محمد فهمي يوسفadmin المدير العام (1)
مؤسس المنتدى عدد المساهمات : 2487 تاريخ الميلاد : 01/02/1945 العمر : 79 تاريخ التسجيل : 16/04/2013 الموقع : منتديات رابطة محبي اللغة العربية العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش المزاج : راضٍ تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
| موضوع: الأسلوب وضوابطه في اللغة العربية الإثنين 05 أكتوبر 2015, 9:32 pm | |
| كيف يكون الأسلوب مطابقا لعقلية السامعين ؟ ================= الأسلوب البلاغي ينبغي ملاءمته لعقلية القائل أو الكاتب ، وعقلية السامع أو القاريء؛ فلايأتي عاليا بعيد الأغوار والعمق يصعب فهمه ، بل يجب أن يكون في متناول عقولهم يمكن إدراكه بيسر وسهولة ، وهذا يتأتى بوسائل كثيرة منها ؛ معرفة القائل أو الكاتب بعلم تام عقليات من يخاطبهم أو يكتب إليهم وطبائعهم أن يمهر في إجادة أفكاره ولغته واختيار موضوعه ، وأيضا يدرس فوق ذلك عقلية القاريء ومحاولة كتابة إبداعه الأدبي من الشعر أو القصة أو المقال أو أي فن من فنون اللغة على النمط الذي يفهمه ، وأن يشعر بالصعوبات التي قد يجدها المتلقي فيذللها له . ولقد عاب بعض النقاد غموض شعر أبي تمام ، بعد نيل مقاصد أخيلته في إبداعه الشعري ؛ ولما سأله سائل : لمَ لا تقولُ ما يفهم ؟! رد عليه أبو تمام قائلا : وأنت لمَ لا تفهم ما يقال ؟! وإذا كان لي الحق في التعليق على مقالة السائل وإجابة الشاعر :" فالحق مع السائل ، لا مع الشاعر أبي تمام ,, لأنه من شروط البيان اللغوي في البلاغة : مطابقة الأسلوب لمقتضى الحال كما قال العرب في تراثهم عن اللغة الفصحى. فكان على الشاعر أولا أن يراعي عقلية جمهور السامعين ؛ لا الخاصة وحدهم . كما أخطأ المتنبي في قوله : أنام ملء جفوني عن شواردها = ويسهر الخلق جراها ويختصموا لأنه يتعب المتلقين لشعره في الفهم والتأويل لمقصوده ومضمونه ، مع أن شعر المتنبي كان أوضح من شعر أبي تمام في صوره وأخيلته وهناك أيضا ضرورة مطابقة الأسلوب لموضوع المناسبة أو النص الإبداعي الأدبي : والموضوعات تختلف في طبيعتها ؛ ضعة ورقيا ، وتختلف الأفكار كذلك سذاجة وتعقدا ، وسهولة وصعوبة ؛ والواجب أن يساير أسلوب الأديب هذه الموضوعات والمعاني التي تعبر عنها ؛ فيأتي سهلا في الموضوعات السهلة ذات المعاني البسيطة ، فهناك من الموضوعات ما يناسبه الإطناب ، وموضوعات أخرى لايناسبها ذلك بل تتطلب الإيجاز وهكذا وأما عن كيفية الوصول إلى تحقيق ذلك الهدف البياني في أساليب الأدباء ، فيكون بالاطلاع الكثير على النماذج الأدبية الجيدة ، والاستفادة منها في تربية الذوق الأدبي عند الكاتب أو الشاعر ليختار من خبراته التي تعلمها مناسبة أسلوبه للموضوع الذي يرغب في الحديث عنه أو الكتابة فيه . وهذا الذوق بعضه غريزي فطري يعتمد على الموهبة البيانية اللغوية لدي الأديب ، وبعضه الآخر مكتسب بالمخالطة والمعاشرة والقراءة للأدباء المجيدين في الكتب الأدبية الراقية ، وبالمرانة على الكتابة ، وتقبل النقد لتصويب أخطاء اللغة والأسلوب . وهنا يتمكن الأديب من إدراك الألفاظ والأساليب التي تناسب موضوعاته ، ويعرف ما يحتاج منها إلى قوة وما يحتاج إلى فكاهة ، وما يناسب المقام الذي يتناوله في موضوعه ليوائم الذوق في حديثه ولنضرب كذلك مثالا على سوء مخالفة الأسلوب للموضوع ، ونتائجه على الأديب : يروى أن المعتصم الخليفة العباسي بنى قصرا عظيما ، وأراد أن يحتفي ببنائه وسط الناس ، فجمع من أهله وأصحابه وشعرائه جمعا كبيرا ؛ وأجلس الناس منازلهم اللائقة بكل منهم ، فما رأى الناس أحسن من ذلك اليوم ؛ وأذن للشعراء والمتحدثين أن يتكلموا ، فقال أحدهم ( وهو أبو اسحق بن إبراهيم الموصلي ) أول بيت في قصيدته على مثال ماكان العرب في الجاهلية يبدأون به قصائدهم من ذكر الآثار البالية والأطلال والدمن : يا دار غيرك البلى فمحاك = يا ليت شعري ما الذي أبلاك؟! فتطير الخليفة وانقبض الناس من بداية القصيدة ، وعمهم الأسف والغضب !! وأبعد الخليفة الشاعر عن مجلسه ؛ لأن أسلوبه جاء مخالفا لمطابقة الموضوع ، وعدم توفيقه في الذوق الأدبي البياني . والأمر الثالث المهم في مطابقة الأسلوب هو أن يطابق نفس صاحبه المتحدث أو الكاتب ، حتى لا يأتي متكلفا ، مقلدا غيره فيمحو شخصيته وأسلوبه المعروف عنه ، ويخرج كلامه سمجا ثقيل الظل فكثيرا ما نرى متحدثا يحسن الحديث موافقا لمقتضى ما بداخله من معايشة لتجربته الأدبية في الكلام ، فإذا ما كتب ، جاءت كتابته ضعيفة البيان أو غامضة المفهوم ، لأنه في الأولى طابق نفسه وهواه ومشاعره ووجدانه ، وفي الثانية تابع غيره في أسلوبه فخرج الكلام من روح غير روحه فعيب عليه . ألا ترى عندما تطلب من شخص لايوافق نفسه ما يفعل حاكم أو رئيس لا له ولا لغيره من أفراد الناس ، ثم يطلب منه أن يمدحه في عيد ميلاده أو يمدح منجزات ٍ له لا يرتضيها لأنها تحقق مصالح شخصية لأفراد عائلته وحاشيته دون جماهير الناس ، فتسمعه يأتي بعبارات متكلفة منافقة لا توافق ضميره أو ما تمليه عليه نفسه الخلاقة المبدعة ، حتى وإن كان من أبرع الأدباء في اختيار أساليبه وموضوعاته . هذه باختصار أمور مهمة تلزم الأديب ليجود أسلوب كتابته ، وتهذيب كتابته والارتقاء بلغتة وبيانه ، واكتساب حب جماهيره وصنع المجد لإبداعه الأدبي.
عدل سابقا من قبل محمد فهمي يوسف في الثلاثاء 19 يناير 2016, 11:55 am عدل 3 مرات | |
|
بسمة العثماني
عدد المساهمات : 17 تاريخ الميلاد : 23/12/1992 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 23/08/2015 الموقع : مكة المكرمة العمل : خريجة جامعية المزاج : ألحملله تعاليق : سأكون يوما ما اريد
| موضوع: راااائع الإثنين 21 ديسمبر 2015, 3:23 pm | |
| بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك... | |
|
محمد فهمي يوسفadmin المدير العام (1)
مؤسس المنتدى عدد المساهمات : 2487 تاريخ الميلاد : 01/02/1945 العمر : 79 تاريخ التسجيل : 16/04/2013 الموقع : منتديات رابطة محبي اللغة العربية العمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاش المزاج : راضٍ تعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
| موضوع: رد: الأسلوب وضوابطه في اللغة العربية الثلاثاء 19 يناير 2016, 11:59 am | |
| جزاك الله خيرا أستاذة بسمة العثماني كنت أود أن تردي على رسالتي لك في الترشيح للإشراف ليتك تفعلين | |
|