عن ذكر الله تعالى بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم عند البدء في أمر من أمور المسلم :
روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كلُّ أمرٍ ذي بال لا يُبْدَأُ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع)
المحدث النووي في الأذكار صفحة 149وهو حديث حسنٌ رُوِيَ موصولا ومرسلا ورواية الموصول إسنادها جيد
وروى ابن دقيق العيد في شرح الأربعين النووية للإمام النووي من حديث صحيح قال : قال صلى الله عليه وسلم :
( كل أمرٍ لا يُبدأُ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم وبالحمد لله أو بحمد الله أو بذكر الله فهو أجزم أو أقطع أو أبتر )
وقد عَدَّدَ العلماء فضائل ( البسملة ) ومن بعضها نذكر تلك الأمثلة
قال الجصاص :الأمر باستفتاح الأمور بالبسملة للتبرك وتعظيم الله عزَّ وجلَّ من العبادة الصالحة المجزي عنها صاحبُها ،
وذِكرُها على الذبيحة شعار وعلم من أعلام الدين الإسلامي لطرد الشيطان.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا سمى العبد على طعامه لم ينل منه الشيطان معه ، وإذا لم يُسَمِّ نال منه معه)
وفي ذلك مخالفة المشركين الذين يفتتحون أمورهم بذكر الأصنام
وفيه دلالة من قائله على انقطاعه لله تعالى ولجوئه إليه وإقراره له بالألوهية والاستعانة به سبحانه وتعالى.
وعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال : كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصفحة (وهي إناء الطعام )،فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ياغلام سَمِّ الله وكُلْ بيَمينِك ، وكُلْ مما يليك ، فما زالت تلك طعمتي بعدُ )
وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( لا وُضُوءَ لِمَنْ لمْ يذكرْ اسم الله عليه )، وعن أبي هريرة رضي الله عنه في نفس الأمر قال عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال : (لا صلاةَ لمن لا وضوءَ له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه )
وعن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل طعاما في ستة نفرِ من أصحابه ، فجاء أعرابي فأكله بلُقْمتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم :(أما إنه لو كان ذكر الله لكفاكم ، فإذا أكلَ أحدكم طعاما فليذكر اسم الله ، فإن نسيَ أن يذكر اسم الله في أوله فليقل باسم الله أوله وآخره )
وهناك أدلة كثيرة في السنة النبوية المطهرة تدل على استحباب البسملة وذكر الله في بدئها ومن هذه الأمور على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
1- عند دخول البيت والخروج منه ( حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء.......)
وعند الخروج عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قال إذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له : كُفِيتَ وَوُقيتَ وتنحى الشيطان عنه )
2- عند غلق الأبواب وتغطية الآنية من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ، وأوكوا قِرَبكم واذكروا اسم الله ، واطفئوا مصابيحها )
3- عند النوم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخله إزاره فلينفضِ بها فراشه ، وليُسَمِّ الله .)
4- وعند الاستشفاء والرقية والدعاء للمريض نُسِمِّ الله :
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( بسم الله تربة أرضنا بريقةِ بعضنا يُشْفَى سقيمنا بإذن ربنا )
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا محمد أَشْتَكيْتَ ؟!فقال : نعم ، قال : باسم الله أرقيك من كلِّ شيءٍ يؤذيك ، من شرِّ كل نفس أو عين حاسد .اللهُ يشفيك باسم الله أرقيك )
5- والتسمية باسم الله الرحمن الرحيم تحفظ من كل سوءٍ:
فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( مامن عبدٍ يقول في صباح كلِّ يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يَضُرُّه شيءٌ) مع اعتقاد حسنٍ ونية خالصة لله
ومن هذه الروايات نتعلم فضل البسملة في حياة المؤمن ونحرص على أن نبدأ أمورنا كلها بذكر الله وحمده وتسبيحه لنحيا حياة إيمانية ترضي ربنا سبحانه وتعالى ، وتجعلنا من الصالحين المقبولين عنده جلَّ وعلا .