سؤال محير /// للشاعر : عبد الرحيم محمود

الدكتور عبد الرحيم محمود تحياتى أيها الفاضل شاعر لايحتاج إلى مدح أو إطراء ولكن سأقول سلمت يداك وقملك وسأقتبس وهذا قولى
سأحمى أرض أجدادى *وأخذى من تحدانى
وسأبقى فى العلا صقر *رافعا راسى غير ولهان
فلا كلب يقاطعنى *ولايشد زيل ردائى
فهذه الأرض باقية * وإبنى فيها عنوانى
دمت بكل خير
سيد يوسف مرسى

تحياتى البيضاء

هناك سمات عدة تميز هذى اللغة الشعرية أولا أنها لغة سلسة بسيطة ولذى هى مؤثرة فاعلة فى المتلقى حتى لأنها لتكاد تقترب من لغة المتلقى ذاته ، وهو ما يحسب بالطبع للغة النص فليس الشاعر هو المغرب فى الخيال ولا المحلق فى فضائه الخاص ولكن الشاعر الحقيقى هو الذى يُشعِر المتلقى بحسه وتجربته

- السمة الثانية هى قدرة النص على أن يمارس فنية التناص مع نص شهير يحفظه الجميع ، ثم ينفذ من هذا التناص عبر معارضته فكرة وتوجها بمداد الحسرة والفجيعة وهو ما يتناغم بدرجة كبيرة مع توجه المتلقى فهو لا يرى من النص القديم إلا مجرد صدى باهت بينما الحقيق أن البلاد تنغلق على نفسها وتنفصم عن جذورها وتحاول ان تعلق جذرها لها فى سراب الآخر الذى يحتقرها ويراها بلادا تحلب كما تحلب الأبقار ، حقيقة نص شعرى يحمل لغة نيرة سلسة وتجربة ثرية دالة

الأستاذ محمد الصاوى 
                                             أشاركك الرأى 
                                            وأتطلع فى أن أراك قريبا منى 
                                             وهناك أغنية لا أحفظها 
(تقول زورونا فى السنة مرة)   
ننتظر مرورك وقلمك 
                                                 تحياتى

سؤال آخر محير
وردني من أخت تونسية فاضلة تسأل عن معنى كلمة (غناها ) في قصيدة لأبي القاسم الشابي :
أختي العزيزة الأستاذة
حياك الله على ذكرياتك العطرة في زمن التذوق والعطاء
تسألين عن أدب شاعر أبدع لنا خيرا في قوله :
ثم ماذا؟ هذا أنا: صرتُ في الدنيا بعيدًا عـن لهوهـــا وغِناهَــا
في ظلام الفنــاء, أدفـنُ أيّـامي ولا أســـتطيعُ حــتّى بكاهَــا
وأجيبك كما اطلعت ودرست وعرفت من كتب اللغة والنصوص
إنه يذكرني بشاعر العرب العباسي الشهير ( أبو الطيب المتنبي )
حين قال :
أنام ملءَ جفُونِي عن شواردها = ويسهر الخلقُ جراها ويختصم
بمعنى أقول شعري وأترك لغيري تأويله وتذوقه بإحساسه وفهمه وهذا من ثقته بما يبدع
وعنوان سؤالك عن كلمة ( غناها )
بَعْضُ الشيء: طائفة منه
قال الشاعر
ولَيْلة لم أَدْرِ ما كراها = أُسامِرُ البَعُوضَ في دجاها
كلّ زجُولٍ يُتَّقَى شَذاها = لا يَطْرَبُ السامعُ من غِناها
والزجول هو ذكر البعوض
وبالطبع تفهمين كلمة غِنَاها في آخر بيتي الشاعر عن البعوض وموافقة كلمة يطرب لها ( غناها ) هنا تأتي من التطريب والسماع ، وليس من كثرة المال والغنى الذي هو ضد الفقر
فإن اعتبرنا الغناء جزء من لهو الدنيا فالكلمة بمعنى الطرب والغناء
وإن اعتبرنا ( غناها ) بمعنى عدم الاستغناء عنها فهي من الاسم المقصور الذي آخره ياء قبلها كسرة ( الغَنِيُّ )
وهي من أسماء الله الحسني الذي يُغْني من يشاء من عباده
أما الكلمة ( غناها ) بمعني التطريب والغناء فهي من الاسم ( الممدود ) الذي آخره همزة قبلها حرف مد
قال الأزهري: فمن ذهَب به إلى الاستغناء فهو من الغِنى، مقصورٌ، ومن ذهَب به إلى التَّطْرِيبِ فهو من الغِناء الصَّوْتِ
ممدود
ومن وجهة نظري التذوقية المتواضعة لبيت الشابي :
أن الدنيا عنده أصبحت بعيدة بلهوها ( وهو جزء فيه الطرب بالغناء) ،وبمالها ( وفيه الاستغناء بالغِنى عنها )
والله تعالى أعلى وأعلم