فصل في البحث عن الحقيقة
مسرحية من فصل واحد
شخوص المسرحية : شيخ عالم زاهد ــ أستاذ باحث ــ خالد طالب ذكي ــ رامح طالب شقي
( حوار بين الجميع )
الشيخ : هناك حمقى يكثرون الجدل ، ويحكمون على الناس بظواهرهم ، أين السعادة التي يصفونني بها ؟
خالد الذكي : تمسك أستاذي بوجهة نظره حتى النهاية قال : إن الصغير نتاج الكبير
رامح صديق خالد : ولكن أستاذي أثبت بالبرهان القاطع أن الكبير نتاج الصغيرخالد : هذا مستحيل
رامح : هذا واضح كشمس النهار
خالد : البذور نتاج الشجرة
رامح : والشجرة نتاج البذرة
خالد : تعالى نسأل الشيخ الزاهد
خالد للشيخ : أيها الشيخ الفاضل أيهما الحق ؟ أيهما الأصل ؟ الصغير أم الكبير ؟
الشيخ : لا هذا ولا ذاك ؟
رامح : عجبا !! لا هذا ولا ذاك ؟! ليس معقولا !
خالد للشيخ : هذا حسنٌ .... يبدو مقنعا ، وأعتقد أن معلمي يعني مثله
الشيخ : الأصل هو النهاية ، والنهاية هي الأصل ؛ إنهما دائرة ؛ التمييز بين الصغير والكبيرجهل منكما
رامح الشقي : لست أفهم ما تعني ؛ سأسأل أستاذي ثانية عما قلتَ
هيا بنا يا خالد
الشيخ : إن العالم هوَّةٌ كبيرة لاغور لها ؛ يخرج سرب الخلائق من العدم باحثا عن حقيقة ، عن سعادة ، ثم يدخل فوهة الفراغ ويتوارى
رامح لأستاذه : أستاذي . ما الحقيقة ؟ .. أكاد أشك فيما قلت ... يقول الشيخ :.....
الأستاذ : اسمع يا بني .. الكذب حولك في كل مكان .. يبيع في سوق الأوهام معارفَ تافهة كطعام يُلْهي جوعك ولا يشبعك
ابحث بنفسكَ إن أردت أن تعرف ، وتأمل ... أنا أرشدك فقط أوجه نظرك
خالد : لكن أيها الأستاذ بحثت فيما قاله الشيخ فوجدته صادقا !
الأستاذ : ومن أنت ؟ ومن علَّمك الجدل في الأشياء الصعبة الغامضة في مثل سنك هذا ؟ إننا نخطو برفق نحو المجهول
خالد : إنني صرخة عالمٍ ضائع ..... لا تحول وجهك عني
رامح لأستاذه : إنه صديقي تعرفت عليه في البحث ، ولكنه له برهان آخر
خالد : أريد أن أتعلم ، أن أعرف ولو حتى منك ..سأقنع أستاذي إن فهمت منك
الأستاذ : أستاذك ... لن يرضى أن يتنازل عن رأيه ... بعض الناس مكابرون يا بني
خالد :قد يكون على حقٍ ....فلماذا لا تتبع أنت رأيه ؟
رامح : لا تقل هذا لأستاذي ...إنه أكبر منا ...سوف تحطم صداقتنا يا خالد
الشيخ : ما لكم تتنازعون أيها الرفاق ؟ ... المعرفة غالية علينا .. لأننا لن نجد الوقت لبلوغ غاياتها .. أنا نفسي أقف يا بني
مع أستاذك ، فرجل الدين لا يعارض العلم والبحث العلمي بالحجة والبرهان
الأستاذ : نعم والعلم النافع يا بني ينبغي ألا يبتعد عن الدين ؛ فالحقيقة هنا وهناك ،
إنها تبرق وتختفي
رامح : ولكني أريد أن أرى نور برهان واحد كزميلي أقتنع به
الأستاذ : أنت تأخذ ما وصلنا إليه يا رامح وتبدأ منه ، ليتابعك فيه غيرك
الشيخ : أرأيت الكبير والصغير في دائرة الضوء .. فمن هو أصغر منك سيعرف ما وصلت إليه فنحن جميعا في حلقات متشابكة
خالد : إذن فلنتعانق ..... لأننا تعارفنا ، ولنواصل البحث عن الحقيقة في طريق واحد
الجميع معا : الحقيقة غالية وبعيدة وعلينا أن نعمل كثيرا لمعرفتها
==============
ختام