تابـــــع :
بين اليزيدي والكسائي:
سأل أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي النحوي، الكسائيَّ عن قول الشاعر:
ما رأينا خرباً نقَّر عنه البيضَ صَفْرُ
لا يكون العير مُهراً لا يكونُ، المُهرُ مهرُ
فقال الكسائي: يجب أن يكون المهر منصوبا على أنه خبر كان وفي البيت على هذا التقدير إقواء.
وقال اليزيدي: بل الشعر صواب، لأن الكلام قد تم عند قوله (لا يكون) الثانية، وهي مؤكدة للأولى، ثم استأنف فقال: (المهر مهر). ثم ضرب بقلنسوته وقال: أنا أبو محمد.
وكان بحضرة الخليفة، فقال يحيى البرمكي: أتكتني بحضرة أمير المؤمنين؟ والله إن خطأ الكسائي مع حسن أدبه لأحسن من صوابك مع سوء أدبك.
فقال اليزيدي: إن حلاوة الظَّفر أذهبت عني التحفظ.
(طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (3/142))