أقدم لكم واحدة من أعمالي التي أتمنى أن تنال إعجابكم، كما أتمنى أن تساعدوني على تصحيحها لغويا.
بائعة الليمون
في الصباح الباكر، استفاق الطفل من نومه، ودلف إلى المطبخ يبحث عن شيئا
( شيءٍ ) ليأكله، فتح الثلاجة ولمْ يجد شيء
(شيئا )، فدلف سريعا إلى غرفة أمه ودنا من فراشها وأخذ يهز في
(..) جسدها ليوقظها من نومها العميق الذي غاطتْ
(غَطَّتْ) فيه منذ ساعات قليله
( قليلةٍ ) من صخب الأفكار الذي أسهرها طوال الليل، فاستفاقتْ الأم فزعة تسأل الطفل..
- ما بكَ يا بني؟
- أمي، إنني جائع!
نهضت الأم من فوق الفراش تربَّت على كتف طفلها، وطلبت منه أن يهدأ ويلهو قليلاً بألعابه إلى أن تحضر له الطعام.
توجهتْ إلى المطبخ، وفتحتْ الثلاجة بعين ترقرقت فيها الدموع!
لمْ تجد شيئا يسد جوع أبنها
( ابنها ) ، ولو حتى لقمة خبز جافة.
بحثتْ بتمعن في كل أرجاء المطبخ، حتى داخل الأدراج الخشبية، وعادتْ مرة أخرى تنظر داخل الثلاجة الفارغة..لا شيء!
وقفتْ في منتصف المطبخ وقد ران على وجهها الحزن، حائرة، عاجزة، وكأنها مُتفاجأة
( متفاجئةٌ )!فقد كانت تُيقن
( توقنُ ) منذ أمس أن المنزل فارغ تماماً من أي طعام، فهذا ما أسهرها طوال الليل تفكر، وما فعلته كان على أمل أن يكون نظهرها قد خدعها، ولمْ تنتبه لوجود لقمة هنا أو هناك.
- أمي، إنني جائع!
أثقلتها كلمات أبنها
( ابنها ) المنبعثة من الغرفة المجاورة، فجثتْ على ركبتيها، تجهش البكاء
( بالبكاء ) ، وهي تتساءل من أين لها أن تحضر الطعام
( ؟!)..هل تشتريه؟
وكيف تشتريه؟
تحتاج مالاً، ومن أين لها أن تُؤتي
( تأتي ) بالمال ؟!، فلمْ تعتاد
( تعتدْ ) قط أن تدخر مالاً مما يعطيه لها زوجها، فقد كانتْ تشتري به احتياجات المنزل، ولا تطلب مالاً أخر
( آخرَ ) إلا عندما ينفذ الطعام.
ولكن أين زوجها الآن، فلقد هجرها منذ أيام بعد شجارهم الأخير، ليحيى
(ليحيا )هانئ البال مع زوجته الجديدة، الصغيرة، الجميلة كما أخبرها.
- من أين لي يا رب بالمال، طفلي جائع، وأنا حائرة، عاجزة عن فعل شيء.؟!
أخذت تُكفكف دموعها التي ذُرفت
( ذَرفت،) وهي تعتصر ذهنها بحثاً عن خلاص مما أسمته مصيبة.
وبعد هُنَيْهَة، راودتها فكرة أن تبيع شيء
( شيئا ) ، ولكن ما هو الشيء، كانتْ تأمل لو كان بحوزتها قطعة واحدة من ذهبها الذي أعطته لزوجها منذ شهور، لتعاونه على سد ديونه كما أخبرها.
- أي شيء يا رب؟
وعندما كانتْ تجوب بعينيها هائمة، استقرت عينيها
( عيناها ) على علبة كرتون كانت قد وضعت فيها بعض الأشياء البلاستك والألمونيوم التي لمْ تكن تحتاجها.
نهضتْ من مجلسها، ودنت من العلبة تتفحص ما بها، قبل أن تعبث بكل الأدراج وتلتقط منها أشياء لتضيفها إلى العلبة الكرتون.
طستْ
( غسلت ْ ) وجهها بالماء، وارتدتْ عباءتها السوداء، وأسكنتْ حجابها بإتقان حول رأسها.
حملتْ العلبة الكرتون أعلى رأسها، وطلبتْ من أبنها
( ابنها ) أن يرافقها، فلمْ يُرضي
( يرضَ ) قلبها أن تتركه وحده يئن من شدة الجوع.
وقفتْ أمام متجر الخردوات المغلق،، بذهن هائم، وقد أزداد
( ازداد )فوق حزنها، حزناً، وهماً.
كادتْ أن تبكي، لولا أنها تحملتْ على نفسها وحافظتْ على دموعها مكبوتة، وضعتْ العلبة الكرتون من فوق رأسها، وجلستْ بجوار طفلها تنتظر صاحب المتجر!
في حين أخذتْ تُشغل طفلها ببعض القصص، حتى ينسى جوعه، وظلوا على هذا الحال ساعة أو أكثر بدقائق.
أتى صاحب المتجر يفتح باب متجره، وهو يتأملها مُتفحصاً قبل أن يدرك أنها جاءتْ لتبيع شيء
( شيئا )عندما زاغت عينيه
( عيناه ) على العلبة الكرتون.
كانتْ قد وقفتْ حينئذ وطلبت منه ذلك بالفعل، أخبرته بأن معها بعض الأشياء التي تريد بيعها.
أخذتْ الأموال من البائع راضية بما قدره ثمنا لتلك الأشياء، ومضتْ تبتعد وطفلها معلق بيدها، وفي طريقها أشترتْ بعض الطعام، الذي سدتْ به جوع طفلها عندما عادتْ إلى المنزل.
نعم أطعمته،
لكن الجوع وحش قاسي
( قاسٍ )، لن يلبث حتى يؤجج ناره في أمعاء الطفل، هكذا قالتْ في نفسها.
جلستْ فوق مقعد تفكر، ومعها بعض المال، ولكن هل ستحيى
( ستقْدِمُ ) على بيع أدوات وأثاث منزلها؟
ولو فعلتْ، فسيأتي وقت تجد نفسها تقطن منزل بلا أثاث حتى
.(×)راودتها فكرة أخرى، لكنها تحتاج مالاً أكثر مما تمسك به بيديها!
نهضتْ من فوق مقعدها، وأخذتْ تُجمع بعض الأشياء في علبة كرتون أخرى، أشياء أثقل وأكثر قيمة، وذهبتْ بها لنفس التاجر، ولم تصطحب طفلها معها هذه المرة.
باعتْ الأشياء وأخذت المال، وفي طريق عودتها لجأت لتلك السيدة العجوز التي كانتْ تشتري منها ما تحتاجه من خضروات وفاكهة، جلستْ معها وقتاً طويلاً كان كافياً لتقص عليها قصتها، وتخبرها برغبتها!
وقد أشفقتْ العجوز على حالها فأعطتها سلة من الليمون نظير نصف الثمن، على أن تُعطيها النصف الأخر
( الآخر ) بعد بيعها.
حملتْ السلة، وأخذتْ تجوب الشوارع وتمر على البيوت، تبيع الليمون.
ولقد باعتْ كل ما في حوزتها قبل أن يظلم الليل، وعادتْ بعدها للعجوز، أعطتها باقي الثمن، واتفقتْ معها على صفقة جديدة للغد!
عادتْ إلى منزلها بقلب مفعم بالبهجة، وحملتْ طفلها الذي كان قد نام على الأرض بجوار ألعابه، وضمته إلى صدرها وغاطتْ
( وغَطَّتْ ) في نوم عميق.
وفي الصباح الباكر، وبعد أن أطعمتْ طفلها وتركته يلهو، ذهبتْ إلى البائعة العجوز، وحملتْ سلة الليمون، وانطلقت تجوب في طرقات جديدة!
ومنذ هذه اللحظة باتتْ "بائعة الليمون".
ألحقتْ أبنها
( ابنها ) بالمدرسة، وترعرع أبنها
( ابنها ) حتى باتَ شاباً وحمل عنها عناء العمل، وخلال هذه الأعوام لمْ يظهر زوجها قط!
ولقد كانا قد نسيا تواجده بالفعل..!!