الأخ الأستاذ/ رشيد
موضوع جميل من لغة جميلة بقلم مميز ، يختار موضوعاتٍ شائقةٍ متميزة
( لطائف عربية ) فشكرا لك ووفقك الله
يمكن أن أضيف توضيحا علميا مفيدا ، حول طرفتك بعد استئذانك
أقول وبتوفيق من الله :
في بلاغتنا العربية، راقية الكلام المبدعة باب يسمى :( باب العكس والطرد )
وهو مأخوذ ومستلهم من بلاغة القرآن الكريم الإعجازية كلام الحق المبين الذي قال فيه ربنا سبحانه وتعالى :
( ما فرطنا في الكتاب من شيءٍ )
هناك جملة قصيرة في آية حكيمة من كتاب الله تعالى، اشتملت على الإشارة إلى هذا الباب العلمي وهو :
( العكس والطرد ) في الأسلوب ؛ بمعنى قراءة حروف الجملة أو العبارة من
اليمين إلى اليسار بمعنى يساوي معناها من اليسار إلى اليمين
معكوسا بعد نثر كلماتها بالحروف المفردة ، أو العكس أي: بمعنى يناقض معناها المفهوم من قراءتها
من اليمين إلى اليسار وهكذا نحو الآية الثالثة من سورة المدثر
و( ربكَ فكبر ) بدون واو العطف المذكورة في صدر الآية :
فحروفها ( ر ب ك ف ك ب ر ) تقرأ من الجهتين بنفس المعنى ( طلب تكبير الله
وتعظيمه جل وعلا ( الله أكبر )
والتكبير والتحميد مطلوب الإكثار منه في أفضل أيامنا التي نعيشها
في العشر الأوائل من ذي الحجة
لنيل ثواب التلبية مع حجاج بيت الله الحرام .
وكما اصطنع أصحاب الصنعة البلاغية عبارة تقليدا لصياغتها ــ حاشا لله ــ في إعجازه وكماله ، فقالوا :
( بكر معلق بقلع مركب ) وحروفها : ( ب ك ر م ع ل ق ب ق ل م ر ك ب )
وهذا هو العكس والطرد في جانبه الأول ( تساوي المعنيين ) من ( الجهتين ) في البلاغة العربية
ولنا مع الجانب الثاني إن شاء الله وقفة أخرى مع ( لطائف لغوية ) موضوعك الجميل .