الدين النصيحة

أنزل الله تعالى سورة من القرآن الكريم
تحث على الترابط بالنصح والتوصية به بين المسلمين
وهذه السورة هي ( سورة العصر )
يقسم المولى سبحانه وتعالى بهذا الوقت ( العصر ) لعظم قيمته عنده
إن الإنسان يحيا في خسران وضلال وبعد عن طريق الله تعالى 
ثم يستثني ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات )
ويكون ذلك ليس بكثرة عبادتهم ورغبتهم لأنفسهم في الثواب من الله
وإنما بتواصيهم بعضهم بعضا بالنصح والحكمة والموعظة الحسنة
( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )
على الناس أن تصبر وتثابر على النصيحة بالخير والإصلاح واتباع الحق
لايثنيهم عن ذلك خوف من ظالم أو استهزاء من متكبر عات لا يعرف معنى
النصيحة الواجبة ونتائجها الطيبة عليه وعلى من ينتفع بها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى حديثا شريفا من جوامع كلمه
صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ،
فسأل الصحابة رضوان الله عليهم : لمن يا رسول الله ؟
؟قال : لله ورسوله وكتبه ولأئمة المسلمين وعامتهم )
وإذا اتبع كل مسلم هذا المنهج القويم الذي يرضي الله ورسوله لعاش الناس
في خير وسعادة في دنياهم ونعموا بثواب الله في آخرتهم لاتباع ما يرضيه
وإن الناصح له درجات أقلها الذي يستنكر الباطل والظلم والضلال بقلبه
ويمتعض له وجهه غضبا
ويرتفع عنه من ينصح بالكلمة الموجهة الهادفة برفق وحكمة ولين في السر
مع كل إنسان يحتاج للنصح ولو كان حاكما أو رئيسا دون أن يخشى في الله لومة لائم
ويرتقي عنه كل من وقف بالنصيحة لتغيير فساد أو باطل أو ضلال برد
الظالم عن ظلمه وإيقافه عن باطله وفساده وشره بالعمل للخير والإصلاح  بما لا يضر
به نفسه ولا غيره ، حتى ولو بالتظاهر السلمي المنادي بالنصيحة وعدم الخلاف
والدعوة إلى وحدة المسلمين وعدم تفرقهم في وجه الظلم والفساد والشر متحملين
ما يقوم به الظلمة من منع وتكميم لأفواه المنادين بالحق في صبر وإيمان
فالله مع دعاة الخير والصلاح ويمهل الظالم حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر

الدين النصيحة
 
الحديث  (عن أبى رقية تميم بن أوس الدارى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
(الدين النصيحة)قلنا لمن يا رسول الله قال وسلم
لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
                                          رواه مسلم فى صحيحه
وقد روى هذا الحديث خمسة من أعلام الصحابة رضى الله عنهم أجمعين
تيميم بن أوس ـ وابن عمر ـوابن عباس  ـ وأبو هريرة
والنصيحة فى هذا الحديث جاءت بمعنى ( الدين كله ) لأن الدين كله نصح               
فالحض على الصلاة نصح والصيام نصح والأمر بالمعروف نصح زالنهى عن المنكر نصح
والإستقامة نصح والإحسان نصح
قال بن رجب فى تفسيره :أن هذا الحديث يخص جميع خصال الإسلام والإيمان
وقال النووى :حديث عظيم الشأن وعليه مدار الإسلام
والنصيحة من مادة نصح بمعنى ملائمة بين شيئين وإصلاح لهما
وأصل ذلك (الناصح ) بمعنى الخياط
والنصيحة خلاف الغش فيقال Lنصحتة )  و  ( أنصحه )
قال الراغب :النصح مأخوذ من قولهم (نصحت له الود ) أى أخلصت له
أو قولهم (نصحت الجلد ) أى خطته
والنصيحة جملة (تعبر إرادة الخير )كما قال الخطابى رحمه الله
والنصيحة هى إحدى وظائف الأنبياء
كما جــــــــــــــــــــاء فى القرآن الكريم
أنظر سورة الأعراف أية73؛62؛68؛79؛
 والنصيحة لها جزاء مرموق عند الله سبحان وتعالى  وبهذا بمثابة صمام الأمان
للمسلم وعطائه لأخيه وعى الإنسان أن يتقبل النصح من أخيه ولا يكن نافرا
غير راغب فى النصح فقد يكون قبول النصح سببا فى نجاته من شر كاد أن يقع فيه فى دنياه
أو خسارة فى آخرته
فالنصيحة هى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
                                    صحيح مسلم
لسان العرب
صيد الفوائد

جزاك الله خيرا
أستاذ سيد يوسف مرسي
على إضافتك القيمة
عن النصح لله بالخير
وفائدته وثوابه

قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله
إنه ليقف خاطري في المسألة -والشيء-...أو الحالة التي  تشكل علي
فأستغفر الله تعالى -ألف-مرة -حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما أشكل
-وقد أكون أنا في السوق أو في المسجد أو في المدرسة ؛لايمنعني ذلك من الذكر
والإستغفار ...إلى أن أنا مطلوبي

 سعاده 

من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على النصح عند المشورة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« حق المسلم على المسلم ست،قيل: ما هن يا رسول الله ؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه ،وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه ».  رواه مسلم في صحيحه،رقم الحديث: (2116)