محمد فهمي يوسفadmin المدير العام (1)
مؤسس المنتدى عدد المساهمات : 2487 تاريخ الميلاد : 01/02/1945 العمر : 79 تاريخ التسجيل : 16/04/2013 الموقع : منتديات رابطة محبي اللغة العربية العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش المزاج : راضٍ تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
| موضوع: كيف نجح الشعر الحر ؟ الأربعاء 16 أبريل 2014, 4:53 pm | |
| شعر التفعيلة أو الشعر الجديد أو مأ يطلق عليه اليوم ( الشعر الحر ) وهو شعر السطر الشعري أو الدفقة الشعورية التي تطول وتقصر حسب الفكرة والانفعال والتأثر بها والخيال الذي يصورها وطبيعة هذا اللون من الفن الشعري طبيعة موسيقية بلا شك وقد ظهر عند الشاعرة العراقية ( نازك الملائكة ) التي قننت لقواعده وأصوله في أعقاب الحرب العالمية الثانية 1945 واعطته التبرير الفني الشاعري ، ودافعت عنه بحماس وشدة متخذة من القواعد الخليلية للتفعيلة والوزن الشعري في القصيدة أساسا ومنهجا لانتاجها الشعري فيه فقد قدمت لديوانها ( شظايا ورماد ) أول بيان واضح عن الشكل الموسيقي لهذا الفن المستحدث وهو ( شعر التفعيلة أو الشعر الحر ) حيث قالت في المقدمة لديوانها : ( وهذا الشعر ليس خروجا على طريقة الخليل بن أحمد إنما هو تعديل لها وتطوير يتطلبه تطور المعاني والأساليب العصرية التي تفصلنا عن أوزان الخليل ) ونحن نضيف إلى الدفاع عن الحملة الشرسة التي شنها النقاد ومنهم طه حسين عميد الأدب العربي على الشعراء المحدثين الذين اتجهوا إلى الإبداع بغزارة في هذا الاتجاه الشعري الجديد حتى أثبتوا مقدرتهم على مواجهة الهجوم على التطور في فن الشعر نضيف أن كل جديد له حساسية من الشعراء المحافظين أصحاب فكر القصيدة العمودية الملتزمة ذات البيت المستقل والوزن المعروف أن التزام شعراء المدرسة الحرة التزموا بقواعد شعر التفعيلة الذي لا يخرج عن اوزان البحور الشعرية عند الخليل بن احمد ولم يلقوا بالا للهجوم عليهم بمواصلة انتاجهم في شتى موضوعات الشعر التقليدي المحافظ بمهارة وتفوق وإضافة المستحدثات العصرية فإذا كان بحر الكامل عند الخليل يتمثل في التفعيلات النالية : متفاعلن متفاعلن متفاعلن = متفاعلن متفاعلن متفاعلن ( ست مرات ) في كل بيت مثل : كفايَ ترتعشان أين سكينتي ؟ = شفتاي تصطخبان أين هدوئي ؟ فإن الشاعرة نازك الملائكة ؛ قد تلاعبت بالأوزان والتفعيلات في مهارة ودقة في نفس البحر الكامل ففي مقطع من قصيدتها ( جدران وظلال ) تقول : وهناك في الأعماق شيءٌ جامد ---- فالوزن :( متفاعلن متفاعلن متفاعلُ ) حجزتْ بلادته المساء عن النهار------،، ( متفاعلن متفاعلن متفاعلات ) شيء رهيب بارد ---------------------( متفاعلن متفاعل ) خلف الستار -------------------------( متفاعلات ) يدعى جدار --------------------------( متفاعلات ) اواه لو هدم الجدار --------------------( متفاعلن متفاعلات ) وبهذا نلحظ أنها لم تخرج عن قواعد استخدام الوزن للبحر الشعري الكامل فقد استخدمت الزحاف والمد في القافية كما يستخدم في القصيدة التقليدية ولقد أثبت شعراء مدرسة التفعيلة أو الشعر الحر أن شعرهم أقرب الأنواع إلى الموسيقا الحديثة لما فيه من إيقاعات متنوعة ومتطورة تعتبر أكثر ملاءمة وأدق تعبيرا بدفقاتها الشعورية لعواطف الإنسان العصري وانفعالاته وسرعة حركة العصر ، وتطوره ولقد انتهج كثير من الشعراء قواعد تلك المدرسة بالإضافة إلى استمرارهم في قول الشعر العمودي فإن ظهور مدرسة جديدة للفن الشعري لايقضي على وجود المدارس القديمة انتهج المدرسة الجديدة نزار قباني ، أحمد عبد المعطي حجازي ، وبدر شاكر السياب وغيرهم يقول بدر شاكر السياب في قصيدته ( أنشودة المطر ): أتعلمين أي حزنٍ يبعث المطر ؟ وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟ بلا انتهاء كالدم .كالأطفال . كالموتى هو المطر ومقلتاك بي تطيفان مع المطر وعبر أمواج الخليج تمسح البروق سواحل العراق بالنجوم والمحار كأنها تهم بالشروق فيسحب الليل عليها من دم دثار أصبح بالخليج يا خليجُ يا واهب اللؤلؤ والمحار الردى فيرجع الصدى كأنه النشيج يا خليج يا واهب المحار والردى | |
|