طرائف ولطائف من التراث العربي الإسلامي

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

قال رجل لصاحب منزل:أصلح خشب هذا السقف فإنه يقرقع.قال :لا تخف فإنه يسبح.قال:إني أخاف أن تدركه رقة فيسجد.
مقتطف من كتاب "المستطرف من كل فن مستظرف"
لشهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح الأبشيهي (790 / 850هـ).

"وجدت امرأة أشعب دينارا فأتته به،فقال ادفعيه إلي حتى يلد لك في كل أسبوع درهمين،فدفعته إليه،فصار يدفع إليها في كل أسبوع درهمين، فلما كان في الأسبوع الرابع طلبته منه،فقال لها: مات في النفاس،فقالت:ويلي عليك! كيف يموت الدينار؟ فقال لها:الويل لك على أهلك،كيف تصدقين بولادته وتنكرين موته في نفاسه؟".
"جمع الجواهر في الملح والنوادر" الحصري

حكى الأصمعي قال:ضلت لي إبل،فخرجت في طلبها،وكان البرد شديدا،فالتجأت إلى حي من أحياء العرب،وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد وينشد:

أيا رب إن البرد أصبح حالكا وأنت بحالي يا إلهي أعلم

فإن كنت يوما في جهنم مدخلي ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم

"المستطرف من كل فن مستظرف" الإبشيهي

" كان ببغداد طبيب اسمه نعمان لا ينجح مريض على يديه، فقال فيه بعض الشعراء:
أقول لنعمـانٍ وقـد سـاق طـبّـه نفوساً نفيسات إلى داخـل الأرض
أبا منذر أفنيت فاستبق بـعـضـنـا حنانيك بعض الشر أهون من بعض"

" جمع الجواهر في الملح والنوادر"

" قيل لأشعب : ما بلغ من طمعك ؟ قال: ما رأيت عروساً تزف إلا وظننتها لي، ولا رأيت جنازة إلا وظننت أن صاحبها أوصى لي بشيء. ولقد أطاف بي مرة صبيان فنادوا: يا أشعب ! يا أشعب ! فأضجروني، فدفعتهم عني بأن قلت لهم: دار فلان تَهَبُ، فبادروا. فلما وَلَّوْا ظننت أني صادق، فتبعتهم".

" جمع الجواهر في الملح والنوادر"

"قال بعض البخلاء لغلامه: هات الطعام وأغلق الباب. فقال: يا مولاي؛ هذا خطأ، إنما يقال: أغلق الباب وهات الطعام. فقال له: أنت حر لوجه الله لمعرفتك بالحزم".
" جمع الجواهر في الملح والنوادر".

دخل أعرابي من ثقيف على خالد بن عبد الله القسري، فشكا إليه قلة المطر، وجفوف الشجر، وكثرة العيال، وعدم المال. وكان خالد مبغضاً لثقيف، فقال: أما ما ذكرته من قلة المطر فوددت أن الله جل اسمه ضرب بينكم وبين السماء صفائح من حديد؛ وجعل مسيلها مما يلي البحر، فلا تصل إليكم قطرة من مائها. وأما ما ذكرت من يبس الشجر فوددت أن الله أحرق ما لديكم من ذلك. وأما ما ذكرت من قلة المال وكثرة العيال فوددت أن الله قطع يديك ورجليك ولم يجعل لأهلك كاسباً غيرك.
فقال: أيها الأمير؛ أصلحك الله، وطئت أرضك، وأملت رفدك، فلا تصرفني بحسرة الحرمان، واجعل قراي منك بقدر أملي فيك، لا بقدر نسبي عندك. قال: يا غلام، أعطه بدرة، ثم زاده أخرى".

" جمع الجواهر في الملح والنوادر"

أستاذة الزهرة أحمد
جزاك الله خيرا
لا أراك مثل هذا البخيل
حاشانا الله عن البخل والشح وما يجلبان على صاحبهما من الحرمان من عطاء الله
لقد أضحكتِني بما وصف به الغلام مولاه البخيل
فكان ثوابه العتق لوجه الله تعالى على حسن وصفه
فإحضار الطعام قبل غلق الباب يجعل رائحته تجذب الضيوف والزوار على البخيل
وهذا ما لايحبه ولا يرغب فيه ، أما غلق الباب قبل إحضار الطعام فسيجعله لا يستقبل
أحدا ليشاركه في طعامه أليس كذلك ؟!
شكرا لك

طرائف ولطائف من التراث العربي الإسلامي - صفحة 2 844978123

طرائف ومواقف الملوك والأمراء

يحكى أن ملك سأل وزيره يوما فقال له

ما أهم ما يميز المرء ؟
قال الوزير : عمل ينتفع به
قال الملك وإن عدمه

قال الوزير :مال يستره ويصدق به
قال الملك وإن عدمه

قا ل الوزير :أخلاق يتحلى بها ويتقرب بها إلى الله
قال الملك وإن عدمه قال الوزير :صاعقة تحرقه وتريح البلاد والعباد من شره

طرائف ولطائف من التراث العربي الإسلامي - صفحة 2 901793528

طرائف ولطائف من التراث العربي الإسلامي - صفحة 2 901793528

إن من شيم العربي- أستاذنا الفاضل محمد فهمي يوسف- الكرم وكما عرف تاريخنا العريق شخصيات كانت مضرب المثل في الكرم والجود أمثال حاتم الطائي والشاعر الحطيئة صاحب قصيدة:

رأى شبحا وسط الظلام فراعه    فلما بدا ضيفا تشمر واهتما
فقال ابنه لما رآه بحيرة أيا أبت اذبحني ويسر له طعما
ولا تعتذر بالعدم عل الذي طرا    يظن لنا مالا فيوسعنا ذما
..................................    .................................

فقد عرف أيضا شخصيات كانت مضرب المثل في البخل والشح وسارت بقصصها وطرائفها المضحكة الركبان، كما هو الحال مع طريفة البخيل وخادمه الذي استحق العتق لا لشيء سوى لأنه أبان عن بخل وحرص شديدين فاق فيهما سيده.
فوضع الطعام على المائدة قبل إغلاق الباب،كما تفضلتم أستاذنا الفاضل،سيجذب برائحته الضيوف لا محالة، وهذا ما لا يهواه البخيل،أما إغلاق الباب قبل إحضار الطعام فسيمنع أيا كان من الدخول على حين غرة ومشاركته طعامه.

شكرا لمروركم الكريم
طرائف ولطائف من التراث العربي الإسلامي - صفحة 2 901793528

إن الطرف أستاذ سيد يوسف مرسي لا تقف عند فئة من الناس بل تحدث مع علية القوم وبسطائهم ومع عالمهم وجاهلهم، والتراث العربي زاخر بطرف أبطالها حكام ووزراء وقضاة وفقهاء وأطباء...وأعراب ومغفلين وحمقى وحتى من شُهد لهم بالفطنة والذكاء!
شكرا على مساهمتكم في هذا الموضوع.

"وهب سليمان بن أبي جعفر لأعرابي كساء شامية؛ فلما أتى أهله وأبصره صبيانه تطايروا فزعاً من بين يديه، وقالوا: لقد أصابت أبانا داهية، فأنشد:

طرحت عمامتي ولبست تاجاً على عنقي له ذنبٌ طـويل
تصايح صبيتي لـمّـا رأوه وقالوا جاء سعلاةٌ وغـول "

"جمع الجواهرفي الملح والنوادر"

"انتبه قوم ليلة في رمضان وقت السحور فقالوا لأحدهم: أنظر هل تسمع أذاناً؟ فأبطأ عنهم ساعة ثم رجع فقال: اشربوا، فإني لم أسمع أذاناً إلا من مكان بعيد."
" أخبار الحمقى والمغفلين"

"مر أعرابي بمرآة ملقاة في مزبلة، فنظر وجهه فيها، فإذا هو سمج بغيض، فرمى بها وقال: ما طرحك أهلك من خير".
" جمع الجواهر"

"مرض رجل مرة، فلما اشتد به المرض أمر بجمع العيدان والطنابير والمزامير إلى بيته، فأنكروا عليه ذلك فقال: إنما فعلت ذلك لأني سمعت أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه شيء من آلات الملاهي والفجور، فإن كان ملك الموت من الملائكة دفعته عني بهذه الأشياء".

"أخبار الحمقى والمغفلين"

سرق أحدهم قميصاً فبعثه مع ابنه يبيعه، فسرق منه في الطريق، فلما رجع قال أبوه: بعت القميص. قال: نعم ! قال: بكم ؟ قال: برأس المال".
" جمع الجواهر في الملح والنوادر"

"قال أبو عبيدة: أجريت الخيل في الحلبة؛ فجاء فرس من الخيل سابقاً، فجعل رجل من النظارة يكثر الفرح ويكبر ويصفق. فقال له رجل إلى جانبه: يا فتى؛ الفرس لك ؟ قال: لا ! ولكن اللجام لي !".
" جمع الجواهر في الملح والنوادر"

"استأذن رجل على إبراهيم النخعي فقال: "أبا" عمران في الدار، فلم يجبه. فقال: أبي عمران في الدار، فناداه: قل الثالثة وادخل".

"معجم الأدباء" ياقوت الحموي

يروى أن أعرابيا وقف على حلقة أبي زيد الأنصاري النحوي فظن أبو زيد أنه قد جاء يسأل عن مسألة في النحو،فقال أبو زيد: سل يا أعرابي،فقال على البديهة:

لست للنحو جئتكم لا ولا فيه أرغــب
أنا مــــــــــالي ولامــــرئ أبد الدهر يضـرب
خـــل زيدا لشأنـــــــــــه أينما شــــاء يذهـب
واستمع قول عاشق قد شجــاه التطـرب
همـــــه الدهر طَفْلَةٌ فــهو فيـــها يشبــب

طفلة: جارية
"نزهة الألباء في طبقات الأدباء"

مر بعضهم بامرأة قاعدة على قبر وهي تبكي ،فقال لها: ماهذا الميت منك؟
قالت: زوجي!
قال: وما كان عمله؟
قالت: كان يحفر القبور!
قال: أبعده الله، أما علم أنه من حفر حفرة سقط فيه.

كان لراع سمن في جرة معلقة على سريره.فكر يوما وهو مضطجع وبيده عكازه،فقال: أبيع الجرة بعشرة دراهم،فأشتري بها خمس أعنز وأتعهدها حتى تبلع ثمانين عنزة.ثم أبيعها وأبتاع بكل عشر بقرة.فينمو مالي وأتزوج فيولد لي ولد،فآخذ في تأديبه،فإن عصاني ضربته بهذه العصا وأشار بها،فأصابت الجرة فانكسرت.

أتى رجل نخاسا فقال:اشتر لي حمارا ليس بالصغير المحتقر،ولا الكبير المشتهر،إن أشبعته شكر،وإن أجعته صير،وإن خلا الطريق تدفق،وإن كثر الزحام ترفق،لا يصدم بي السواري،ولا يدخل بي تحت البواري، إن ركبته هام،وإن ركبه غيري نام.
فقال له النخاس: أنظرني قليلا،فإن مسخ الله ابن أبي ليلى القاضي حمارا اشتريته لك.

قال خالد بن صفوان للفرزدق:يا أبا فراس،لو رأتك صويحبات يوسف لما أكبرنك ولا قطعن أيديهن؟
فقال:وأنت يا خالد،لو رأتك صاحبة موسى لما قالت: يا أبت استأجره.

حكى المبرد في كتاب الكامل قال :
إن رجلا من قريش كان إذا اتسع لبث أَرَثَّ ثيابه
وإذا ضاق لبس أحسنها
فقيل له في ذلك : لماذا ؟
فقال : إذا اتسعت تزينت بالجود
وإذا ضاقت تزينت بالهيئة
فالبس من الثياب ما يخدمك وليس ما يستخدمك
التعليق
وقالت جدتي :( فوت معرش ولا تفوت مكرش ) مثل شعبي
مُر على الناس وأنت في مظهر حسن ( معرش )
وليس ممتلئ البطن ( مكرش ) بلا عطاء أو جود مما أعطاك الله من نعمه
ورد عليها جدي قائلا:
فما رأيك في قول الله تعالى :( وأما بنعمة ربك فحدث )؟
وفي حديث السيدة عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أورده البخاري :
( إن الله يحب إذا أنعم على امريء نعمة أن ينظر إلى أثرها عليه )؟
قالت له : قل لي أنت وفهمني :
فأجابها : الإنسان البسيط قد يظن أن هناك تناقضا أو تعارضا بين المعنيين
لكن في الواقع أنهما لا تعارض بينهما !!
فالذي اتسعت عليه الدنيا بنعمها تفضلا من الله عليه فقد بان أثر الاتساع في جوده ولم يهتم بالمظهر
فالجود شكر للنعمة يزيدها عليه
والذي ضاقت عليه الحباة بكثرة الابتلاءات ، قابلها بالصبر والشكر وإخفاء الشكوى أمام الناس فلبس
أحسن ثيابه حتى يراه الناس في أحسن صورة
وهذا اتفاق بين الآية الكريمة والحديث الشريف وبين قول المبرد في طرفته ؛
أما مثلك الشعبي : فالأفضل منه ( كُلْ ما يعجبك ، والبس ما يعجب الناس )

» طرائف من التراث/....
» قصص من التراث / ....
» صقلية والفتح الإسلامي
» حقائق حول التقويم الإسلامي والتقويم الميلادي
» المنهاج الإسلامي في تحقيق العدالة الاجتماعية