا ليل وكل حسناء صبح = فاجتماعي بها من المستحيل ومرة طلب منه الأديب سعد ميخائيل صورة ؛ ليضعها في مقدمة ترجمته التي كان يزمع نشرها في كتاب (آداب العصر)، فقال له محمد إمام العبد: يا سعد ماذا تصنع بصورة سوداء مشوهة ؟ ولكن ما دمت تصر على ذلك فهذه صورتي أقدمها إليك ؛ على شرط أن تكتب تحتها هذين البيتين: نسبوني إلى العبيد مجازاً = بعد فضلي واستشهدوا بسوادي ضاع قدري فقمت اندب حظي = فسوادي عليَّ ثوبُ حدادِ ودخل ذات يوم مجلسَ محمود سامي البارودي ، وكان للبارودي جِلسة بعد عصر كل يوم ، يرتادها الأدباء الوجهاء بعد الإفراج عنه ، وعودته من المنفى. فقالوا له :هذا محمد إمام العبد قد أقبل ، وكان البارودي في أواخر حياته قد كف بصره فقال مداعباً لإمام العبد: لا تشترِ العبد إلا والعصا معه = إن العبيد لأنجاس مناكيد فأجابه محمد إمام العبد على البديهة : أنا لا أرد عليك ، ولكن يردعليك أبوالطيب المتنبي في نفس القصيدة ، بل البيت الذي يلي البيت الذي أوردته ؛ ففزع الحاضرون إلى مكتبة الشاعر محمود سامي البارودي ، يتصفحون القصيدة التي استشهد بها الشاعر البارودي ببيت منها، وإذا بالبيت الذي بعده يقول: ما كنت أحسبني أبقى إلى زمن = يسىء بي فيه كلب وهو محمود وهكذا حدث مع أمير الشعراء والشاعر حافظ إبراهيم حين قال حافظ لشوقي : يقولون إن الشوق نارٌ ولوعةٌ = فمالي أري شوقي اليوم باردا؟! فرد عليه شوقي مرتجلا : حُمِّلَ الإنسانُ والكلبُ أمانةً = فخانها الإنسانُ والكلبُ حافظُ وكذا حين مدح شوقي المعلم في قصيدة طويلة يقول فيها : قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا=كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي =يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا ............ألخ فأجابه حافظ بقوله : يقول شوقي ومادرى بمصيبتي= قم للمعلم وفه التبجيلا اقعد فديتك هل يكون مبجلا = من كان للنشء الصغار خليلا إني يحيرني الأمير بقوله =كاد المعلم أن يكون رسولا لو جرب التعليم شوقي ساعة =لقضى الحياة كآبة وخمولا وقصيدة أمير الشعراء سأنشرها في قسم النصوص الأدبية عن المعلم والتعليم لما فيها من الفائدة الكبيرة إن شاء الله وهكذا جمال التعبير في لغتنا في الحوار المستظرف | |
|
محمد فهمي يوسفadmin المدير العام (1)
مؤسس المنتدى عدد المساهمات : 2487 تاريخ الميلاد : 01/02/1945 العمر : 79 تاريخ التسجيل : 16/04/2013 الموقع : منتديات رابطة محبي اللغة العربية العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش المزاج : راضٍ تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
| موضوع: رد: من البديع ( التورية ) الخميس 03 سبتمبر 2015, 10:25 pm | |
| قرأت في رد الأستاذة منى كمال عميدة همس الثقافية الفاضلة في بيتها ( أكاديمية همس الثقافية ) على موضوعي المتواضع أعلاه هذه الإضافة الجيدة والمفيدة ============= للتورية أربعة انواع[size=18] 1- التورية المجرّدة: وهي التي لايذكر فيها شيء من لوازم المعنى القريب أو لوازم المعنى البعيد. الرحمن على العرش استوى استوى: معناها القريب ( الجلوس) وهو غير مقصود. ومعناها البعيد( الاستيلاء والملك) وهو المقصود. ولكن ليس في الجملة ما يشير إلى أحد المعنيين. 2- التورية المرشحة: وهي التي يذكر فيها شيء من لوازم المعنى القريب( المورّى به) قبل التورية أو بعدها: قول الشاعر: قول الشاعر: فلما نأت عنا العشيرة كلها أنخنا فحالفنا السيوف على الدهر فما أسلمتنا عند يوم كريهة ولا نحن أغضينا الجفون على وتر الجفون: يحتمل أن تكون بمعنى جفون العين ( وقد تقدمها شيء من لوازم الجفون – أغضينا- ) ولكن الشاعر قصد جفون السيوف أي ( أغمادها) ومنه قوله تعالى: والسماء بنيناها بأيدٍ. 3- التورية المبينة: وهي التي يذكر فيها لازم المعنى البعيد ( المورّى عنه) قبل التورية أو بعدها قول الشاعر: أرى ذنب السرحان في الأفق ساطعاً فهل ممكن أن الغزالة تطلعُ ذنب السرحان = ذيل الذئب( معنى قريب غير مقصود) = نجم في السماء ( معنى بعيد هو المقصود ) ومن لوازمه ( ساطعاً ) التورية الثانية في البيت: الغزالة= الحيوان المعروف ( قريب غير مقصود) = الشمس ( وهو المعنى البعيد المقصود. 4- التورية المهيّأة: وهي التي لاتكون إلا إذا جاء قبلها لأو بعدها لفظ يهيئها للتورية , وقد يكون اللفظ المهيئ تورية فيصبح في الكلام توريتان كل منهما يهيئ للأخرى. ولولا وجود إحداهما ما حكمنا بالتورية للثانية. منها قول عمر بن أبي ربيعة: أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيانِ هي شاميةٌ إذا ما استقلّت وسهيلٌ إذا استقلّ يماني هنا: الثريا وسهيل اسما علمين معروفين , وهو المعنى المقصود. وهما اسمان لنجمين وهو معنى قريب غير مقصود , وكل من التوريتين هيّأت للأخرى. منقول [/size] | |
|