من حياة الإمام الشيخ محمد الغزالي

كتب الشيخ محمد الغزالي رحمه الله
في كتابه ( جدد حياتك ) عن ذكرياته في صباه قال :
حدث وأنا غلام في مرحلة التعليم الثانوي أن اجتاح قريتنا حديث الناس عن الأشباح التي تظهر بالليل ، وشعرت بوجل يملكني وأنا أستمع إليها ؛ تلك الكائنات الخفية ، ثم أنكرت من نفسي هذا الفزع الذي لا ينبغي أن يخامر مؤمنا ؛ فإن المؤمن يخشى الله وحده
وإذن فلأؤدبَ هذه النفس الهلوع ، وبم ؟ بإكراهها على مواجهة ما تخاف ، وبعد العشاء اخترقت وحدي أعماء الليل المخيم على البلد والحقول ، ودلفت إلى المقابر الموحشة الواقعة بعيدا عن العمران !! وأخذت أنقل خطوي بين دروبها الضيقة ، وعيناي تستشفان كل شيء حولي ، وقلبي لا يفتأ يدقُّ
وكانت رحلة شعرت من أعماقي بكرهي لها ، ولكن ما منها بُدٌّ ؛ فلقد قررت أن أدخل هذه المقابر من طريق وأخرج من طريق آخر ، وأن أكرر هذه الجولة في ليالٍ عدة لأغلب في نفسي هذا الخوف الذي لا يليق بي ؛ ومع ما خلفته في أعصابي هذه المحاولات المضنية فلست آسفا على ما بذلت من جهد لرياضة النفس أخطأت فيه أو أصبت
( فالمهم أني كسرت حاجز الخوف والوهن في داخلي ) والعبارة الأخيرة صغتها لما حدث للمصريين بعد خروجهم لإبعاد شبح القهر السلطوي من فساد الحكام
وعلى الجميع أن يأخذ الدروس من العلماء والصالحين

سلام الله أديبنا العزيز السيّد مُحَمّد،
ألف شُكر على ما قَدّمْتَهُ لَنا مِن نَص للشيخ محمَّد الغزالي رَحمه الله.
نَصّ مِلؤهُ التّشويق العِبْرة والمعاني العَميقة القَيّمة، فالغلَبة المُلراد بِها هي غَلَبة النَّفْس على أهواء النَّفْس ومنها الخوف.
بارَككم المولى.
تقديرنا واحتِرامنا،
أخوكم المُخْلِص،
يوسف سلامة

» الإمام الأزرق
» الإمام الطبري
» الإمام عاصم
» الإمام ورش
» شاعر البادية /الشيخ محمدعبد المطلب