الحمد لله رب العالمين، له الملك يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وصلى الله على سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن للعقيدة الإسلامية أثر عميق في حياة الإنسان، فهي توقظ ضميره وتجعل منه إنسانا يخشى الله في كل عمل يؤديه أو حركة يقوم بها، وتشعره بمسؤوليته أمام الله تعالى المطلع عليه فيما يسر ويعلن .
و هي تقدم للإنسان حافزا أخلاقيا في جميع مناحي الحياة، لأنها تعتبر البشر كلهم مخلوقات الله يموتون ثم يبعثون ويحاسبون على أعمالهم، وليس لأحد على أحد مزية خاصة أو حق زائد أو فضل إلا بالتقوى والعمل الصالح، وفي هذا يقول الله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير).
وهي أيضا الدافع إلى العمل والإنتاج لأنها اعتبرت الإنسان مستخلفا في الأرض، وأن الله سخر له كل ما عليها من حيوان ونبات وجماد ليعمرها ويستثمر خيراتها وكنوزها بما يرضي الله ووفق شريعة الله، وفي هذا يقول الله تعالى: (وقل اعملوا، فسيرى الله عملكم و رسوله و المومنون).