أوتيَ النبي صلى الله عليه وسلم ( جوامع الكلم ) وهي من تعليم الله له سبحانه وتعالى إذ المعروف أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ، إلا أن اصطفاءه للرسالة المحمدية الإسلامية جعل المولى سبحانه وتعالى يؤدبه ويربيه ويعلمه بلاغة القول والحكمة والخلق الرفيع
قال عليه الصلاة والسلام :
( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) وقال عنه ربه سبحانه وتعالى :
( وإنك لعلى خلق عظيم ) وقال أيضا :
( ن والقلم وما يسطرون ، ما أنت بنعمة ربك بمجنون )وجاء في صحيح البخاري ( من معجزاته )من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ألا تريحني من ذي الخلصة ؟ فقلت : بلى . فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس ، وكانوا أصحاب خيل ، وكنت لا أثبت على الخيل ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري
وقال : اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ) قال : فما وقعت عن فرس بعدُ ، قال : وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نُصُبٌ تُعْبَد يقال له : الكعبة ، قال :
فأتاها فحرقها بالنار وكسرها قال : ولما قدم جرير اليمن كان بها رجل يستقسم بالأزلام فقيل له : إن رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ها هنا فإن قدر عليك ضرب عنقك ، قال : فبينما هو يضرب بها ( الأزلام ) إذ وقف عليه جرير فقال : لتكسرنَّها ولتشهدن أن لاإله إلا الله أو لأضربن عنقك ، قال :
فكسرها وشهد ثم بعث جرير رجلا من أحمس يكنى أبا أرطأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بذلك ، فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جملٌ أجرب ، قال : فبارك النبي صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات )
حبيبي يا رسول الله ،
يا من أيدك الله باستجابة دعائك ودعاء إخوانك الأنبياء صلى الله عليك وسلم