باب الإضافة المعنوية واللفظية في قواعد النحو العربية
كاتب الموضوع
رسالة
محمد فهمي يوسفadmin المدير العام (1)
مؤسس المنتدىعدد المساهمات : 2487تاريخ الميلاد : 01/02/1945العمر : 79تاريخ التسجيل : 16/04/2013الموقع : منتديات رابطة محبي اللغة العربيةالعمل : مدير عام تربية وتعليم بالمعاشالمزاج : راضٍتعاليق : مدون وكاتب وأديب ناقد ، وخبير لغوي متخصص
أفضل مدوناتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر )
موضوع: باب الإضافة المعنوية واللفظية في قواعد النحو العربية الإثنين 23 أكتوبر 2023, 9:45 pm
عندما درستُ تعريف المضاف والمضاف إليه في مراحل التعليم الأولى من حياتي تعلمت أن المضاف إليه يأتي مجرورا دائما .... كما عرفت أن المضاف قبله يُحْذَفُ تنوينه عند الإضافة إذا كان منونا قبلها ، وتُحذَفُ نونه إذا كان مثنى أو جمع مذكر سالم ....... ثم تعمقت الدراسة في المراحل التالية من التعليم في باب الإضافة المعنوية فتعالى معي لنقف أولا على تلك الأمثلة في تلك المجموعتين : 1- نورُ الشمسِ قَوِيٌّ ــــ عُنُقُ الجَمَلِ طويلٌ ـــ رِيْشُ الطَّاوسِ جميلٌ ..... في هذه المجموعة قد اكتَسَبَ التعريفُ للنكرة ( نور ، عنقُ ، ورِيشُ ) بسبب الإضافة فيه إلى الاسمِ المعرف بعده :( الشمس ، الجمل ، الطاوس ) ............. فإن لفظَ نور مثلا إذا أخِذَ وحدهُ دَلَّ على نورغير معين !! لذلك فهو نكرة ولكنك إذا قلتَ نور الشمسِ بالإضافة فقد عينْتَهُ وعَرَّفْتَهُ ....... 2- الطائفة الثانية من الإضافة المعنوية من أمثلتها : أَسْمَعُ بكاءَ طِفْلٍ ـــ أَرَى آثَارَ أَقْدَامٍ ـــ أَشُمُّ رَائِحَةَ وَرْدٍ .... وتأمل المضاف في الأمثلة هنا تجده قد اكتسَبَ التخصيص بسبب إضافته إلى النكرةِ بعده في ( طفلٍ ، أقدامٍ ، وَرْدٍ ) ؛ فإذا قلت : ( أسمعُ بكاءً ) من غير إضافة ، كان لفظ البكاء عاما يشمل بكاء الطفل وبكاء المرأة وبكاء الرجلِ ؛ ولكنك حين أضفته إلى نكرة فقلت : أسمع بكاءِ طفلٍ ) تكون قد خصصته وضَيَّقْتَ عُمُومَهُ ........ وتسمى الإضافة في هاتين الطائفتين وأشباهها ( إضافة معنوية ) لأنها أفادتْ المضاف أمرا معنويا وهو ( التعريف في الطائفة الأولى ، والتخصيص في الطائفة الثانية .!........ ثم تعالى معي لنذهب للتعرف على الإضافة اللفظية في تلك النماذج من المجموعتين التاليتين : 3- صانعُ المعروفِ مشكورٌ ـــ محمودُ الخِصَالِ ممدُوحٌ ـــ سَرِيعُ الغَضَبِ مَذْمُومٌ ......) ...... 4- الحافِظَا دُرُوسِهِمَا مُكَافَآنِ ـــ المُتْقِنُو أَعْمَالِهِمْ رَابِحُونَ ـــ المُنْصِفُ الناسِ مَحْبُوبٌ ـــ المُحِبُّ فِعْل الخيرِ سَعِيدٌ ...) هنا في تلك الطائفتين تجد المضاف في أمثلتهما لم يكتسب تعريفا ولا تخصيصا ؛ وعدم اكتسابه التعريف فصانعُ المعروف يصح أن توصف به النكرة فيقال على سبيل المثال : ( رأيت رجلا صانع المعروف ) وهذا دليل على بقاء تنكيره ، وأما أنه لم تكتسب التخصيص ؛ فلأن تخصيص الصنع بالمعروف في صانع المعروف ليس بجديد لحصوله قبل الإضافة في نحو : ( فلانٌ صانع معروفا ) ...... وتأمل بعناية ودقة النظر في المضاف في تلك الطائفتين 3 و4 من حيثُ لفظهِ ؛ فستجدْ أن الإضافة قد أكسبتهُ التخفيف بحذف تنوينه إن كان منونا في الأصل ، أو حذف نونه إن كان مثنى أو جمع مذكر سالما ؛ ومن أجل ذلك تسمى الإضافةُ هنا ( إضافة لفظية ) .... وكذلك الحال في كل إضافةٍ لا يستفيد فيها المضاف إليه تعريفا ولا تخصيصا ..... *** ولو أنك وازنتَ بين أمثلة الإضافة اللفظية وأمثلة الإضافة المعنوية في الطائفتين الأولى والثانية لوجدتَ فرقا واضحا ؛ ففي كل مثال من أمثلة الإضافة اللفظية ترى المضاف وصفًا وهو كل اسم دالٍّ على ذات متصفة كصانع ومحمود وسريع ؛ فإن اللفظ الأول مثلا يدل على ذات متصفة بالصنع ........... وترى المضاف إليه معمولا في المعنى للمضاف ؛ فلفظ ( المعروف ) من قولك : صانع المعروف مشكورٌ مثلا : مفعول به في المعنى لصانع !! أي صنع المعروفَ . ..... **** ونرجع إلى الأمثلة جميعها مرة ثانية ونتأمل المضاف وحده ؛ نجده مجردا من أل في جميع الأمثلة في الإضافة المعنوية ؛ أما في أمثلة الإضافة اللفظية فإنك تجده مرة مجردا من أل كما في أمثلة الطائفة الثالثة ، ومرة مقرونا بها كما في أمثلة الطائفة الرابعة ، وإذا تدبرته في هذه الطائفة حيث جاء مقرونا بأل جوازا ، وجدته في المثال الأول مثنى ، وفي الثاني جمع مذكر سالما وفي المثال الثالث مضافا لما فيه أل ، وفي المثال الرابع مضافا لما فيه أل ، وتلك هي المواضع الأربعة التي يجوز فيها اقتران المضاف بأل .... نختتم الموضوع بالقواعد النحوية الدقيقة والمختصرة لمفهوم الدرس بعد توضيحه وشرحه إن شاء الله فنقول : ** الإضافة في اللغة العربية قسمان هما ( معنوية ) و( لفظية ) ** الإضافة المعنوية : ما أفادتْ المضاف تعريفا أو تخصيصا ؛ ولا يكون المضاف فيها وصفا مضافا إلى معموله . ** والإضافة االلفظية : ما لمْ تُفِدْ المضاف إلا التخفيف بحذفِ تنوينه إن كان منونا في الأصل ، أو تحذف نونه إن كان مثنى أو جمع مذكر سالما .. ويضاف الوصف إلى معمولهِ . ** يمتنع في الإضافة المعنوية دخولَُ أل على المضاف مطلقًا ، ويمتنع ذلك في الإضافة اللفظية أيضا إلا فيما يأتي : 1- أن يكون المضاف مثنى أو جمع مذكر سالما ...........2- أن يكون المضاف إليه مقرونا بأل أو مضافا لما فيه أل .... والله أسأل أن ينفعنا بما تعلمناه ونقلناه بإخلاص لمن يرغب في الاستفادة والتعقيب أو السؤال للرد عليه إن شاء الله .
باب الإضافة المعنوية واللفظية في قواعد النحو العربية