النشاط المصاحب واللغة العربية

ظهر في العقدين الرابع والخامس من هذا القرن اتجاه تربوي حديث بجعل النشاط المدرسي له دور بارز في عملية تطوير المناهج
التدريسية ، وهو يدخل في الجانب التطبيقي المعتمد أساسا على الممارسة العملية ودور النشاط في بناء شخصية التلميذ المتكاملة
فممارسة أنشطة اختيارية مصاحبة
للمواد الدراسية تنمي هوية التلميذ
وتزيد من قدراتهم على الإنجاز الأكاديمي
وينمي الذكاء الاجتماعي لديهم
ويهيئ لهم الانتقال من المجتمع المدرسي الصغير إلى عالم أوسع
والأنشطة ترسخ ما يتعلمه التلاميذ داخل حجرات الدراسة
وتخلق فيهم روح القيادة والخلق والابتكار والإبداع الفكري والعملي ومن هنا ترتفع نسبة الذكاء عندهم
ومنها الأنشطة اللغوية المتعلقة بالمنهج المطور للغة العربية كالثقافية والاجتماعية والفنية واللغوية وغيرها
فالحديث في مجلس المدرسة باللغة العربية ـ ومجلس الطلبة ـ ومجلس الصف الدراسي ـ وجماعة الاستقبال والمناسبات
ونادي اللغة العربية ـ والكتابة في الصحافة المدرسية ـ والإذاعة المدرسية ـ وجماعة التمثيل والمسرح ـ والجماعة الأدبية ـ وجماعة الخطابة ـ
وجماعة القراءة الحرة ـ وجماعة التربية الخلقية ـ والجماعة الثقافية ـ وجماعة
المحاضرات والندوات ـ وجماعة الأخبار والإعلانات الجدارية و جماعة الخط العربي ـ وجماعة أصدقاء المكتبة ـ والجماعات الدينية ـ وجماعة الحفلات المدرسية ـ و جماعة النشرات والدوريات العلمية ـ
جماعة المراسلات والصداقة ....إلخ .
وينبغي أن يجعل النشاط ضمن عملية التقويم للتلميذ والمعلم
وتشجيع المسابقات ورصد الحوافز , وإقامة المعارض للخط العربي والصحافة ودعوة المتخصصين والمسئولين وأولياء الأمور للاطلاع على ثمار النشاط المدرسي المصاحب للمنهج التعليمي والنشاط اللغوي ، وتدريبهم على حسن الأداء وجودة الإلقاء ، والجرأة على
الارتجال وسرعة الخاطر ، وتعويدهم على الاعتماد على النفس
ولا يخفى ما في الجانب الثقافي من الاختيارات الأدبية من الأشعار والكتابات الهادفة والطرائف والأقوال المأثورة في الأدب العربي
ومن أهداف مساندتها لمنهج اللغة العربية أنها تدرب على ميادين القول وفنون الكتابة وآداب الحديث وقيم الحوار الأخلاقية في اللقاء مع
الشخصيات العامة المختلفة
وهي تدفع التلاميذ إلى التوسع في القراءة وإجادة الفهم والقدرة على التمرس بألوان النقد والتعليق وتدرب على التعاون والعمل في فريق لتحقيق الهدف التعليمي الناجح
في هذا النشاط المصاحب

شُكر من الأعماق أديبنا العزيز السيّد مُحَمَّد على كَتَبْتَهُ من كلمات هامَّة جِدَّاً تدعو إلى صَحْوَة الفِكر والعَمَل على إرْساء دعائم الثَّقافَة والتَّمَسُّك بِلُغتنا الأمّ اللغة العربيَّة الفُصْحى. 
ودونما شَكّ، فإن تَعَلُّم لُغات أخرى إضافَة إلى اللغة الأم، يزيد من ثقافة المَرْئ وإقْباله على فَهم أبناء الشّعوب الأخرى تطبيقاً لِما وَرَدَ في الآية الكريمة: 
"  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)


صَدَق الله العظيم.


بوركت أديبنا العزيز السيّد مُحَمَّد ودام عطاؤك الفريد المعهود دائماً وأبَداً.