أستاذي التقي محمد فهمي ييوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن ( لم ) يهده الله فماله من نورالقرآن نور-وسكينة-ورحمة ورفعة للعبد
لو يعلمون -لو يعلمون-بأن الصراطط
( الصراط )المستقيم هو الطريق الوحيد المؤدي للجنة
ووصفه بأن
(بأنه ) رفيع كالشعرة وحاد كالسيف
ولا بد أن يسير عليه الإنسان حتى يصل للجنة
ولا يثبت فوقه الا المصلين
( المصلون ) وحافظوا القرآن فتقول له الملائكة -إقرأ وأرتقي
( اقرأْ وارتقِ )أي يرتفع في سلم الجنة
فكم هم جهلاء وسعيدون
( وسعداء ) بجهلهم عندما يتفلتوا من القرآن بكذبهم
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في بيان حال من هجر القرآن: ( في الدنيا فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، ضيق حرج لضلاله، وإن تنعم ظاهره، ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبه يتردد فهذا من ضنك المعيشة..)
* يحشر يوم القيامة أعمى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} طه/124-126
هذا لمن لم ينظر للقرآن في الدنيا بعينيه البصيرتين فتلاه.. ولم يعمل بمقتضاه.. ولكنه أعرض عنه.. وهجره.. فكان جزاءه من جنس عمله
* يسلكه الله عذاباً صعداً (وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا) الجن/17 فمَنْ منا يقوى على هذا العذاب؟
* يقيض الله له قريناً من الشيطان (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف/36 فهذا الذي هجر الذكر.. قيض له الله شياطين تضله وتهديه إلى صراط الجحيم
* الحسرة والندامة يوم القيامة (يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا) الفرقان/28-29
* وقوعه تحت شكوى النبي صلى الله عليه وسلم (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) الفرقان/30 وهي شكوى عظيمة وفيها أعظم تخويف لمن هجر هذا القرآن
* حرمان شفاعة القرآن يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) صحيح مسلم وهذا المحروم حقيقة.. من حُرِمَ شفاعة القرآن يوم القيامة.. فهل يشفع القرآن في رجل هجره.. وأعرض عنه.. وأقبل على غيره من كلام البشر يقرأه.. أو يسمعه ؟
* يختم لمن هجر القرآن بسوء الخاتمة فهل تريد أن تكون مع هؤلاء ؟.. وتحشر معهم يوم القيامة ؟ هل تريد أن تكون في الدنيا.. ظالماً، ضالاً، مجرماً، كالحمار، قريناً للشيطان، تعيش معيشة ضنكاً، ثم الخاتمة السيئة ؟
أم تريد أن تكون في الآخرة.. ممن يعذب في القبر.. ويحشر أعمى يوم القيامة.. ويكون من أهل الحسرة والندامة والحزن والأسف.. وممن يشكو منه النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو عليه.. أو ممن يحرم من شفاعة القرآن.. ثم العذاب الصعد الصعب الشاق..
أنت منذ الآن تستطيع أن تختار مكانتك ومكانك في الدنيا والآخرة.. كما تستطيع أن تتمثل الرائحة والطعم الذي ترتضيهِ لنفسك..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كالتمر لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر" صحيح مسلم
فمن أي الأقسام نحن.. وما هو حالنا مع كتاب الله؟.. هل من توبة؟ يغفر الله بها الذنوب.. ويستر بها العيوب.. ويصلح بها فساد القلوب.. ويبدل بها السيئات حسنات.. (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر/53
يا مَنْ هجرت القرآن.. تب إلى الله.. والحق قافلة العائدين إليه.. ورافق أهل القرآن حتى تكون منهم.. تفز بالسعادة في الدارين
جعلنا الله من المهتمين بكتابه.. المقبلين عليه.. المجتهدين فيه المستمعين لقراءته مهما تيسر.. المرتلين المجودين في تلاوته.. المحتسبين الأجر في حفظه
مع تحيات خدمات رابطة محبي اللغة العربية