محمد فهمي يوسفadmin
مؤسس المنتدى عدد المساهمات : 2476 تاريخ الميلاد : 01/02/1945 العمر : 79 تاريخ التسجيل : 16/04/2013 الموقع : رابطة محبي اللغة العربية العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش المزاج : راضٍ تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
| موضوع: شعر النقائض الأربعاء 12 نوفمبر 2014, 11:33 am | |
| نوع من فن الشعر العربي الجميل التي تقوم على الحوار الشعري بين شاعرين أوأكثر ؛ في قصائد تأخذ نفس البحر الشعري الذي صاغ عليه الشاعر أو الفئة الأولى قصيدته وعلى نفس الوزن والقافية التي بنى عليها كأن يبدأ الحوار في النقيضة على وزن البحر البسيط أو الكامل وعلى قافية الباء على سبيل المثال أو غيرها ثم يأتي المناقض من الفريق الثاني ( خصمه ) ليفند ما قال ويهدمه بنقيضه من الصفات على نفس البحر والوزن الشعري والقافية ؛ لدحض وتكذيب ما ساقه في قصيدته ، ثم يبني ما يرفع من شأن قصيدته هو ، وهكذا تظل المناقضات قائمة بينهما حتى ينتصر فريق على الآخر ، وتنتشر النقائض على ألسنة الناس بعد ذلك فتكون تراثا أدبيا إبداعيا يحكي تاريخ عصر من العصور ******* ومن أروع هذه النقائض ما دار في عصر صدر الإسلام بين الشاعرين ( حسان بن ثابت مدافعا عن الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ) وبين ( ابن الزبعرى مدافعا عن المشركين في مواجهة الإسلام) كانت مساجلات أدبية حفظها لنا تاريخ التراث العربي القديم في فن النقائض ؛ ومثلها وكذلك ما دار بين ( جرير والفرزدق ) في عصر بني أمية وغيرهم . ونذكر هنا ما دار بين حسان وابن الزبعرى في غزوة الخندق بين المسلمين وكفار قريش من الأحزاب المشركة وكان ابن الزبعرى يفتخر بجيش ( عيينة بن حصن ) في معركة الخندق في قصيدته التي مطلعها : حَيِّ الدِّيار مَحَا مَعَارِفَ رَسْمَها = طُولُ ا لبلى وَتَرَاوُحُ الأحْقَابِ وفيها يقول : جَيْشُ عُيَيْنَةَ قَاصِدٌ بِلِوَائهِ = فيه وصَخْرٌقائد الأحزابِ شهرًا وعشْرًا قاهرين محمدا = وصِحَابَهُ في الحربِ خيرُ صِحَاب لولا الخنادق غادروا من جمعهم = قتلى لطيرٍ سُغَّبٍ وذِئابِ إلى آخر قصيدته في النقائض العربية الشهيرة فيرد عليه حسان بن ثابت رضي الله عنه بأن جيش عُيَيْنَةَ هزمتهُ العواصف ورُدَّ على عقبيه مَغِيظًا بحماية الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ؛ في قصيدته التي مطلعها : هلْ رَسمُ دارِسة المقام يَبَابُ = متكلم لمحاورٍ بجوابِ وفيها يرد قائلا : جيش عيينة وابن حربٍ فيهمُ = متخمطون بحَلَبَةِ الأحزابِ حتى إذا وردوا المدينة وارتجوا= قَتْلَ الرسول ومغنمَ الأسلابِ وَغَدَوا علينا قادرين بأيْدِهِم = رُدُّوا بغَيْظِهِمُ على الأعْقَابِ بهبوب مُعْصِفَةٍ تُفَرِّقُ جَمْعَهُم = وجنودُ رَبِّكَ سيدِ الأرْبَابِ فَكَفَى الإلهُ المؤمنينَ قِتَالهم = وأثابهم في الأجرِ خَيْرَ ثوابِ والتي يعتبر فيها نقاد العرب القدامى أن الشاعر حسان بن ثابت انتصر فيها على خصمه بما وضحه من حجج باهرة فندت أباطيل ابن الزبعرى في نقيضته معه وهذه هي النقائض الشعرية في فن الشعر العربي التي حفظ التراث الكثير منها بين جرير والفرزدق وغيرهما؛ والتي مازال الشعراء يحتذونها في حواراتهم التنافسية في مساجلة الشعر | |
|
محمد فهمي يوسفadmin
مؤسس المنتدى عدد المساهمات : 2476 تاريخ الميلاد : 01/02/1945 العمر : 79 تاريخ التسجيل : 16/04/2013 الموقع : رابطة محبي اللغة العربية العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش المزاج : راضٍ تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
| موضوع: رد: شعر النقائض الجمعة 14 نوفمبر 2014, 10:36 pm | |
| ومن شعر النقائض مادار بين جرير والفرزدق والبعيث من هجاء في العصر الأموي : الطاعة والمعصية في بيت شِعْرٍولما اتَّقَى القَيْنُ العراقي باسْتِهِ = فَرَغْتُ إلى العبدِ المُقَيَّدِ في الحِجْلِمعنى المفردات : اتقى : احتمى وحفظ نفسه ، القينُ : التابع أو الحداد ، استه : عراقته ، وقدمه الحجل : يقال للقيد حِجْلٌ لأنه يقع مكان الخلخال من الرِجْلِ وعرضت هذا البيت لأوضح معناه ؛ وأبينَ أن فيه ما يعلمنا خيرا وشرا فنفعل الخير المحمود ، ونتجنب الشر المكروه معنى البيت : عندما هجوت (البعيث ؛(التابع الحداد) الفخور بِقِدَمِهِ وعراقة أهله ،وعيرته بقبيلته ، عَمَدْتُ إلى ( الفرزدق = العبد ) الذي قيد نفسه في القيد مثل العبد والبعيث من رهطه ، فهجوته وعيرته كذلك . وقائل البيت هو : جرير يهجو ويُعَيِّر (البعيث والفرزدق) الذي تعرض له ودافع عنه وهذا هو الجانب المذموم من البيت :( الشر المكروه الذي يثير العصبيات والفتن التي تبعث الحروب والبغضاء بين الناس ) أما الجانب المحمود في البيت فهو : أن الفرزدق قيد نفسه وأقسم ألا يَحُلَّها حتى يحفظ القرآن الكريم . والمقصود الالتزام بمعرفة الحق وحفظ لغة القرآن وآياته وتدبرها مهما عاندته النفس فهو يهذبها ويلزمها بالطاعة والشعراء الثلاثة عاشوا في العصر الأموي وهم بشر لهم أخطاؤهم مثلنا ، وعلى المؤمن أن يقلد الصواب الحلال المشروع فعلا وقولا ، ويتجنب الباطل المكروه فلا يشتم أو يذم أو يهجو أحدا فكلُّ البشر عيوب وعلينا أن نصلح أنفسنا قبل أن نعيب غيرنا . | |
|