محمد فهمي يوسفadmin المدير العام (1)
مؤسس المنتدى عدد المساهمات : 2487 تاريخ الميلاد : 01/02/1945 العمر : 79 تاريخ التسجيل : 16/04/2013 الموقع : منتديات رابطة محبي اللغة العربية العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش المزاج : راضٍ تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
| موضوع: فن النقائض الشعري الجمعة 24 مايو 2013, 3:15 pm | |
| النقائض الشعرية قصائد النقائض الشعرية فن جديد عرفه الشعر العربي في العصر الأموي للتسلية والمرح ، وكان مسرحه المربد ، لتضحك المستمعين فيهللون ويصفقون ، واتخذت ظاهرة التندير على المهجو وقبيلته وسيلة للترفيه ومعرفة الأجدر بالهجاء الأقوى ومن أشهر الشعراء الذين تناولوا تلك القصائد في أشعارهم ( الفرزدق وجرير ) يقول الفرزدق في صاحبه جرير : يهدي الوعيد ولا يحوط حريمه = كالكلب ينبح من وراء جدار يستيقظون على نهيق حمارهم = وتنام أعينهم عن الأوتار فرد عليه جرير بقوله : زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا = أبشر بطول سلامة يا مربع وقوله : خذوا كحلا ومجمرة وعطرا = فلستم يا فرزدق بالرجال وقامت حلبة النقائض بين العديد من الشعراء ؛ فما كان بين جرير والأخطل وكان الأخطل نصرانيا هجاه جرير بقوله : نحن اجتبينا حياض المجد مترعة = من حومة لم يخالط صفوها كدر حتى سمعت بخنزير ضغا جزعا = منهم فقلت أرى الأموات قد نشروا رجسٌ يكون إذا صلوا أذانهم= قوع النواقيس لا يدرون ما السور وما لتغلب إن عدت مساعيها = نجم يضيء ولا شمس ولا قمر الضاحكين إلى الخنزير شهوته = يا قُبِّحَت تلك أفواها إذا كشروا جاء الرسول بدين الحق فانتكثوا = وهل يضير رسول الله أن كفروا ومنها ما كان بين الراعي النميري وجرير حين فضل الفرزدق عليه بقوله : يا صاحبي دنا الرواح فسيرا = غلب الفرزدق في الهجاء جريرا فنظم جرير قصيدة هجاء من النقائض وهجا الفرزدق بها على غرار هجاء الراعي النميري بنفس بناء قصيدته فقال: فغض الطرف إنك من نمير = فلا كعبا بلغت ولا كلابا فما لبث أن انصرف الراعي من مجلس الفرزدق يعلوه الخزي والعار ، وفي هذه النقائض يقال أن جرير أسقط في هجائه ثلاثة وأربعين شاعرا ، ويقال بل ثمانين شاعرا ونيفا ويحتاج من يتصدى لشعر النقائض أن يدرس تاريخ من سيهجوه وقبيلته دراسة عميقة كما كان يفعل جرير والفردق في نقائضهما حتى كانا يبحثان عن تاريخ المهجو في الجاهلية ، وكان ذلك من غير شك يصعب عمل النقيضة ـ كما قال الدكتور شوقي ضيف ـ في كتابه ( تاريخ الأدب العربي في العصر الإسلامي ) ومن هنا يعد المؤرخون للشعر أن النقائض كانت تعتبر من الوثائق التاريخية الطريفة ، وكان الشاعر يتعدى في دراسته تاريخ للقبائل من كان يحامي عنها إلى أيام العرب الحربية ومن هزم فيها لينشر مخازيهم عند الخلفاء والولاة ، ومع ذلك كان بين جرير والفرزدق صداقات وصفاء فها هما يرحلان معا إلى دمشق وعندما تنزل بأحدهما شدة أو يحزبه أمر يقف الآخر معه يمد له يد العون ، وترى جريرا رغم هجائه للفرزدق يرثيه عندما مات بقوله : ولا حملت بعد الفرزدق حرة = ولا ذات حمل من نفاس تعلت هو الوافد المحبوب والراتق الثأى = إذا النعل يوما بالعشيرة زلت ومن النقائض يجب أن نتعلم أن اختلاف الرأي لا يفسد للود بين الأصدقاء قضية حتى ولو حدث بينهم كما يحدث في قصائد الهجاء بين شعراء العرب في مدح مصر يقول الشاعر إيليا أبو ماضي : ليس الوقوف على ألطلال من خلقي = ولا البكاء على ما فات من شيمي لكن مصرا وما نفسي بناسية = مليكة الشرق ذات النيل والهرم صرفت شطر الصبا فيها فما خشيت = نفسي العثار ولا نفسي من الوصم في فتية كالنجوم الزهر أوجههم = ما فيهم غير مطبوع على الكرم لا يقبضون مع اللأواء أيديهم = وقلما جاد ذو وفر مع الأزم جاد الكنانة عني وابل غدق = وإن يك النيل يغنيها عن الديم الشرق تاج ومصر منه درته = والشرق جيش ومصر حامل العلم
| |
|
محمد الصاوى عضو نشيط
عدد المساهمات : 32 تاريخ الميلاد : 20/10/1974 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 13/05/2013 الموقع : نادى أدب سوهاج العمل : معلم لغة عربية المزاج : غائم أحيانا تعاليق : الحمد لله رب العالمين
| موضوع: رد: فن النقائض الشعري السبت 25 مايو 2013, 4:48 pm | |
| تحياتى البيضاء
وشكرا لك أستاذ محمد على طرح هذا الموضوع الهام وفى الحقيقة أرى أن النقائض تمثل أسوأ ما أنتجه الشعر العربى ، أولا صار الشعر وسيلة تنابذ وكراهية وحض على العصبية لأغراض سياسية ، ثم انحدار الشعر للخوض فى الأعراض والتنابذ بالكذب والارتزاق بالسب وهى كلها أمور نجح الأسلام فى أن يكبح جماحها ويحول بوصلة الشعر إلى حالة إنسانية وجمالية مختلفة ، لكن مع الظرف السياسى وحالة التحزب فى العصر الأموى رجع جزء من الشعراء إلى ما نهوا عنه ، ولا تسوغ عندى صداقة الفرزدق وجرير وتبادل المراثى حال الموت لا تسوغ على الإطلاق ذلك الإسفاف والبذاءة وحالة التدنى الخلقى التى وصل إليها شعر النقائض ونفخه فى نار العصبية والفرقة ، أى صاحب هذا الذى يمازح صاحبه بأنه لا يحوط حريمه ؟ نعم تبقى النقائض وثيقة تاريخية وتبقى اللغة ، ولكن أين جوهر الشعر ، أين الرسالة الإنسانية التى تجعل الشعر حضا على الخير والحق والجمال ؟ كل هذا للأسف كان غائبا تماما عن شعر النقائض ، أما الذى كان حاضرا بقوة فالكذب والبذاءة واستباحة الأعراض والخوض فيها بلاضمير ولا بصيرة ولا روح إنسانية ترى بروح الفنان ولنتأمل مثالا واحدا على هذا الدرك الذى وصلت له النقائض
قوم إذا استنبح الضيفان كلبهم قالوا لاُمّهم : بولي على النار فتمسك البول بخلا أن تجود به فما تبـول لهـم إلا بمقدار
| |
|
محمد فهمي يوسفadmin المدير العام (1)
مؤسس المنتدى عدد المساهمات : 2487 تاريخ الميلاد : 01/02/1945 العمر : 79 تاريخ التسجيل : 16/04/2013 الموقع : منتديات رابطة محبي اللغة العربية العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش المزاج : راضٍ تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
| موضوع: رد: فن النقائض الشعري السبت 25 مايو 2013, 5:44 pm | |
| أخي الأستاذ محمد الصاوي شكرا لمرورك العطر وجزاك الله خيرا نعم أصبحت النقائض الشعرية ( تراثا ) يذكره التاريخ الأدبي العربي كظاهرة انتشرت يوما ما بما لها وما عليها لكن المساجلات الشعرية القريبة منها في التنافس على الإبداع الشعري على النمط الذي يبدأ به المساجِل خصمه ، والتي عادة كان يختار لها من الوزن والقافية والروي ما يُصَعِّبُ عليه المساجلة ، فيأتي بأفضل مما جاء به بعد أن يجاريه في اختياره بمهارة وتفوق وهذا من المعارضات الشعرية الناجحة التي كانت تعالج قضايا مختلفة في الحياة وليت شعراءنا اليوم يتبارون في معالجة القضايا الوطنية والاجتماعية بنفس البراعة والبلاغة التي كانت تعالج في فن النقائض مع كثرة ما بها من مثالب الموضوع والمضمون ولكنا نرى الكثيرين يتبارون في القصائد الغزلية وموضوعات الحب والتحدث عن المرأة وطلبها ، فإن أعطى الشعراء من إبداعاتهم قصائد ذات موضوعات تشمل جوانب الحياة بالإضافة إلى ما يشغلون بالهم به من قصائد الهوى والعشق والغرام لوجدوا إقبالا على شعرهم الهادف مما يمكن المحللين والبلاغيين والنقاد من تلقف تلك القصائد المنشودة وتناولها بالنقد البناء الذي يظهر جمالياتها وصور الإبداع فيها ، وهنا تروج البلاغة وفنونها ومراتبها أخي الكريم الأستاذ محمد الصاوي السيد حسين الأبيات التي ذكرتها في مساهمتك الطيبة للحطيئة الشاعر المخضرم وكان هجَّاء حتى أنه عندما لم يجد أحدا يهجوه هجا نفسه فقال : أرى لي وجها قبح الله شكله = فقبح من وجه وقبح حامله وقال : تقول لي العفراء لست لواحد = ولا اثنين فانظر كيف شر أؤلئكا تحياتي وشكري لتواصلك في منتداك وبيتك | |
|
محمد الصاوى عضو نشيط
عدد المساهمات : 32 تاريخ الميلاد : 20/10/1974 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 13/05/2013 الموقع : نادى أدب سوهاج العمل : معلم لغة عربية المزاج : غائم أحيانا تعاليق : الحمد لله رب العالمين
| موضوع: رد: فن النقائض الشعري السبت 25 مايو 2013, 7:11 pm | |
| تحياتى البيضاء نحن أستاذى لا نتحدث عن المساجلات فهى فن آخر فيه من الدماثة والخلق والمودة الكثير ، نحن نتحدث عن عنوان الموضوع " النقائض " وهى قصائد أموية لها جذرها الجاهلى الخبيث ،وكانت قائمة على الارتزاق بالسب واللعان كما سبق أن أشرت فى مداخلتى ، وهى فن كما تعرف أستاذى بعيد تماما عن المعارضات الشعرية أو المساجلات الأدبية ، النقائض هجاء محض ، وهجاء لا يهدف لبيان نقيض الجمال بل للارتزاق من القبح وادعائه إن لم يوجد ، كان للأسف فنا رخيصا بذيئا على ما فيه من لغة وخيال ملحوظة يسيرة أستاذى أن الأبيات الواردة هى للأخطل فى ذم جرير وموجودة فى ديوان الأخطل – تحقيق عبد الرحمن المصطاوى – دار المعرفة بيروت ص 145 ومطلع القصيدة - مازال فينا رباط الخيل معلمة – وفى كليب رباط الذل والعار
| |
|