[ltr]قصة قصيرةٌ [/ltr]
[ltr](حلم وأحلام وحليمة )[/ltr]
[ltr]إحساسٌ وسعادةٌ ورغبةٌ ،وأمل يراودها كل حينٌ ولحظةٌ ، ما من أنثي ترفضً الأمومة ،قد بدأ يطفو ويعتلي وجهها أعراضٌ ،لا تنكر علي امرأة ،السعادة عندها مفرطةٌ ويقين يسري بوجدانها يثبتها ،تلك هي حليمة . التي سعي البعضُ لإطفاء صفة المنحوسة عليها ، لقد خرجت من الظلام إلي النور ،رأت الشمس بعينيها تشرق ، صدح الضوء بوجهها وأشرق ، الهواجس التي كانت تخامرها ، ما لها من وجود ،والنحس الذي يلازمها توفي ،مات وقبر إلي الأبد ، راحت تصعد بأمانيها ،تعرج لتعود إلي دنيا الناس ، ما عادت تشعر بالنظرات والجفاء ،ولا تحس وتلمح اللمز والهمز ،كأنها هي التي قضت عليه ،وهي ملك الموت الذي وكل به ،فقضي عليه وقبض روحه ،أو كأنها التي ودت ورغبت في أن تكون أرملة ، حين تقابلت معه لم يطرأ في خيالها أن يصبح هذا الرجل زوجاً لها ،ويخرجها من نحسها المزعوم ،لقد ألقت إليها السماء به ،غيث هطل من السماء ، تقبل الله دعائها .وسمع ورأي بكائها ،وها هي الآن تشعر بالسعادة .ستكون أماً عن قريب ، خرجت به بعيداً عن دائرتها المنكوبة ، وسعت إلي أرض جديدة، خرجت مريم عليها السلام بعيسي خوفاً وخشية ، وخرجت به خوفاً علي وليدها ،ودت أن تعيش في هدوء وسلام .فلماذا لا تخرج هي ببعلها وجنينها قبل يوصفا بالنحس ،ولا يعكر صفوها حاقد أو جاهل ،أو امرأة غيورة ،لقد رأت فيه ما لم تراه في غيره ، هادئ ومبتسم غارق في صمته ،لكنه قلق ،وضعت نفسها تحت قدميه ، بكل معاني السكن والرحمة والود ، حب نبع من فيض ، واهتمام للطرفين بالأخر ، جسدان صنعا ليكونا واحداً، أحست أن الحياة تبسمت لها ، وكلما جاء وقت رجوعه ،نضر وجهها واستبشر ببشاشة المحب المتلهف ،تقودها الأيام الحلوة وتعرج بها ،بالرغم من قسوة العيش ،وعدم وجود عمل دائم يؤمن لهما عيش أرغد ، فكان يرجع مكدود مرهق ، تسرع إليه وتخلع عنه حذاءه ، ترفع عنه أثقاله ، تفعل كل شئ لترضيه وتسعده وتخفف ألامه وهي تداعبه كأنه طفلها المدلل ، [/ltr]
[ltr] *******[/ltr]
[ltr]أتي بجريدة الأهرام في يده كعادته ، وكل ما أتيح له أن يشتريها ،أتي بها يتصفح صحفه الرياضة والفن ثم يدلف علي الإعلانات ،أو يبحث في الوظائف الخالية المعلن عنها ،عله يجد لنفسه عملاً يؤمن به حياته وحياة بيته ، يذهب ويتقدم ويرسل في البريد ،لكنه لم يتمكن من شغل أي وظيفة تناسب مؤهله العلمي ، لكنه مستمر والحاجة ملحة ولا مفر من الوظيفة ، فجسده وطبيعته لا يساعدانه علي العمل الشاق ،ولن يستطيع أن يستمر ، وهي تري ذلك فيه ،وتقرأ معه وتحاول أن تدلي برأيها ، وتبحث معه ، يود أن يجد وظيفة ويُقبل فيها دون أن يناقش ولا يرفض ، لكنهما يسعيان لطلب وظيفة له تؤمن لهما العيش ، في ذلك اليوم جاء مرهقاً أكثر من أي يومٍ مضي ، ألقي بنفسه علي الفراش ،اقتربت منه لخلع حذاءه ،الذي ما زال علقاً بقدمه ،حاولت كعادتها ، أشار إليها أن تتركه لينام بعضاً من الوقت ، راحت وابتعدت لكن ليس بالكثير ،وجلست وهي تقبض علي الجريدة وعيناها تفتش ملامحه ، وتقدح رأسها في الخيال والظنون اللذان تملكا رأسها ،وأسئلة حائرة ،في دائرة بين الجدران المغلقة ، [/ltr]
[ltr] *******[/ltr]
[ltr]وليكن السؤال ، وليكن الأمر ، هبّ من رقاده وانتشي ، وأد لجت ببسماتها تقترب ، قرأت وتصفحت ما يتصفحه ووضعت علامة استفهام وخطت تحت ما أيقنت فهمه واستيعابه ، وظيفة شاغرة في الصعيد ، وأخري فوق أرض الخليج ، [/ltr]
[ltr]والسؤال يظل كامن في داخلها ، لوحاته مفردة ، وانتظرت رداً ،! ، قال : بهدوئه المعهود ، ،لا الغربة فوق أرض الخليج ولا للعمل في أرض الصعيد ، كلاهما شاقٌ قالت : وهي تدرك بعضاً ويغيب عنها البعض ،ماذا ؟ ،قال: لا لا للصعيد لا أحبذه ، والخليج يحتاج إلي مصاريف باهظة ، ،وسيبعدانني عنك ،وستعيشين وحيدة هنا ، قالت وقد أرادت أن تبث في فضاءه قبولها بالرغبة في كلاهما ، وسنظل هكذا ؟ ، أذهب حتى يتحسن الحال ، فقد أجهدك العمل المرهق وإنا لشريك جديد لمنتظرون ، تفتحت عيناه وغرق في بحر فكره ،كأنه لم يحسب لهذا الأمر حساب ، ********[/ltr]
[ltr]غدا علي أمره وأقر الرحيل ، وقدمت مصاغها الضئيل ، واستدان بعضاً من خليل ، وأتي واقترب الميعاد وحانت لحظة الوداع والفراق ، والدموع لا تجدي ، وأمل بعودة وعيش رغيد ،[/ltr]
[ltr]هناك كان اللقاء ، كان الوعد والموعود الذي يبحث عنه ، ود أن لا يراه ولا يعرفه أو يغرب ويغيب عن وجهه ، تمني لو أن الأرض انشقت عنه وابتلعته ، ظل يدور ويلهث حتى تصافحا الوجهان ، لم يك ولم يحسب أن اللقاء سيكون فوق أرض الخليج ، وجد الخصم بغيته التي كان يبحث عنها ، [/ltr]
[ltr]قال :ما بالك الآن ..؟ قال : أقسم أني بريء مما كان ، قال: تقسم لتنجي ،[/ltr]
[ltr]قال : نعم أقسم لأنجي وأسلم من شر أنا لم أفعله ، قال : انتهي الأمر وستلحق بمن قتلته ، وانتهي الأمر ، وهاهي تنظر حليمة لعله يرجع ويعود ،يري طفله قبل أن يشتد له عود ، منحوسة حليمة ، لقد خرج وفر من الصعيد فلقيه القدر فوق أرض بعيدة ، ود أن يعيش خارج دائرة الغموض ، ويبتعد عن غابة تسكن بداخلها الوحوش ،[/ltr]
[ltr](وما تدري نفس ماذا تكسب غداً ،وما تدري نفس بأي أرض تموت )[/ltr]
[ltr] الكاتب //سيد يوسف مرسي [/ltr]