محمد فهمي يوسفadmin
مؤسس المنتدى عدد المساهمات : 2476 تاريخ الميلاد : 01/02/1945 العمر : 79 تاريخ التسجيل : 16/04/2013 الموقع : رابطة محبي اللغة العربية العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش المزاج : راضٍ تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
| موضوع: الدلالات اللغوية للألفاظ العربية السبت 11 مايو 2013, 12:26 am | |
| تمتاز لغتنا العربية الخالدة ( لغة القرآن الكريم ) بثرائها الواسع في مفرداتها ، وتعددت الإشارات الدلالية لكل منها في استخدامات الكتاب والأدباء والشعراء واللغويين والعامة لهذه المعاني الدلالية والتعبير بها على وجوه متعددة ؛ فهناك دلالة التخصيص اللفظي : ومعناها : أن تدل الكلمة أو اللفظ المنطوق في اللغة على دلالة معنوية مخصصة أتت من الدلالة الأصلية للمعنى حين ورودها في العبارة أو التركيب اللغوي أو الأسلوب المستعمل في الكتابة
وأمثلة ذلك كما في لفظة : ( الطهارة ) فهي تعني في الأصل : كل ما يتطهر به الإنسان ثم خصصت في الاستعمال حين يقصد بها الكاتب أو المتحدث عن ( الختان ) فأصبحت الدلالة الثانية فرعا من الأصل اللغوي الموضوعة له وكذلك كلمة :( العيش ) فهي تدل على كل ما يعيش به الإنسان ثم خصصت في الاستعمال حين نطلق دلالتها على ( الخبز ) ، فعندما يقول القائل لمن ظلمه في العمل :( أنت قَطَعْتَ عَيْشِي ) فقد خصص ما حدث له بفصله مثلا من المعنى الأصلي للدلالة اللغوية للكلمة . ومن النماذج على سبيل المثال لا الحصر كلمة :( الحريم )فدلالتها الأصلية أنها من الحرام في اللغة وهو كل ما يحرم الاقتراب منه عرفا من الغير كالمال والممتلكات الشخصية للإنسان ثم خصصت بإطلاق دلالتها الفرعية على ( النساء )
وهناك التعميم في الدلالات اللغوية للألفاظ ، وهي عكس النوع الأول الذي أشرنا إليه : ومعناها : أن تنتقل الدلالة الخاصة بالفرع في المعنى باللفظ ذاته وتطلق بتوسع على معان أو دلالات معنوية أشمل وأوسع فتسمى دلالة التعميم ؛ ومنا على سبيل المثال أيضا : نقل دلالة الورد ( الفرعية الخاصة ) حيث إنه نوع من الزهور وإطلاق الكلمة على كل أنواع الزهر يعني تعميم من الخاص إلى العام وكذلك : كلمة ( البأس ) ومعناها الدلالي هو ( الحرب ) وهي دلالة خاصة باللفظ ثم نستخدمها تعميما على أي شدة تنتاب الإنسان ؛ فنقول : ( لا بأس عليك ) للمريض مثلا ، فتكون الدلالة التعميمية أي لاشدة تصيبك إن شاء الله والمثال الذي يوضح أكثر ؛ كلمة ( الحاجب ) ودلالتها الخاصة في اللغة : هو كل مايحجب أو يمنع شيئا ثم خصص استعمال الكلمة في عدة دلالات فأصبحت تعميما لاستخدام لفظ خاص في عموم فالحاجب من العين هو ما يحجب عنها ضوء الشمس والحاجب في العصر العباسي هو رئيس الوزراء لأنه كان يحجب الخليفة عن الناس والحاجب في المحكمة وظيفة لمن ينادي على القضايا أمام القاضي من ( الرول ) دلالة التغيير الدلالي لمعنى الألفاظ ونعني به : التطور اللغوي للدلالة حسب العصور والأزمان والأماكن حيث تتغير الدلالة المعنوية عن الأصل ، ومن أمثلة ذلك : كلمة ( القطار ) فقد عرفت دلالتها قديما أنها تطلق على مجموعة الإبل التي يقطر بعضها بعضا في الصحراء ، ثم حدث لها تغير في الدلالة حديثا فأصبحت تطلق على وسيلة المواصلات المعروفة القطار ( الآلة القاطرة التي تجر خلفها عربات الركاب ، أو تدفعها إلى الأمام كما في قطار أبي قير بالإسكندرية مثلا ، ولم تعد هناك رابطة بين المعنى الدلالي القديم والحديث ومن التغيير الدلالي كلمة :( حرامي ) للدلالة على السارق حديثا ، والذي أشار إليها الأستاذان محمود تيمور ومحمد العدناني في حديثهما عن نشأة السرقة : قالا : إن كلمة ( حرامي ) تنسب إلى قبيلة قديمة اسمها : قبيلة بني حرام وكانتموصوفة بالسرقة ، ثم تغير الاستخدام الدلالي لها بمرور الزمن وأصبحت تنسب دلاليا إلى الحرام عكس الحلال والمثال الأخير لذلك التغيير الدلالي للكلمات حديثا هو كلمة :( الكوسة ) فمعناها الدلالي الأصلي قد تغير في استعمالات الكتاب من ثمر النبات الزراعي المعروف بها ، إلى الاعتماد على الواسطة وعدم الالتزام بالقانون أو النظام أي الفوضى هكذا نرى أن لغتنا العربية واسعة الدلالات في استخدام معاني الكلمات العربية ========
| |
|