رابط القصيدة على اليوتيوب :
https://youtu.be/WKKD4OdNFC0أعتقد أن اللغة العربية بترجمة الأستاذة منيرة الفهري
إلى الفرنسية من البيان العربي لمتذوقي لغتنا العربية(الهوية الخالدة)
في البحر ...بعيدا عن الماء
لم أَرسم البحرَ في وصيَّتي
كنَّ الورثةَ عثروا عليهِ مرتبكـا بيني وبين الورق
كان يغمرني بالملح والجفاف
وهو يتخلَّصُ من الماءِ
لكي يقنعَ السفنَ بوعورة القاع .. ولون التراب
ستحتفظُ السماءُ بلونها الأَزرقِ حتى نعود ، قُلتُ للبحر
ولم أَذكر في وصيتي
كيفَ يكونُ مذاقُ الأَرضِ حينَ تجفُّ البحار
وكيف تكونُ الريحُ بلا فائدة
حين لا تسوقُ موجةً في طريقِها إِلى الصخرةِ الظامئة
الريح صانعةُ الخرائطِ
فلا تنسي خطوطَكِ في ذاكرةِ الدليلِ أَيَّـتُـها الرمال
أَنا الجُـثَّـةُ المالحةُ التي كُلَّما مَـلَّـها الموتُ استعادتها البحار
كما تستعيدُ الجهاتُ ظلالَها ، وأَسماءَها ، والظلام
لا تهدري ما في الحقيقةِ من دماء
عيناي وديعةٌ في جبهةِ الأَرضِ
فاحتفظي بما يقولُ المشهدُ المنسيُّ
لن ترثَـني الحقائقُ إِن استعادَني البحرُ أَعمى
كما يستعيدُ الليلُ خيالاتِـنا التي تسقط – سهوًا – على البلاد
ولن يأْكلَ الطيرُ من رأسي الذي ضاعَ بين سطور الوصيَّةِ الغامضة
في الوصية
يغيبُ الأَزرقُ ، لكن لا يموت
في الوصية
تسقطُ لوحةٌ متعبةٌ عن الجدارِ القديمِ
فيبحثُ اللونُ عن وطنٍ بديل
في الوصية
تجلس أُمِّي على تَـلَّـةٍ باردةٍ وحدَها
بيدها الأَرضُ ، وعلى رموشِها الملح
لم أَكتب البحرَ في وصيتي
لكنَّني كتبتُ ما قالت موجةٌ وُلدتْ
بعد موتِ الرياح
قد أهاجت ظمأنا إلى إبداعات الأدباء الغربيين في لغاتهم بقيامها بترجمة من الفرنسية إلى العربية
لنرىأنغام القصيدة ورونق الأوزان والعروض العربي الأصيل في بحور شعرنا الزاهية
وجمال المعاني والصور وألوان البديع وأنواع قصائد الشعرالموزن والمنثور على أيدي شعرائنا الكبار أمثال الأستاذ محمد الخضور ورفاقه الكرامإنها خواطر ورقة مفقودة بوصية الغرباء في بحر التيه البعيد ينتظر الرحيل إليه للبحث عن وصية لهؤلاء الممتطين صهوة أمواجه العاتية أين راحوا ؟ ومتى يعودون ؟ ولماذا رحلوا ؟كل هذه التساؤلات تتنظرها أمي الجاثية في ملوحتها أمام الغيب المجهول في تلك الكلمات (في الوصيةتسقطُ لوحةٌ متعبةٌ عن الجدارِ القديمِ
فيبحثُ اللونُ عن وطنٍ بديل )تحية لروعة ترجمتك التي فهمت من قصيدتها تلك النبضاترد الأستاذة منيرة المترجمة إلى الفرنسية :
أستاذي القدير الموقر
محمد فهمي يوسف
ماااا أسعدني بهذا الحضور العبق و بهذه الكلمات المثرية
شكرااا من القلب سيدي الجليل
و الحقيقة القصيدة رااائعة أثارت فيّ شغفي بالترجمة
تحياتي و كل التقدير أستاذي العزيز
رد الشاعر القدير :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد مثقال الخضور
أستاذي الكبير الراقي
المعلم الذي تتلمذت على يديه
لكي أفهم اللغة أكثر .. أحبها أكثر .. وأعثر عليَّ بين حروفها
الصديق الجميل الذي لا يزيده التواضع إلا رفعةً وعلوًّا
محمد فهمي يوسف
مرورك على النص وسام شرف كبير يا سيدي الفاضل
أشكرك على إطلالتك الراقية الرفيعة المستوى
وأنت الكبير مقامًا وقدرًا
لك المحبة والتقدير والاحترام الشديد
إضافة تعليق :
عزيزي وصديقي وأخي الغالي الأستاذ محمد مثقال الحضور
أحببت أن أحييك وأهنئك على خيالات مشاعرك الراقية
في إحساسك الفياض الأكثر حضورا وبهاء من البحر
وأن أضيف:
ما يؤكد عدم رغبتك رسمَ البحرِ في وصيتِكَ
إنها الموهبة الشعرية والإلقائية في نغم ولحن الشاعر القدير
تزيد تأكيد الهدف بما قدرته الأيام للذين تقبع في أنفسهم
خيالاتُ زرقة البحر
المتلهِفِ لابتلاعهم في جوفه كأجمل لوحة رسمتها آمالهم العريضة ؛
في القصيدة التي باح بها نبضكَ أخي العزيز دمتَ مُوفَقا ومُلْهَمًا.