كيف تصبح أديبا؟
" لكي تكون أديبا كما تريد،ينبغي لك أن تروض نفسك على أن تتطلع إلى كل شيء يصادفك باهتمام،لتكشف فيه جديدا تضيفه إلى معرفتك وخبرتك.
إن هذا العالم الواسع الذي تعيش فيه،ليس بين كائناته كلها ما صغر منها وما كبر شيئان لا فارق بينهما...حتى ذرات الرمل الدقيقة ليس بينهما حبتان متساويتان في كل شيء،وكذلك أجسام البشر وما تحوي من وجوه،وعيون،وأنوف،وذقون...وغيرها.
وكذلك الأنهار والأشجار والأحجار،والأطياف،وكذلك النجوم والغيوم،وكل ما تقع عليه عيناك.
فإذا شئت أن تصف جدولا صغيرا،أو شجرة نامية على سفح تل،فانظر إليهما جيدا،ولا تمل من طول النظر حتى تدرك ما يميزهما من غيرهما من الجداول أو الأشجار...
ثم حاول-حينما تخلو إلى نفسك-أن تصفه بقلمك في عبارات موجزة مركزة،بحيث لا تختلط صورته في ذهن من يقرأ هذا الوصف مع صورة أخرى.
وهكذا تستطيع،متى ثابرت على هذه الرياضة الفكرية الأدبية،أن يكون لك مستقبل عظيم في ميدان الكتابة والتأليف،خصوصا في كتابة القصة".
من رسالة لفلوبير إلى ابن أخيه القصصي دي موباسان وهو في الثانية عشرة من عمره.