في رمضان أليس منكم رجل رشيد؟
أولاً أقول لجميع المسلمين في هذه الدنياالفانية
كل عام وأنتم بخير
أي أتمنى الخير والعافية والسلامة لجميع خلق الله
ولكنكثير من الخلق لايحبون الخير لإنفسهم بمتابعة المسلسلات في رمضان وترك القرآن والذكر
فأين رجال الدين والآباء ؟
بعضهم يعرفون ويتناسون-وبعضهم لايسألون عن أمور دينهم
والمصائب لاتحدث لبني آدم إلابأفعالهم وذنوبهم –ومع ذلك يحتجون ويتذمرون ويقولون-لما ياربي تفعل بنا كذا وكذا
-نعم ربنا قال بأن الدنيا دار بلاء-وأوصانا بالصبر ووعدنا بالأجر-ومع ذلك نصحنا بأن لانكرر الخطأ
وقال تعالى –ولا تزروا وازرة وزر أخرى-يعني لاتعملوا ذنب تلو ذنب-لكن لاأحد يأبه بالآية ولا يتفكر فيها-لكنه كتب علينا واجبات شرعيةوحدود لانتعداها-فسبحان الذي خلق كل شيء فهدى
قال تعالى وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
الكهف 49
يأتي شهر رمضان بإجلال وروحانية وتنبيه وتشديد على التفرد فيه بالعبادة التامة-يصوم الجسد والروح واللسان وقال تعالىشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون }
ولكن الناس لايلتفتون لشهر رمضان والقرآن
وأكثر مايؤلمني هو تلهف بعض الناس وتلهفهم بالذات في شهر رمضان على المسلسلات والرقص والأغاني
-وقد كتبت قبل ذلك موضوع بعنوان –الرقص في رمضان-وهو وأنه عندما يحين وقت صلاة العشاء وترتفع بالمآذن بصوت القرآن والمؤذنين ..وإذ بأصوات الموسيقى الشيطانية تعج من كل بيت ويطرب الأبناء والمراهقين ويرقصون ويفرحونووووون ويقرنون شهر رمضان فقط بالرقص من الفوازيروالمسلسلات الماجنة-فهم ينقلون الفرحة والإستبشار والإنتظار من الوالدين والمربين –والدعايات الشيطانية التلفزيونية تكلل ذلك وتجسده
الليل-الليل يجب أن يكون في رمضان يكثر فيه أصوات الدعاء والقرآن-ولكن بكل أسف أصبح رمضان يعج أوله بالمسلسلات والأغاني والرقص وآخره بالسهرات والنزول للأسواق لتنعم بملابس عيد-لشهر لم نحسن صومه ولاعبادة الله فيه
ويكثر النكد وتكثر المصائب وتكثر الخسارات-والكل يتسائل بل ويقول ياربي لما هذا يحدث-والحقيقة هي عواقب الذنوب التي يعملونها
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث وإن كان فيه ضعف لكن له ما يقويه من أحاديث أخرى ومن الواقع، فيأخذ درجة القبول، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اتخذ الفيء دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه، وأدنى صديقه وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، واتخذت القينات والمعازف، وشربت الخمور، وظهر الزنا، وأكرم الرجل مخافة شره، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء، وزلزلة، وخسفاً، ومسخاً، وقذفاً وآيات تتابع
والأغاني والعزف كلها محرمة وتطير الملائكة لسماعها-فكيف بالله اذا اجتهدوا الناس لسماعها ومتابعتها في شهر القرآن
إنه أمر صعب ويزرع القسوة والإستهتار في قلب الأطفال والمراهقين فلا يشعرون بحرمة شهر رمضان بتاتاً
عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري رضي اللّه عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليكونَنّ من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحَرير والخمر والمعازف، ولَيَنْزِلَنّ أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحةٍ لهم، يأتيهم (يعني الفقير) لحاجةٍ فيقولوا: ارجع إلينا غداً فيبيتهم اللّه ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة".
فيعاقبنا الله بالقحط والغلاء والوباء والحروب-ونحن نقول لماذا يحدث ذلك
فقوله تعالى: (وما ربك بظلام للعبيد) [فصلت: 46
-ولو تمسكوا الناس بالدين-أو حتى إلتزموا بحرمة هذا الشهر لأنزل الله عليهم من الخير والبركات لقوله تعالى
قال {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }الأعراف96
وقال جل وعلا وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ{65} وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ{66}
ولذا قال عليه الصلاة والسلام مبينا أن المتقي في حالة سعيدة في حالة طيبة بخلاف المذنب العاصي ، والله جل وعلا لم يترك حتى الكافر أطعمه ، سقاه ، كساه ، تفضل عليه ، أكرمه ، ولكن هذا الفضل إنما هو في الدنيا ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام ( لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء )
اسمع إلى معلى بن الفضل وهو يقول: كانوا " يعني الصحابة " يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم . وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
والدعاء ببلوغ رمضان، والاستعداد له سنة عن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فقد روى الطبراني عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". .
-ومن شؤم المعاصي انها تمنع المخلوق من التعبد –فنعمل بالربا-ثم نسمع الغناء-ثم نشاهد الراقصات-ثم نرى اجباري الممثلات المومسات –ثم نغش-ثم نغتاب-ثم نظلم الخدم-ثم نمنتنع عن الصدقة والزكاة-ثم لانمسح على رأس اليتيم –ولا نعاون الأرملة-ولا نرحم ضعيفنا وهذه كلها غير الكبائر-ذنوب تمنعنا من الإستغفار وتمنعنا عن التذكر-لكن إذا نوينا ان نتعبد الله ونبعد عن تلك الأمورلساعدنا الله على ذلك
-ياإخواني وأخوتي إحذروا اللهو وابتعدوا عن المعازف والمحرمات وازرعوا في قلوب الأطفال والنشأ الرغبة والرهبة والبجيل لهذا الشهر الكريم-وهذه مهمة الرجال أولياء الأمور-والأمهات التقيات
واختم قولي بهذا الحديث للرسول عليه الصلاة والسلام
فلنستدرك ما مضى بما بقى ، وما تبقى من ليال أفضل ممامضى ، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم(( إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله ))متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها . وفي رواية مسلم : ( كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد فيغيره )وهذا يدل على أهمية وفضل هذه العشر من وجوه :أحدها :إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخلت العشر شد المئزر ، وهذا قيل إنه كنايةعن الجد والتشمير في العبادة ، وقيل : كناية عن ترك النساء والاشتغال بهن . وثانيها :أنه صلى الله عليه وسلم يحي فيها الليل بالذكر والصلاة وقراءة القرآن وسائر القربات . وثالثها :أنه يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر حرصاً على اغتنام هذه الأوقات الفاضلة . ورابعها :أنه كان يجتهد فيها بالعبادة والطاعة أكثر مما يجتهد فيما سواها من ليالي الشهر .
وعليه فاغتنم بقية شهرك فيما يقرِّبك إلى ربك ، وبالتزوُّد لآخرتك
اللهم ارزقنا حبك وحسن عبادتك
سعاده