د.م. عـزمـي الـنـجـار
عدد المساهمات : 19 تاريخ الميلاد : 20/08/1948 العمر : 76 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : المانـيـا لاتحاديه العمل : قـائم بأعمـال سـفـارات فـلسطيـن سـابقـا. بون/المانيـا الأتحـاديـه. لاهـاي/هولانـدا وذلك من عام 1975م الى عام 2007م المزاج : القرائة والكتابه, تربية الطيور والزهـور والزراعـه تعاليق : الحمد لله رب العالمين
يشرفني أن أنـتسب الى منتداكم وامـل أن أكون عضوا فعالا بأذهن الله
وان أنـال ثقـتـكم جـميـعـا
| موضوع: ثـرثـرة مـن أرشـيف الـذاكـرة السبت 25 يناير 2014, 4:29 pm | |
| الحلقة الثالثة
تـنـاولـنـا بعـض مـن هـذا المـقـبلات وشـربـنـا الشـاي وكـان الـجـو مـا زال صـافـيـا لا غـيوم ولا سحاب يـوحـي على أن هـنـاك أمـطـار. خـرجـنـا الى الشـارع بـحجـة اسـتنـشـاق الـهـواء ولـكـن الحـقيـقـة أن ولـيـد يـريد أن يـدخـن سيجـارة حـتى لا يــتـرك أثـر في الـغـرفـة يـلـفـت الأنـظـار ومـع أنـي لـم أكـن مـدخـنـنـا لـكـنـي كـنـت أجـامـلـه أحـيـانـا. عـدنـا الـى البـيت وبـدأنـا نـقـلـب فـي المـراجـع حـتى الرابـعـة صـبـاحـا. أقـفـلـنـا كـتـبـنـا عـلى أن نـقـضـي يـومـنـا فـي راحـة تـامـه بـعـيـدا عـن الـكـراريس والـكـتـب. ركـبت السيـاره وعـدت الى شـقـتي. حـاولـت الـنوم ولـم أستـطـع, دخـلت الى الحمـام وأخـذت دوش فـاتـرولـكـن لا نـعـاس ولا أثـر لـلـتـعـب وكـأن الـنــوم هــرب مـن الشـبـاك مـع أن الـراحـة مـطـلـوبـه قـبل الأمتحـانـات. شـعـرت أن النـعـاس مـا زال بـعـيدا عن الجـفـن. جلـست أداعـب الـراديـو لـعـلـي ألتقـط مـحـطـة عـربـيـة لسـمـاع أغـنـيـة, دون جـدوا عـلمـا بأنني دفـعـت الشئ الفلاني في جـهـاز يحتـوي عـلى مـوجـة ف م. وضعـت أسطوانة لأم كـلثـوم وأخـرى لـفـريد الأطـرش على جهـاز البك أب وأغـمـضت عـيناي لأصرح مـع الـملـكوت ومـع ذلك لـم يـغـلبـنـي الـنـعـاس فـنـهـضت وغـيرت مـلابـسي وقـررت الخـروج والتـسـكـع فـي شوارع المـديـنـة والأستمتـاع بالـنظـرالى واجــهـة المـحـلات التي لا تـبعـد إلا خـطـوات قـلـيـله مـن مـكـان سـكـني. وقـفـت أمـام السيارة وأخـذت أنـظـر الى السمـاء الـصـافـيـه وهـل عـلـي أن أصطـحـب الـمـظـله تـحسـبا لهـطـول الأمـطـار التي لـيس لـهـا مـوعـد أوإذا كانـت هـنـاك سحابة مـخـتبـئه خـلف الجـدران الـعـالـيـه تـفـاجـئـني وأنـا لـسـت بـحـاجـه لـلأسـتـحـمـام. فـتـحـت بـاب الـسـيـاره وبـدل أن أخـرج المـظـله وجـدت نـفـسـي أخـلع غـطـائـهـا وأجـلس خـلـف الـمـقــود. أدرت الـمـحـرك ومـا أن هـمـمـت بـالـسـير وأذ ولـيـد يـقـف خـلفـي لـيسـألـنـي أيـن ذاهـب؟, فـرديـت السـؤال. مـا بـك؟ (ليـقـول لـم أسـتـطـع الـنـوم فـجـأت, وأنـت؟) صـراحـة لا أعـرف أركـب ولـنـرى مـن سـنـزعـج مـن الشـباب في هذا الصباح. أقـفـل بـاب سـيـارتـه وجـلس بجـانـبـي وأخـذنـا نتـجـول فـي شـوارع المـدينـه الـخـاليـة مـن المـارة, نـكـسر الأشـاره ونـدخـل فـي الشـوارع المـمـنـوعـه نـنـظـرالى الأبـواب نبـحـث عـن رغـيـف خـبـز أو زجـاجـة حـلـيب أو حـتى صـحـيفـه وهـذا لأن كثـيـريـن مـن الالمان يحبـون الأفـطـاربالخبـز الطازج وتـقـوم المخـابـز بـوضع الطـلبـات أمـام الأبـواب. تـعـرفـنـا على هـذه الـعـادة عـنـدمـا كـنـا عـائـديـن في الصباح من عـنـد أحـد الأصـدقـاء وعـنـدمـا كـنـا نـقـطـع الشـوارع لاحظـنـا أن هـنـاك أكـيـاس أمـام الأبواب فدعـانـا الفـضـول لـمعـرفـة مـا بـهـا وعـنـد فـتح إحـداهـا فاحـت رائـحـة خـبـز طـازج أسـالـت اللـعـاب وفـتـحت الشـهـيـه وأصـحـابـهـا مـا زالوا يـغطـون في النـوم, لـم نسـتطـع المـقـاومـة, تـنـاول كـل واحـدا منـا قـطـعـة مـن كـل كـيس والـتـهـمـنـاهـا وكـان بـودنـا التـهـام كـل مـا في الأكيـاس ولـكـننـا أكـتفـينـا بـقـطـة واحـدة مـن كـل كـيس حـتى لا يـشـعـر أصـحـابـهـا بفقدانـهـا وهـكـذا يـتمكـنـون مـن الأفطـار كـمـا أعـتـادوا. إن رائحة الخبـزالـطـازج مـع نـسـمـة الـصـبـاح لـه نـكهـة أخـرى وطعم أخـرعـنـدما تـكـون الأمعـاء خـاويـة وفي هذا الـوقـت لا تستطيع الحصـول عليـه إلا بـهذه الـطـريقـة لأن المـخـابـز مـا زالت مـقـفـلـة. ,,شـقـاوة عيـال على رأي أخـوتـنـا المـصـريين,,. أمـا اليـوم فلـم نـشـاهـد كيس خـبز واحـد أو صـحـيـفـة وقـد نسينا أو تـنـاسينا أن ايام الأحـد عطلـة الأسبـوع والمخابـز لا تـعـمـلوك وكمـا يـقـول أخـوانـا المصريين ,, طـلع نـابـك على شـومـه,, اي عـضـضـت عـلى عصـا غليظة. بـعـد تـجـولـنـا فـي الشـوارع تـركـنا المـدينـة لنجـد أنـفسـنـا في محـيط الـقـرىنسـتـمـتع بـنـسـيم الصباح الـعـليـل وجـمـال الـطـبـيعـه ونـشـاهـد الشـمـس وهي تصعـد الى السمـاء رويدا رويدا وهي ترسـل شـعـاعـهـا حـيـث الحـقـول ومـزارع الـفـواكـه دون سيـاج أو حـارس لنـشـاهـد عـن كـثـب ثـمـار الـتـفـاح يـتـدلـى بـيـن الأغـصـان لـيـضـيـف الى الـطـبـيعـه مـنظـرا خـلابا يسـتهـوى العيون. توقـفنا على قارعة الطريق وقـطـفنا بعضا منها وتـابـعنا الـسـيـر.
الى اللقـاء في الـحـلقـة الـرابـعـة | |
|