كل إنسان بشر ، وليس كل بشر إنسان
فمعنى البشر : لفظ عام يطلق على كل مخلوق ظهر على سطح الأرض يسير على قدمين منتصب القامة
والإنسان : لفظ خاص بكل من كان من البشر مكلفا بمعرفة الله تعالى وعبادته
وقد وردت كلمة ( بشر ) منكرة بدون تعريف في القرآن الكريم أربع مرات للدلالة على عموميتها وشمولها للإنسان
الذي ذكر في القرآن أو أشير إلى ما يقصده في خمس وثلاثين مرة
وسوف نذكر أرقام الآيات الكريمة والسور التي وردت فيها كلمة ( بشر )
وكذلك بالنسبة لكلمة ( إنسان ) بترتيب نزول السور المكية والمدنية هكذا :
كلمة ( بشر ) جاءت في الآيات التالية معرفة ب ( ال ): 25 و29 و 31 و 36 من سورة المدثر ؛ بمعنى الإنسان في عمومه
ثم جاءت نكرة في : آية 24 من سورة القمر ؛ وتأتي معبرة عن الخلق الأول ، و آية 71 من سورة ص ( بشرا من طين )، و آية 47 من سورة المؤمنون ، وآية 28 من سورة الحجر ، وآية 54 من سورة الفرقان ، وآية 20 من سورة الروم
وقد ذكرت في أربعة مواضع بمعنى مخلوق ظاهر مع حسن وجمال ) ، وفي المواضع الأخرى ؛ استخدمت بمعنى عام هو ( مخلوق غير متميز أو بمعنى أعم ( مخلوق )
فإذا أريد تمييز هذا المخلوق أُلْحِقَتْ بالكلمة صفة مثل :( بشرا سويا ) و ( بشرا رسولا ) و( بشرا مثلكم ) فإن لم توصف كانت بمعنى عام ؛ مثل : ( ولم يمسسني بشر ) أي مخلوق على الإطلاق
ونخلص من ذلك أن كلمة بشر جاءت بمعان أربعة في القرآن الكريم :وأمام كل معنى دليل من الآيات الكريمة :
1- البشر : الظاهر على كل الكائنات ؛ وهذا هو المعنى الأصلي ؛ مثل :( قالت رب أني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ..)47 آل عمران
2- المخلوق بإطلاق ؛ وهو المعنى الأعم ؛ مثل ( ماكان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة.... )79 آل عمران
3- المخلوق غير المتميز ( وهو الوصف السلبي )؛ مثل : ( فقالوا أبشرا يهدوننا ..)الآية 6 التغابن
4- المخلوق المتميز :( وهو المعنى الإيجابي ) ؛ مثل :( بل أنتم بشر ممن خلق ...) 18 المائدة
وقد وردت كلمة ( بشر ) مرة واحدة مثناة
ونذكر في تكملة البحث في الموضوع القادم إن شاء الله عن كلمة ( إنسان منكرة ومعرفة )