مراتب السرور

الأستاذة الزهراء أحمد
جزاك الله خيرا

فلغتنا العربية مليئة بالمترافات من الألفاظ القريبة الدلالات أو المتساوية فيها أحيانا عند ترجمتها إلى اللغات الأخرى وهذا ما ليس في غيرها من اللغات
وما تفضلت بطرحه من هذا القيبل
فهناك تقارب واضح في معاني الألفاظ التي جاءت في كتاب الفقه الذي ذكرته للثعالبي وهو من العلماء القدامى العرب في اللغة
فكلها تتشابك مع مفهوم السرور من جهة ما :
كما وضحت معاجمنا العربية الحديثة والقديمة :
فقالت عن الجذل :
والجَذَل، بالتحريك: الفَرَحُ. وهو انتصاب في أصل معنى حروفه الأصلية
وعن الابتهاج :
الباء والهاء والجيم أصلٌ واحد، وهو السرور والنَّضْرة، يقال نباتٌ بهيجٌ، أي ناضِرٌ حَسَن. قال الله تعالى: وَأَنْبَتْنَا فيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
وعن الاستبشار :
يقال: بَشَرْتُه فَأَبْشَرَ واسْتَبْشَر وتَبشَّرَ وبَشِرَ: فَرِحَ.
وفي التنزيل العزيز: فاسْتْبِشرُوا بِبَيْعِكُمُ الذي بايَعْتُمْ به؛ وفيه أَيضاً: وأَبْشِروا بالجنة.
وعن الارتياح :
الارتياح، أَي ارتاح لصعوده حين صُعِدَ به واستبشر لكرامته على ربه.
وكل من خَفَّ لأَمر وارتاح له، فقد اهتز له؛ وقيل: أَراد فَرِحَ أَهلُ العرش بموته. والارتياح النشاط
وعن الابرنشاق :
المُبْرَنشِقُ: الفَرِحُ المسرورُ.
وقد ابْرَنْشَقَ.
وربما قالوا ابْرَنْشَقَ الشجرُ، إذا أزهر.
وعن الفرح :
الفَرَحُ: نقيض الحُزْن؛ وقال ثعلب: هو أَن يجد في قلبه خِفَّةً وقيل البطر
وفي حديث التوبة: للهُ أَشدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبده؛ الفَرَحُ ههنا وفي أَمثاله كناية عن الرضا وسرعة القبول وحسن الجزاء
وعن المرح :
المَرَحُ: شدَّة الفَرَحِ والنشاط حتى يجاوزَ قَدْرَه
وفي التنزيل: ولا تَمْشِ في الأَرض مَرَحاً أَي متبختراً مختالاً

هذه الألفاظ التي وردت في موضوعك القيم
وهذا هو الجانب اللغوي منها وكما نرى فهو متشابك الدلالة والمعنى
كثيرا
دمت موفقة مبدعة الاختيار أو الإنشاء بكلماتك الطيبة